معهد واشنطن-
كشفت نتائج استطلاع للرأي في البحرين عن تأييد شعبي كبير لروسيا، فيما ظهر انقسام في الآراء بشأن إسرائيل مع شعور مناهض قوي ضدها، مقابل معارضة لتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران.
والاستطلاع "النادر" أجرته شركة أبحاث استطلاعية إقليمية مستقلة بتكليف من "معهد واشنطن" خلال مارس/ آذار وأبريل/ نيسان، ونشره "منتدى فكرة".
شملت النتائج اللافتة للنظر في الاستطلاع، الموقف الشعبي البحريني الإيجابي بالإجماع تقريبًا تجاه روسيا.
ويصف الجمهور روسيا بشكل أساسي كـ"صديق" (20%)، أو "شريك أمني" (34%)، أو" شريك اقتصادي" (41%).
والأكثر إثارة للدهشة هو أن ثلاثة أرباع البحرينيين يتفقون (على الأقل "إلى حد ما") على أن "أفضل نتيجة" في أوكرانيا ستكون "انتصارًا روسيًا، بما في ذلك ضم أراض أوكرانية شاسعة إلى روسيا".
وتتناقض هذه الأرقام بشكل حاد مع استطلاعين للرأي أُجريا في العام 2023 وأفادت فيهما أغلبية المستطلعين في جميع أنحاء دول الخليج العربي والمشرق العربي أن العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا سيكون لها آثار سلبية على المنطقة، وعزت سبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية المحلية إلى هذه العملية.
وبالمقارنة، لم يكن أداء الولايات المتحدة جيدًا بالقدر عينه بحسب الرأي العام البحريني. فالبحرينيون يعتبرون الولايات المتحدة بشكل أساسي صديقًا (12%)، أو شريكًا أمنيًا (26%)، أو شريكًا اقتصاديًا (34%).
ولكن ربعهم يقول إن الولايات المتحدة "منافس" (7%) أو حتى "عدو بلدنا" (18%). ويُنظر إلى الصين بشكل أكثر إيجابية عمومًا، على الرغم من اعتبارها شريكًا اقتصاديًا (60%) في الغالب.
تباين حول إسرائيل
وفيما يتعلق بـ"تطبيع العلاقات" بين البحرين وإسرائيل بموجب اتفاقيات إبراهيم، أتت النتائج متباينة في أحسن الأحوال.
وعند سؤال المستطلعين عما إذا كانت "بعض العلاقات التجارية مع إسرائيل" "ستساعد اقتصادنا"، كان رد 40% منهم إيجابيًا.
وتُسجَّل هذه النسبة ذاتها تقريبًا في الإجابات على الأسئلة المشابهة جدًا التي تُطرح كل عام منذ توقيع الاتفاقيات في سبتمبر/ أيلول 2020.
لكن الرأي القائل بأن هذه الاتفاقيات لها تأثير إيجابي على المنطقة بلغ 20% تقريبًا، أي نصف النسبة السابقة. وحافظ مؤخرًا هذا الرقم على ثباته أيضًا، بعد موجة أولية من نسب الموافقة العالية مباشرةً بعد الإعلان عن الاتفاقيات للمرة الأولى.
لكن الأسئلة ذات الصلة التي طُرحت للمرة الأولى في هذا الاستطلاع تُظهر معارضة واسعة النطاق لتوثيق العلاقات مع إسرائيل. فأقليات صغيرة جدًا ليس إلا، أي حوالي 10% أو أقل، تفضل الآن التعاون مع إسرائيل ضد إيران، أو حتى قبول المساعدات الإنسانية الطارئة من الدولة اليهودية.
في الوقت عينه، يميل البحرينيون إلى معارضة النزاع المسلح مع إسرائيل ورؤية بعض الفوائد المحتملة من المظاهرات السياسية الإسرائيلية الحالية.
ويقول ثلثا المستطلعين (67%) إن "إطلاق حماس صواريخ أو قذائف على إسرائيل من غزة" سيكون له "آثار سلبية على المنطقة".
وتتوقع نسبة مشابهة تقريبًا (62%) بعض الآثار الإيجابية لـ"الاحتجاجات الجماهيرية التي ينظمها بعض الإسرائيليين ضد حكومة نتنياهو الجديدة في إسرائيل".
وتشهد إسرائيل منذ يناير/ كانون الثاني الماضي مظاهرات حاشدة غير مسبوقة من المعارضة رفضا لبرنامج "إصلاحات قضائية" يعمل الائتلاف الحكومي اليمني المتطرف على إقراره.
انقسام حول إيران ورفض لاستهدافها
تمثل إيران إحدى القضايا التي يكشف بشأنها استطلاع الرأي هذا، كما الاستطلاعات السابقة، عن اختلاف كبير في المواقف بين الأغلبية الشيعية في البحرين والأقلية السنّية الحاكمة.
ويرى 10% فقط من الفئة الأخيرة أن إيران دولة صديقة، بينما يصنفها الثلثان كمنافسة (27%) أو حتى كعدو (40%).
ولكن هذه النسب معكوسة لدى الشيعة في البحرين، إذ أن نصفهم (52%) يصنف إيران كصديقة، وتعتبرها نسبة 42% بشكل أساسي شريكًا أمنيًا أو اقتصاديًا.
ولا يقول سوى 4% من الشيعة البحرينيين إن إيران منافسة أو عدو.
لكن الغالبية العظمى من البحرينيين، لدى كل من السنّة (79%) والشيعة (83%)، توافق على هذا الاقتراح الاستفزازي بشكل متعمد: "يُعد توجيه ضربة عسكرية أمريكية أو إسرائيلية كبيرة ضد إيران خطرًا للغاية وخطوة سيئة لبلدنا".
ولكن من المثير للاهتمام أن الآراء منقسمة داخل المجتمعين حول "إعادة إحياء العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإيران" مؤخرًا.
لدى السنّة، يرى الثلثان (66%) أن ذلك سلبي، بينما يقول الثلث (32%) إنه إيجابي.
أما لدى الشيعة في البحرين، فتنقسم هذه النسب بالتساوي تمامًا، إذ يقول نصفهم (49%) إنه سلبي، فيما يعتبره النصف الآخر (49%) تطورًا إيجابيًا للمنطقة.
وتزايدت الأنباء مؤخرا حول احتمالية عودة العلاقات الرسمية بين البحرين وإيران.
وفي 20 مارس/آذار الماضي، أكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، أن العمل جارٍ لإعادة العلاقات مع البحرين، كاشفاً عن وساطة يقوم بها سلطان عُمان، هيثم بن طارق.