عشرات الاتفاقيات، ومئات المقاتلات، ومليارات الدولارات، كانت حصيلة صفقات سلاح الخليج في 2016، الذي جاء امتدادا لسلسلة من التجهيزات والتحضيرات الخليجية بشراء الأسلحة على مدار السنوات الماضية.
جاء 2016، ليكمل مسيرة الدول الخليجية، في التسليح، بأحدث الأسلحة العاليمة، مع تنويع مصادر هذا التسليح بين أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وبين الطائرات والغواصات والمدرعات والسلاح الخفيف.
زاد من السعي الخليجي نحو التسليح، استمرار مشاركة دول الخليج ف يالتحالف الذي تقوده السعودية لإعادة الشرعية في اليمن، وتدشين «التحالف الإسلامي» الذي أعلنت عنه المملكة، إضافة لاستمرار التحرشات الإيرانية عبر خلاياها في الخليج لمحاولات زعزعة الأمن.
في هذا التقرير نرصد، صفقات السلاح الذي عقدتها الدول الخليجية في 2016.
السعودية
دخلت السعودية، عام 2016، مسلحة بالمركز الثالث عالميا، في العام 2015، وذلك في حجم الإنفاق العسكري بحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام «سيبري»، بعد الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
ووفق تقرير العام الماضي، زادت المملكة العربية السعودية من امتلاك أنظمة الأسلحة الرئيسية أربعة أضعاف بين عامي 2010 و2014 مقارنة مع السنوات الخمس السابقة، وذلك عن طريق استيراد طائرات هليكوبتر وعربات المدرعة وطائرات المقاتلة.
فيما قالت قالت شركة «آي إتش إس» للأبحاث والتحليلات الاقتصادية، إن مشتروات السعودية من السلاح قفزت بمعدل كبير، لتصبح المملكة المستورد الأول للسلاح على وجه الأرض في 2015، بقيمة 9.3 مليار دولار.
صفقات السعودية بدأت هذا العام، مع الشهر الأول، عندما تناقلت مصادر ومواقع استخباراتية، ان المملكة تريد توقيع عقد لشراء 72 طائرة رافال من فرنسا، إلا أن هذه الصفقة لم تترجم على أرض الواقع.
وفي مارس/ آذار، كشفت صحيفة «لا تريبيون» الفرنسية أن السعودية ستوقِّع عقود أكبر صفقة سلاح من نوعها مع فرنسا، تتجاوز قيمتها أكثر من 10 مليارات يورو.
وكان أبرز مشتملات الصفقة زوارق خفر السواحل، وطائرتا تزويد في الجو «avions-ravitailleurs A330-200 MRTT»، بالإضافة إلى المدرعات «إم كاي 3 وشيربا»، التي ستكون في ما يقارب 250 مدرعة و7 مروحيات من طراز «كوغار»، و24 مدفعًا ثقيلاً ذاتي الدفع من طراز «كايزر»، وتضم الصفقة أيضا 5 زوارق «كورفت».
كما تضمنت الصفقة مضادات، أثبتت قدراتها القتالية والتدميرية، وتُعد واحدة من الأنظمة الخفيفة المحمولة والنادرة في العالم، وهو عقد عسكري معروف باسم «مارك 3»، فضلا عن 4 أقمار صناعية للاتصالات العسكرية والرصد.
وفي أبريل/ نيسان، دخلت صفقة سلاح سعودية مع كندا حيز التنفيذ، رغم توقيعها في 2014، بقيمة 15 مليار دولار، إثر موافقة كندا على تصدير أكثر من 70% من الصفقة، التي تضم مركبات مدرعة، تبلغ 419 مركبة.
وفي مايو/ آيار، كشف الكرميلن، أن موسكو والرياض تجريان محادثات بشأن بيع أسلحة للسعودية، مشيرا إلى أنه لم يتم بعد توقيع عقود.
وذكرت أن السعودية مهتمة بشراء منظومات «إس-400» الصاروخية التي تعد من أحدث أسلحة الدفاع الجوي على نطاق العالم.
وفي يوليو/ تموز من العام ذاته، قالت الحكومة الألمانية إنها قامت بتسليم الدفعة الأولى (15 زورقا) من زوارق دورية يبلغ إجمالي عددها 48 زورقاً، في صفقة أسلحة مع السعودية.
وأطلع وزير الاقتصاد الألماني «زيجمار جابريل»، البرلمان الألماني «بوندستاج»، على قرار مجلس الأمن الاتحادي الذي ينعقد سراً في خطاب، على تفاصيل الصفقة، التي تم التوقيع عليها في يناير/ كانون الأول من العام الجاري.
وفي أغسطس/ آب، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» عن بيع 153 دبابة ومئات من المدافع الرشاشة وعربات مصفحة ومعدات عسكرية أخرى، إلى السعودية، في صفقة بلغت قيمتها 1,15 مليار دولار.
وذكرت وكالة «التعاون للأمن الدفاعي»، «ديفنس سيكيوريتي كوبيريشن ايجنسي – دي اس سي ايه»، أن الطلب السعودي يتضمن شراء عدد يصل إلى 133 دبابة «ابرامز ام1ايه1/ايه2» سيتم تعديلها وفق الاحتياجات السعودية، إضافة إلى 20 دبابة أخرى ستحل محل دبابات معطوبة لدى السعودية.
كما تشمل الصفقة 153 مدفعا رشاشا من عيار 50 (12,7 ملم) و266 مدفعا رشاشا من عيار 7,62 ملم طراز «ام240» وقاذفات قنابل دخانية وعربات مصفحة وآلاف والذخائر.
وفي سبتمبر/ أيلول، وافق الكونغرس على الصفقة، ودخلت حيز التنفيذ.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول، أجري الشركة البريطانية «بي أي إي سيستمز» مفاوضات مع السعودية بشأن صفقة تبلغ قيمتها 40 مليار جنيه إسترليني، تُنفذ على مدى خمس سنوات تقضي بتسليم 48 مقاتلة من طراز «يوروفايتر تايفون»، إلا أنه لم يعلن عن إتمام الصفقة أم لا.
أما في نوفمبر/ تشرين الثاني، أفادت وسائل إعلام إسبانية، أن السعودية توقعت مع إسبانيا صفقة شراء 5 فرقاطات بقيمة ملياري يورو، خلال زيارة الملك «فيليب السادس» إلى المملكة.
وكانت مواقع إعلامية إسبانية قد أفادت، في فبراير/ شباط من ذات العام، أن المملكة العربية السعودية أعطت الضوء الأخضر لشركة «Navantia» الإسبانية للبدء بعملية تصنيع 5 سفن حربية «كورفيت» لصالح البحرية الملكية السعودية.
وفي ديسمبر/ كانون الأول، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» أن وزارة الخارجية، أخطرت «الكونغرس»، بمبيعات أسلحة «محتملة» للسعودية، قيمتها 3.51 مليار دولار.
وتضم الصفقة مروحيات للشحن من طراز «سي إتش - 47 إف شينوك»، والمعدات المرتبطة بها.
وزادت عملية «عاصفة الحزم» في اليمن من سعي السعودية لإبرام المزيد من الصفقات العسكرية التي عقدتها مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول الأوروبية، حيث قامت السعودية بتطوير ترسانتها العسكرية من خلال عقدها صفقات تسليح تحصلت بعدها على مجموعة كبيرة من أحدث الصواريخ والدبابات.
قطر
دخلت قطر 2016، وقد احتلت المركز الأول في قائمة الدول المستوردة للسلاح من فرنسا خلال 2015، وذلك بقيمة 6.8 مليار يورو.
وفي مارس/ آذار، وقعت قطر، 10 مذكرات تفاهم لتسليح وتطوير القوات المسلحة القطرية، مع عدد من الشركات العالمية في مجال التصنيع الحربي، بتكلفة تصل لحوالي 3.6 مليار ريال قطري.
جاء ذلك على هامش معرض ومؤتمر الدوحة الدولي للدفاع البحري «ديمدكس 2016»، لشراء منظومة دفاعية «بطاريات ساحلية» بين القوات البحرية الأميرية القطرية، وشركة «إم بي دي إيه» الأوروبية، بمبلغ مليارين و640 مليون ريال قطري.
كما تم توقيع مذكرة تفاهم مع شركة «دبليو كيه كيه» البولندية، حيث قامت القوات المسلحة القطرية بشراء 51% من أسهم الشركة المتخصصة في تصنيع مواد «الكومبوزت» وإنتاج أجزاء من هيكل الطائرة.
ووقعت مذكرة تفاهم لمشروع تصنيع وإنتاج طائرات «Q01 – 100» مع شركة ألمانية بمبلغ 365 مليونا و400 ألف ريال قطري، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم لشراء مجموعة صواريخ «إكسوزيت» مع شركة «إم بي دي إيه» الأوروبية، بمبلغ 240 مليون ريال قطري.
وتضمنت الصفقات مذكرة تفاهم لمشروع شراء رادارات «سيرش ماستر» بين لجنة تسيير مشروع طائرة دون طيار وشركة "تاليس" الفرنسية بمبلغ 60 مليونا 896 ألف ريال قطري.
إلى جانب مذكرة تفاهم لمشروع بين القوات البحرية الأميرية وشركة «إم تي يو» الألمانية بمبلغ 95 مليون ريال، ومذكرة تفاهم لتوفير عقود التدريب لطياري الهليكوبتر والمقاتلات مع شركة «دي سي آي» بمبلغ 32 مليون يورو.
وتم التوقيع على مذكرة تفاهم لتوفير العقد الدوار لطائرات «سي – 130»، بين القوات الجوية الأميرية القطرية وشركة «لوكهيد مارتن» الأمريكية بمبلغ 50 مليون ريال قطري.
وفي يونيو/ حزيران، وقّعت قطر صفقة لشراء 7 سفن حربية بقيمة 3.8 مليار يورو مع إيطاليا.
وتشمل الاتفاقيات البالغ قيمتها 3.8 مليار يورو بناء أربع سفن من نوع "كورفيت" بطول يزيد على 100 متر، وسفينة برمائية، وسفينتي دورية بطول 60 مترا، إضافة إلى خدمات الدعم الفني الشامل والصيانة لمدة 15 عاما بعد التسليم.
ومن المقرر أن يتم بناء جميع القطع البحرية في ترسانات «فينكانتييري» ابتداء من عام 2018، ولمدة 6 سنوات، فيما يتولى «كونسورتيوم إم بي دي آى» تسليحها.
وتشمل نظم التسليح صواريخ مضادة للسفن وصواريخ سطح جو قصيرة المدى، وصواريخ قادرة على اعتراض الصواريخ البالستية قصيرة المدى.
وفي سبتمبر/ أيلول، وافق البيت الأبيض على الصفقات المعلقة منذ فترة بشأن بيع طائرات مقاتلة لقطر، والتي تبلغ 36 مقاتلة من طراز «F-15E سترايك إيغل»، تبلغ قيمتها نحو 4 مليارات دولار.
وفي ديسمبر/ كانون الأول، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» أن وزارة الخارجية، أخطرت «الكونغرس»، بمبيعات أسلحة «محتملة» لقطر بقيمة 781 مليون دولار، ستشمل دعماً لوجيستياً ومحركات ومعدات للطائرات من طراز «سي - 17».
الكويت
وكانت صفقة السلاح الأولى للكويت، في فبراير/ شباط، عندما وقعت مع إيطاليا اتفاقا لشراء 28 مقاتلة من طراز «يوروفايتر»، وذلك تنفيذا لمذكرة التفاهم بين البلدين التي جرى توقيعها في سبتمبر/أيلول 2015، في صفقة تصل قيمتها إلى 8 مليارات يورو (تسعة مليارات دولار).
وفي يوليو/ تموز، أعلنت الكويت استيراد أجهزة كاشفة للأسلحة والذخيرة وعجائن التفخيخ، ونشرها على المنافذ الحدودية البرية والبحرية.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، طلبت الكويت شراء 28 طائرة «F18 سوبر هورنيت» بواسطة خطاب عرض وقبول، مع تجهيزاتها، وشرط إعادة بيع الطائرات «F18 من الجيل القديم الموجودة لدى القوة الجوية»، إلا أن العقد لم يتم توقيعه بعد وسط توقعات ألا يزيد سعر الصفقة على 5 مليارات دولار.
الإمارات
دخلت الإمارات 2016، محتلة المركز الرابع عالميا، في قائمة تجارة الأسلحة عالميا، خلال الفترة بين 2010 و2015، بحسب تقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام «سيبري».
وفي مارس/ آذار، أعلنت السلطات الإماراتية، أنها تعاقدت على صفات سلاح تزيد قيمتها عن 668 مليون دولار، خلال معرض الأنظمة غير المأهولة «يومكس 2016»، الذي عقد في إمارة أبوظبي.
وتضمنت الصفقات التعاقد مع شركة «إنترناشونال جودلن جروب» الإماراتية على تدريب مشغلين لنظام الهاون 120، والتعاقد مع شركة «إيست جيت انتربرايسز» الإماراتية على تدريب الطاقم على أجهزة التفجير، وشراء مشبه للأسلحة الخفيفة والمتوسطة من شركة «كيوبيك ميدل إيست انك» الأمريكية.
كما شملت الصفقات التعاقد مع شركة «انيستو أي ان سي» الأمريكية على المساندة الفنية لمشروع أنظمة الطائرات المسيرة، وشراء مشبهات تدريب النيران المشتركة لإسناد تدريب جناح النيران المشتركة في معهد حرس الرئاسة من شركة «إنترناشونال جولدن جروب»، بالإضافة إلى استئجار نظام مشبهات لتدريب لعبات الحرب مع الإسناد من شركة «رينمتال ديفينس ايليكترونيكس» الألمانية.
وفي مايو/ آيار، ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن الخارجية الأمريكية وافقت على صفقة لبيع صواريخ «هيلفاير 3 جو-أرض»، ومعدات وخدمات مرتبطة بها للإمارات بقيمة 476 مليون دولار.
وفي ديسمبر/ كانون الأول، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» أن وزارة الخارجية، أخطرت «الكونغرس»، بمبيعات أسلحة «محتملة» للإمارات قيمتها 3.5 مليار دولار، تشمل مروحيات أباتشي من طراز «إيه إتش - 64 إي»
البحرين
اكتفت البحرين، بصفقة واحدة، عقدت في سبتمبر/ أيلول، عندما وافق البيت الأبيض على الصفقات المعلقة منذ فترة بشأن بيع طائرات مقاتلة للبحرين، من طراز «إف 16»، تبلغ قيمتها نحو 3 مليارات دولار.
سلطنة عمان
أما سلطنة عمان، فواصلت سياستها الفريدة في المنطقة باللجوء للحلول الدبلوماسية، وعدم الدخول في أي صراعات، ما دفعها إلى عدم عقد أي صفقات سلاح.
الخليج الجديد-