سلمى حداد - الخليج أونلاين-
في قائمة للوقت المطلوب ليجمع الموظفون بالعالم مليون دولار أعدها موقع (World Data) ظهرت دول الخليج في مراكز متقدمة جداً بين دول العالم وتصدرت الشرق الأوسط.
وحسب القائمة، فإن قطر احتلت المركز الـ11 عالمياً، ويحتاج الموظف فيها إلى 16 سنة لجمع مليون دولار، في المقابل يحتاج الإماراتي إلى العمل براتب شهري 24 عاماً لجمع مليون دولار.
أما السعودي فيحتاج في المتوسط إلى العمل نحو 30 عاماً لجمع مليون دولار، والعُماني يحتاج إلى العمل 17 عاماً لجمع مليون دولار، في حين يحتاج البحريني إلى مدة أطول تصل إلى 38 عاماً كي يجمع أول مليون دولار، أما الكويتي فسيكون أمامه عمل لمدة 41 عاماً ليتمكن من الحصول على لقب مليونير.
كيف ذلك؟.. لكن هذا لا يحدث صدفة؛ فدول الخليج تتصدر الدول العربية وتحتل مراكز دولية متقدمة من حيث دخل الفرد.
وحسب بيانات نشرتها مجلة "غلوبال فاينانس"العام الماضي، حلت دولة قطر في صدارة ترتيب قائمة أغنى الدول على الصعيدين الخليجي والعربي، فيما جاءت في المرتبة الرابعة عالمياً.
ويبلغ نصيب الفرد في قطر 124.848 دولاراً من الناتج المحلي سنوياً، في حين جاءت الإمارات في المرتبة الثانية عربياً، والسادسة عالمياً بـ88.221 دولاراً.
واحتلت السعودية المرتبة الثالثة عربياً، والـ23 عالمياً، بـ64.836 دولاراً، تلتها البحرين رابعاً وبالمرتبة الـ27 على مستوى العالم بـ60.596 دولاراً، والكويت بالمرتبة الخامسة عربياً والـ36 عالمياً، وبلغ 53.037 دولاراً.
أما بالنسبة لسلطنة عُمان فلم ترد في التصنيف، لكن وفقاً لأرقام موقع "World Salaries" فإن معدل الرواتب في عُمان يبلغ 4683 دولاراً شهرياً، أي إن الرقم يتجاوز الكويت ليصل إلى 56 ألفاً و196 دولاراً سنوياً.
ويعتبر نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي من أفضل مقاييس ثروة الدول، لما يوفره من معرفة عن متوسط عيش مواطني كل دولة، مع إظهار تمثيل لكمية السلع والخدمات التي تم إنشاؤها لكل فرد.
من أين يحصلون على المال؟... يقول المحلل الاقتصادي منير سيف الدين: إن "دول الخليج تتميز الحياة في غالبيتها بالرخاء وانخفاض مستويات البطالة، إضافة لسعي الحكومات بقوة خلال السنوات الماضية لتحقيق الرفاهية لمواطنيها وتأمين سبل عيشهم عبر استراتيجيات متنوعة وشاملة".
ويضيف سيف الدين، في حديثه لـ"الخليج أونلاين": "ما يساعد دول الخليج على تحقيق متطلبات الرفاهية لمواطنيها أن عدد المواطنين قليل، في المقابل فإن إيرادات الدولة خاصة بالفترة الأخيرة كبيرة. فدولة مثل مصر لا يمكن أن تتحقق فيها هذه المعادلة حتى لو كانت إيراداتها أعلى من قطر".
ويرى أنه إلى جانب الإيرادات النفطية الكبيرة فإن دول الخليج تتميز بالاستقرار والأمان، وهذان عاملان مهمان لجذب الاستثمارات الأجنبية والسياح، وكل ذلك يصب في النهاية في مصلحة المواطنين.
ويعتقد أن الخليجيين خلال السنوات الماضية ستزداد فرص الرفاهية لديهم مع توجه حكوماتهم نحو تنويع الاقتصاد وتعزيز جذب الاستثمارات الأجنبية وتطوير القطاعات السياحية والترفيهية بشكل لافت.
مؤشر اقتصادي آخر.. جاءت النظرة المستقبلية للاقتصادات الخليجية إيجابية لعام 2024 بحسب تقرير صادر عن البنك الدولي الشهر الماضي.
وتوقع البنك نمو اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي، بنسبة تتراوح بين 3.6%، و3.7%، خلال عامي 2024 و2025.
ولفت البنك إلى أن القطاعات غير النفطية ستقود النمو الاقتصادي في دول مجلس التعاون الخليجي، لكنَّ جهود التنويع تتطلب مزيداً من الإصلاحات.
خلفية معلومات.. أظهر تقرير مؤسسة "نيو وورلد ويلث" المتخصصة في الدراسات المتعلقة بالثروات، صدارة الإمارات في قيمة الثروات الخاصة المملوكة للسكان بمنطقة الشرق الأوسط في العام 2022، بحجم 870 مليار دولار، تلتها دولة الاحتلال الإسرائيلي بقيمة 784 مليار دولار، ثم السعودية بقيمة 542 مليار دولار.
وبلغ عدد من يملكون مليون دولار أو أكثر في دولة الإمارات 83.4 ألف شخص، في حين بلغ من يملكون أكثر من 10 ملايين دولار أو أكثر 3600 شخص، وبلغ عدد المليارديرات 13 مليارديراً.
كم مليونيراً في السعودية؟.. وبلغ عدد المليونيرات في السعودية 40.7 ألف مليونير يملكون مليون دولار فأكثر، في حين بلغ عدد المالكين لأكثر من 10 ملايين دولار 1960، وقدر التقرير عدد المليارديرات بـ8 أشخاص.
وجاءت تركيا في المركز الرابع بإجمالي ثروة 482 مليار دولار، بـ31.6 ألف مليونير يملكون مليون دولار فأكثر، في حين بلغ عدد من يملكون 10 ملايين دولار فأكثر 1580 شخصاً، و10 مليارديرات.
ورغم مشاكلها الاقتصادية، جاءت إيران في المركز الخامس على منطقة الشرق الأوسط متفوقة على دول مثل الكويت وقطر، بحجم ثروة 395 مليار دولار، وبلغ عدد مليونيرات إيران 25.8 ألف مليونير، وبلغ عدد من يملكون 10 ملايين دولار فأكثر 1040 شخصاً، ويوجد بها 4 مليارديرات بحسب التقرير.
وجاءت قطر في المركز السادس بحجم ثروة 202 مليار دولار، بعدد 22.5 مليونير، وبلغ عدد من يملكون 10 ملايين دولار فأكثر 960 شخصاً، وقدر التقرير وجود 3 مليارديرات بها.
وقدر التقرير إجمالي الثروات الخاصة في المنطقة بنحو 4.3 تريليونات دولار، وعدد الأثرياء (يملكون مليون دولار أو أكثر) نحو 390 ألفاً يعيشون في الشرق الأوسط، و18.2 ألف مليونير يملكون 10 ملايين دولار أو أكثر.
كما أن 970 مليونيراً في الشرق الأوسط يملكون 100 مليون دولار أو أكثر، في حين بلغ عدد المليارديرات 75 مليارديراً لديهم أصول صافية تبلغ مليار دولار أو أكثر.
وبحسب التقرير فإن صافي ثروة الشخص يشمل جميع أصوله، سواء ممتلكات أو سيولة أو أسهماً ومصالح تجارية، مع حذف أي التزامات.
المزيد.. بالترتيب العام لمؤشر الرخاء العالمي للعام 2022، جاءت الإمارات في المرتبة الـ44 عالمياً، تليها قطر بالمرتبة الـ46، ثم الكويت الـ60، والبحرين الـ62، وعُمان الـ67، فيما حلّت السعودية بالمرتبة الـ79 عالمياً.
وتصدرت قطر دول الخليج في مؤشر الأمن والاستقرار لتحل بالمرتبة الـ23 عالمياً، ثم عُمان الـ40، والإمارات الـ50، والكويت الـ51، والبحرين الـ95، والسعودية الـ98.