الخليج أونلاين-
اشترت السعودية منظومة أمنية إسرائيلية متطورة، تتضمن أجهزة تجسس عالية الدقة والجودة، في صفقة قدرت قيمتها بـ250 مليون دولار.
كشفت ذلك، مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى، حين قالت إن الصفقة بين الطرفين، تم إنجازها قبل أسابيع قليلة، بعد مشاورات ولقاءات سرية، بدأت في أبريل/نيسان الماضي، وفقا لموقع "الخليج أونلاين".
وأوضحت المصادر، أن المباحثات السرية، جرت في بعض العواصم الغربية من بينها لندن واشنطن، وأن إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" كانت على اطلاع بكل نتائج تلك المباحثات.
أكدت هذه الأنباء، صحيفة "جيروزالم بوست" العبرية، التي قالت إن "بعض برامج وأجهزة التجسس، تم نقلها فعليا للرياض، وبدأ العمل بها بشكل رسمي، بعد تدريب الطاقم الفني المسؤول عن إدارتها وتشغيلها".
وأضافت الصحيفة أن هذه الأنظمة هي أكثر أسلحة التجسس الإسرائيلية الصنع تطورا، وتُباع لأول مرة لبلد عربي.
وأشارت "جيروزالم بوست"، إلى أن هذا التعاون ليس الأول من نوعه بين (إسرائيل) والسعودية.
ولفتت المصادر، إلى أن الإمارات حصلت قبل عام تقريبا على أجهزة تجسس متطورة من نوع بيغاسوس، وطائرات استطلاع حديثة من (إسرائيل)، لكن ما تم نقله للرياض يعد الأكثر تقدما ودقة من أي أجهزة عسكرية قد بيعت لأي دولة عربية أخرى.
وسبق أن استُخدم "بيغاسوس" لاستهداف المدافع الإماراتي عن حقوق الإنسان والحائز على العديد من الجوائز "أحمد منصور"، المسجون في الإمارات منذ مارس/آذار 2017.
يشار إلى أنه في أغسطس/آب الماضي، اتهمت منظمة "العفو الدولية"، السعودية، التي وصفتها بأنها "إحدى الحكومات المعادية لنشاطها"، بمحاولة "التجسس" عليها عبر تطبيق إلكتروني إسرائيلي.
ويعد صفقة أجهزة التجسس، آخر حلقة في تطور العلاقات بين الرياض وتل أبيب، والتي شهدت نقلة نوعية خلال الفترة الأخيرة، وسط توقعات بعقد صفقات أخرى تكون فيها (إسرائيل) الطرف الأساسي.
وتعتبر (إسرائيل)، السعودية حليفاً أمنياً واستراتيجياً وسياسياً يجب الحفاظ عليه وتقوية العلاقات معه.
ولا تعترف السعودية رسميا بـ(إسرائيل)، لكن تقارير صحفية عدة تحدثت في الفترة الأخيرة عن تحسن وتوطد كبير في العلاقات بين الجانبين، وصلت إلى حد إجراء ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" زيارة إلى تل أبيب، رغم النفي السعودي الرسمي لذلك.
وسبق لـ"بن سلمان" أن قال، في مقابلة نشرتها مجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية، في أبريل/نيسان الماضي، إن للإسرائيليين الحق في العيش بسلام على أرضهم، في إشارة علنية إلى أن الروابط بين الرياض وتل أبيب تزداد قربا.
وكانت مصادر إسرائيلية، كشفت عن اتجاه الولايات المتحدة مع (إسرائيل)، لتشكيل تحالف مع السعودية لمواجهة إيران، والدفع باتجاه "صفقة القرن"، في إطار مبادرة أمريكية لتطوير العلاقات الإسرائيلية العربية.