أثار إعلان وزارة المالية السعودية بأن صرف الرواتب في المملكة سيكون في اليوم الخامس من كل شهر شمسي، المبني على الأبراج الشمسية، ابتداء من الشهر الجاري أكتوبر/تشرين الأول 2016، موجة استغراب وتساؤلات لفهم الآلية التي ستتبعها عملية صرف الرواتب، والتي أعرب كثيرون عن عدم معرفتهم بها وبجدواها.
وجاء الإعلان الجديد الذي سيوفر قرابة 10 مليارات ريال سنوياً، بحسب صحيفة الوطن السعودية، بعد قرابة أسبوعين من إعلان الوزارة بأن توزيع الرواتب سيكون بحسب التقويم الميلادي، ليدخل القرار الجديد ثاني آلية لتوزيع الرواتب خلال فترة قصيرة، ولأول مرة بتاريخ المملكة لن يكون التاريخ الهجري مستخدماً في أبرز ما يهتم به السعوديون، الذين ينتظر معظمهم رواتب من الدولة أو المؤسسات الخاصة شهرياً.
ونقلت صحيفة عكاظ، عن عضو جمعية الاقتصاد السعودية، عبد الله المغلوث، أن وزارة المالية اعتمدت صرف الرواتب بالتاريخ الميلادي ودمجها بالأبراج، وأنها ستعمد إلى إيجاد آلية مناسبة فيما يتعلق برواتب شهر رمضان، وأن وزارة المالية تدرك وجود التزامات على موظفي الدولة لا سيما في موسمي رمضان والحج والأعياد، وأن التأمينات الاجتماعية ستعمد خلال شهر رمضان إلى صرف الرواتب مبكراً.
ووفقاً لتعليمات الوزارة، سيكون الموعد الرسمي لصرف رواتب هذا الشهر في 27 أكتوبر/تشرين الأول، وهو اليوم الذي يوافق اليوم الخامس من برج العقرب، وسيكون موعد صرف رواتب الشهر القادم في 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وهو اليوم الخامس من برج القوس، على أن يراعى التنظيم نفسه في رواتب الشهور المقبلة بالمستقبل.
والتقويم الهجري الشمسي تبدأ حساباته منذ هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو يحتوي على اثني عشر شهراً يبدأ بالحمل، والأشهر الستة الأولى بها 31 يوماً، أما الخمسة التالية فبها 30 يوماً، والشهر الأخير 29 يوماً، ونسبة الخطأ فيه تبلغ يوماً واحداً فقط لكل 3.8 ملايين سنة.
وتبدأ السنة الشمسية في الاعتدال الربيعي يوم 21 مارس/آذار بحسب التقويم الغریغوري الميلادي غالباً، وفي بعض السنوات في 20 مارس/آذار المیلادي، يحسب تطور السنة الكبيسة، ويدعى ذلك اليوم بيوم النوروز.
الخبير التقني فيصل الصويمل أوضح، عبر حسابه الرسمي على تويتر، أن "التقويم بالأبراج هو الأدق بين كل التقاويم في العالم، لأنه يعتمد على دورة الشمس بنسبة خطأ أقل كثيراً من نظيرتها في التقويم الميلادي".
وأضاف أن التقويم الهجري الشمسي أسسه العالم المسلم عمر الخيام، ويبدأ حسابه من هجرة الرسول، صلى الله عليه وسلم، وعدد الأشهر فيه 12 تبدأ بالحمل.
وتعتمد كل من إيران وأفغانستان التقويم الهجري الشمسي (الأبراج) رسمياً، ورغم ذلك ظل مقترناً في العقل العربي بالتنجيم؛ ما جعل الأنظمة المحاسبية العربية غير متوافقة معه حتى الآن.
وقالت الصحافة السعودية إن توزيع الرواتب القادمة والتي ستبقى على هذا النظام، سيكون منذ راتب شهر محرم الذي يكون موعد صرفه في 5 من برج العقرب الموافق 27 أكتوبر/تشرين الثاني 2016، وراتب شهر صفر في 5 من برج القوس الموافق 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2016.
أما راتب شهر ربيع الأول فسيكون صرفه في 5 من برج الجدي الموافق 26 ديسمبر/كانون الأول 2016، وراتب ربيع الثاني في 5 من برج الدلو الموافق 25 يناير/كانون الثاني 2017، يليه راتب شهر جمادى الأولى في 5 من برج الحوت الموافق 24 فبراير/شباط 2017.
وسيُصرف راتب شهر جمادى الثانية في 5 من برج الحمل الموافق 25 مارس/آذار 2017، فراتب شهر رجب في 5 من برج الثور الموافق 25 أبريل/نيسان 2017، ثم شعبان الذي يصادف 5 من برج الجوزاء الموافق 25 مايو/أيار 2017، فرمضان في 5 من برج السرطان الموافق 26 يونيو/حزيران 2017.
وسيكون راتب شهر شوال في 5 من برج الأسد 27 يوليو/تموز 2017، ثم ذو القعدة في 5 من برج العذراء الموافق 27 أغسطس/آب 2017، ثم راتب شهر ذي الحجة بـ5 من برج الميزان المصادف 27 سبتمبر/أيلول.
جدير بالذكر أن إجمالي العاملين في القطاع الحكومي لا يتجاوز 1.2 مليون نسمة، ويستهلكون 323 مليار ريال، وهي قيمة مرتفعة تمثل نحو 38% من إجمالي الموازنة، خاصة إذا علمنا أن هذا الهيكل يتضمن عمالاً وفنيين ومهنيين لا تتجاوز رواتبهم نحو 5000 ريال.
- السعوديون يستغربون
وقد جاء استغراب السعوديين وتعليقاتهم، ممثلة على وسائل التواصل الاجتماعي، بآلاف التغريدات، تحت وسم #صرف_الرواتب_بالابراج، في حين عده بعض المشايخ إجباراً للناس على الاهتمام بالأبراج التي عادة ما يصدر تحريم للاهتمام بخرافات التنجيم استناداً عليها.
من جهتهم، طالب آخرون بإعادة الاعتماد على التقويم الهجري؛ "كونه يرتبط بمناسبات دينية تهم المسلمين وهويتهم، مثل رمضان ووقفة عرفة ثم عاشوراء".
ووجد آخرون القرار مناسبة للفكاهة ونشر الطرف:
خاص الخليج أونلاين-