الخليج أونلاين-
شهد عام 2020 أحداثاً سياسية وكوارث طبيعية غير متوقعة هزت العالم وجعلت الجميع يتنفسون الصعداء برحيله، وكانت سلطنة عُمان إحدى الدول التي عاشت جزءاً من تلك الأحداث والتقلبات الكبيرة.
ولعل رحيل السلطان قابوس بن سعيد، والانتقال إلى حقبة جديدة مع تولي السلطان هيثم بن طارق آل سعيد للحكم، كان أبرز الأحداث التي شهدتها سلطنة عُمان خلال 2020.
وإلى جانب ذلك فقد واصلت سلطنة عُمان خلال 2020، تميزها وتصدرها لمؤشرات دولية في الأمن ومحاربة الإرهاب، وغيرها من الإنجازات، ويرصد التقرير التالي أبرز ما عايشته السلطنة خلال هذا العام المليء بالأحداث المختلفة.
رحيل قابوس
كانت سلطنة عُمان، في الـ10 من يناير 2020، على موعدٍ مع رحيل مؤسس السلطنة الجديدة، السلطان قابوس بن سعيد، عن عمر يقترب من 80 عاماً، بعد 50 عاماً قضاها في الحكم، وهو أكبر حدثٍ عاشه العُمانيين خلال العام 2020.
وفي اليوم التالي، 11 يناير، أدى ابن عم السلطان الراحل، الذي كان وزيراً للثقافة، هيثم بن طارق آل سعيد، اليمين القانونية سلطاناً لعُمان، بموجب النظام الأساسي للدولة، إثر الكشف عن وصية السلطان الراحل التي أوكل فيها تولي البلاد إليه.
ومثّل لقاء السلطان هيثم بعدد من شيوخ ولايات محافظة ظفار بولاية صلالة، في سبتمبر الماضي، تعميقاً للتواصل الدائم بين رأس السلطنة وأبناء الوطن.
ومنذ تولى السلطان هيثم الحكم كانت التحركات التي قام بها لافتة، وكان أبرزها خلال يونيو الماضي، عندما أصدر مرسومين سلطانيين تضمَّنا إنشاء مكتب خاص يتبعه مباشرة، وجهاز استثماري يدير ممتلكات وأصول واستثمارات الدولة كافة.
وفي يونيو أيضاً، أصدر سلطان عُمان مرسوماً سلطانياً بإنشاء مركز الدفاع الإلكتروني، الذي يستهدف المعاملات الإلكترونية ومكافحة جرائم تقنية المعلومات، مبيناً أنه يتبع جهاز الأمن الداخلي.
وفي فبراير، أصدر سلطان عمان الجديد مرسوماً يقضي بإدخال تغييرات على كلمات في النشيد الوطني العماني والعلم وشعار السلطنة، باستبدال كلمات النشيد التي كانت تشير إلى السلطان الراحل "أبشري قابوس جاء فلتباركه السماء، واسعدي والتقيه بالدعاء"، بكلمات جديدة هي "فارتقي هام السماء واملئي الكون الضياء، واسعدي وانعمي بالرخاء".
أزمة كورونا
كانت السلطنة، مثل بقية دول العالم، قد عايشت أزمة كورونا والانتشار الكبير الذي حدث خلال عام 2020، وما تبعه من تغييرات في الحياة العامة بالبلاد.
بدأ تسجيل أول حالة إصابة بكورونا في 24 فبراير 2020، ووصل عدد المصابين بالمرض حتى 15 ديسمبر 2020، إلى نحو 126.504 حالة؛ منها 1472 وفاة، و118.287 حالة تعافٍ.
وأجبرت أزمة كورونا السلطنة على اتخاذ عدد من الإجراءات الاحترازية؛ من بينها وقف الرحلات الجوية، ومنع الدخول والخروج من البلاد، وتعليق الدراسة والفعاليات المختلفة، وتنفيذ الحظر في بضعة أسابيع.
وبدأت السلطنة تستعيد عافيتها قليلاً في الثلث الأخير من عام 2020، وكان من بينها استئناف حركة الطيران بشكل تدريجي في أكتوبر، تلاها استئناف الدراسة في نوفمبر من ذات العام.
قرارات اقتصادية وحكومية
وفي يونيو الماضي، أحالت الحكومة كل من تجاوزوا 60 عاماً من موظفي الشركات الحكومية إلى التقاعد؛ بهدف توظيف الشباب العُمانيين الباحثين عن عمل، وتقليص نسبة البطالة المرتفعة.
كما سعت الحكومة، خلال الأشهر الماضية، إلى تقليل أعداد الوافدين الذين يتجاوزون حاجز الـ1.6 مليون شخص من إجمالي عدد السكان البالغ 4.6 ملايين نسمة، وفقاً لما ذكرته النشرة الإحصائية للمركز الوطني للإحصاء الصادرة في نهاية فبراير 2020.
وفي أغسطس الماضي، أعاد سلطان عُمان الهيكلة الواسعة في الحكومة العُمانية وداخل المواقع الأكثر حساسية، ضمن التوجهات والأولويات الجديدة التي يسعى إليها السلطان هيثم بن طارق.
وفي ديسمبر، صدر مرسوم سلطاني بتأسيس شركة "تنمية طاقة عُمان"، وهي شركة نفطية جديدة، في إطار سعي السلطنة لاستغلال أكبر مربّع امتياز نفطي بها للحصول على قروض.
صعوبات مالية
مع بداية العام 2020، وتحديداً في يناير مطلع العام، أعلنت وزارة المالية في سلطنة عُمان موازنة البلاد للعام 2020 بعجز مقدر يبلغ نحو 2.5 مليار ريال عُماني (6.49 مليارات دولار)، وبنسبة 8% من الناتج المحلي لعام 2020 منخفضاً عن تقديرات ميزانية 2019.
واتخذت سلطة عمان إجراءات تقشف إضافية في نفقات موازنتها للعام الجاري لمواجهة التبعات الاقتصادية السلبية لتفشي جائحة كورونا، وهبوط أسعار النفط الخام، وتخفيض موازنات الوزارات والوحدات الحكومية.
وخفضت 10% على الموازنة المعتمدة لجميع الوحدات المدنية والعسكرية والأمنية لعام 2020، إضافة إلى التفاوض مع أصحاب العقارات المستأجرة من قبل الوحدات الحكومية لتخفيض إيجاراتها بنسبة لا تقل عن 10%؛ ووقف كافة الحفلات والفعاليات غير الضرورية كالاحتفالات السنوية وحفلات التدشين.
كما تستهدف الميزانية التقديرية للسلطنة، خلال العام الحالي، تحقيق إيرادات بنحو 10.7 مليارات ريال (27.8 مليار دولار)، يقابلها نفقات بقيمة 13.2 مليار ريال (34.3 مليار دولار).
إنجازات دولية
حمل العام 2020 إنجازاً جديداً للسلطنة، بعدما تصدّرت قائمة دول العالم الأقل تعرضاً للعمليات الإرهابية؛ حيث حصلت على "صفر إرهاب" للمرة الثامنة توالياً، وفق المؤشر العالمي للإرهاب في العالم للعام 2020.
وصدر التقرير، في ديسمبر، من معهد أبحاث الاقتصاد والسلام الأسترالي، وشمل 163 دولة حسب درجة التضرر من الإرهاب العالمي.
كما تقدمت سلطنة عُمان 6 مراكز في مؤشر الأداء البيئي لعام 2020، الذي أصدرته جامعة "ييل" الأمريكية، في نوفمبر، لتحصل على المركز الـ110 عالمياً في مؤشر هذا العام، مقارنة بالمركز الـ116 في مؤشر عام 2018.
كما صنفت مؤسسة "إس أو إس" الدولية للاستشارات، في تقرير في ديسمبر أيضاً، سلطنة عُمان بين الدول الأكثر أماناً للسفر في العالم والأقل مخاطر، طبقاً لخريطة مخاطر السفر في العالم لعام 2021.
وتمكنت الدبلوماسية العُمانية، منتصف أكتوبر، من إنجاح صفقة للإفراج عن أمريكيين اثنين ورفات أسير ثالث لدى الحوثيين، مقابل السماح لنحو 240 جريحاً من المليشيا كانوا عالقين في مسقط من العودة إلى صنعاء.
ومن ضمن أبرز الفعاليات التي احتضنتها عُمان في 2020؛ كان انعقاد الجمعية العمومية للمجلس الأولمبي الآسيوي، والتي كان منوطاً بها التصويت على هوية الملف الفائز بشرف تنظيم دورة الألعاب الآسيوية عام 2030.