الاقتصادية السعودية-
أكد لـ "الاقتصادية" الدكتور محمد البيشي مختص الجرائم المعلوماتية، أن غالبية من يقعون ضحية لجرائم الابتزاز على مواقع التواصل الاجتماعي تراوح أعمارهم بين 21 و25 حيث يشكلون 33 في المائة من الضحايا، وأن الفتيات اللاتي لم يتزوجن يشكلن ما نسبته 58 في المائة، ثم المتزوجات بنسبة 26 في المائة.
وأضاف أن المعدل الزمني لوقوع جرائم المعلومات حول العالم بلغ 50 ألف جريمة واعتداء في الساعة، تأثر بها 589 مليون شخص، وهو رقم أكبر من عدد سكان الولايات المتحدة وكندا وغرب أوروبا مجتمعين، ويعادل 9 في المائة من إجمالي سكان العالم، وقد توزعت هذه الجرائم ما بين جرائم الفيروسات والبريد الإلكتروني الملوث والضار، وجرائم الاحتيال والنصب والاصطياد (الحصول على معلومات مصرفية سرية)، والجرائم المتعلقة باختراق الهواتف المحمولة.
وقال إن الفاتورة الإجمالية لجرائم أمن المعلومات عالميا وعربيا في (2011م) وحدها تقدر بنحو (388) مليار دولار أمريكي، أما التكلفة النقدية المباشرة لهذه الجرائم المتمثلة في الأموال المسروقة ونفقات إزالة آثار الهجمات فتقدر بنحو (114) مليار دولار، وذلك يعني أن القيمة المالية لجرائم المعلومات أكبر من تجارة الماريجوانا والكوكايين والهيروين مجتمعة التي تقدر بنحو (288) مليار دولار.
وأوضح أن السعودية الأعلى عربيا في استخدام شبكات التواصل، مقارنة بعدد السكان، حيث وصلت نسب مشاهدة اليوتيوب 90 مليونا في السعودية بمعدل سبعة فيديوهات للشخص الواحد يوميا والفيس بوك سبعة ملايين مشاهدة يوميا، لافتا إلى أن المملكة الأولى عربيا أيضا في عدد مستخدمي موقع "إنستجرام"، وأغلبهم من فئة الأعمار بين 18-36.
وقال الدكتور البيشي إن الأمريكي روكينجز رصد تحت عنوان "تعداد داعش على تويتر" أنّ ما لا يقل عن 46 ألف حساب على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تعمل لمصلحة تنظيم "داعش"، موضحا أن هناك جهودا دولية للقضاء على تلك المواقع حيث قامت بريطانيا بإلغاء 110 آلاف "عنصر دعائي متطرف" عن شبكة الإنترنت منذ 2010 حتى الآن، كما أغلق "تليجرام" للرسائل 78 حسابا يستخدمها مناصرون لداعش، وحذفت شركة يوتيوب نحو 14 مليون فيديو يحتوي على رسائل تمجّد منظمات إرهابية، أو تدعو إلى الانضمام إليها.
وأرجع الدكتور البيشي اختيار داعش للإعلام الجديد لعدة أسباب أهمها تقليل العبء المادي والتخفي، والبعد عن سيادة الدول، والقدرة على التحايل على المراقبة الأمنية، مبينا أن داعش تستهدف الشخصيات المشحونة بالحقد ضد الآخر للتجنيد، إضافة إلى الشخصيات الموهومة بالقوة والبطولة والمهتمة بالشكل والمفرغة من العلم الشرعي التأصيلي، ومن تتملكه "الأنا" وحب الذات، وأصحاب التعليم المنخفض، ومن يعاني التهميش في حياته وغالبيتهم تراوح أعمارهم بين 18 و26 عاما.