أوضح مصدر عدلي أن قضايا السرقات التي تورط فيها رجال وسيدات خلال العام الماضي بلغت 65 قضية، من بينها 21 قضية صدقت في المحاكم الجزائية، فيما كانت القضايا المنقوضة 10، وتم إرجاع 34 قضية بعد تدوين ملاحظات عليها من قضاة الدوائر، مشيرا إلى أن 50% من قضايا السرقات ارتكبتها نساء.
أوضح مصدر عدلي أن قضايا السرقات التي تورط فيها سيدات ورجال خلال العام الماضي بلغت 65 قضية، من بينها 21 قضية صدقت في المحاكم الجزائية، فيما كانت القضايا المنقوضة 10، وتم إرجاع 34 قضية بعد تدوين ملاحظات عليها من قضاة الدوائر، مشيرا إلى أن 50% من قضايا السرقات ارتكبتها نساء.
سباق الاستهلاك
قال أخصائي علم الجريمة والاجتماع محمد الفرهيد لـ"الوطن"، إن "المرأة دخلت أخيرا عالم الجريمة، خصوصا الجرائم الاقتصادية التي زادت بنسبة كبيرة في السنوات الأخيرة، بعكس جرائم القتل والمخدرات التي غالبا ما تكون مرتبطة بالرجال، نتيجة تغيرات اجتماعية بنائية ومشكلات الفقر والبطالة وتدني الأجور. ومن عوامل سرقة المرأة أيضا دخولها عالم المنافسة الاجتماعية، وافتقارها إلى الاستقرار المادي، ومعاناتها من قلة الدخل، والافتقار إلى الاستقرار العاطفي، والاضطهاد من الأهل والزوج".
وأضاف أن "تفاوت الطبقات الاجتماعية بين النساء في السنوات الأخيرة من أبرز أسباب السرقة، والاحتيال، والنصب لدى النساء، إذ أصبح المجتمع في سباق للاستهلاك الترفيهي لتوفير السلع، خصوصا فئة النساء".
دوافع مختلفة
أوضح الأخصائي النفسي عبدالعزيز الناهض لـ"الوطن" أن "دوافع سرقة النساء تختلف عن الرجل، فالمرأة في الغالب لا تسرق لهدف مادي وحسب، بل لتوفير الكماليات مثل الملابس ومساحيق التجميل وغيرها من المستلزمات النسائية، لعدم توافر المال، ونتيجة تأثر النساء بالموضة والماركات العالمية، وهو ما يدفعها إلى السرقة من أجل توفير هذه الكماليات، إذ تعتقد أن السرقة وسيلة سهلة لاقتنائها، إضافة إلى الحرمان المادي منذ الطفولة".
وأبان أن "السرقة ليس من الضروري أن تنبع من حاجة مادية، فقد تكون نتيجة مرض نفسي يُدعى "الكليبتومانيا"، وهو ممارسة السرقة دون الحاجة إلى المال بهدف الحصول على المتعة والإثارة، وهو نوع من الهوس الناتج عن اضطرابات نفسية، ينتشر عالميا بين النساء الثريات".
تغيرات في الدماغ
يرى الأخصائي النفسي زهير خشيم أن "جرائم السرقة لدى النساء قليلة بالمقارنة بالرجل، بسبب التقاليد والعادات والأعراف الاجتماعية التي تلعب دورا في انخفاض نسبة الجريمة لدى النساء، ويرجح علماء النفس أن التغيرات في الدماغ ربما تكون أحد مسببات هوس السرقة لدى النساء، فقد يكون مرتبطا بانخفاض مستويات مواد كيميائية مثل السيروتونين، وهو ناقل عصبي يجعل الشخص عرضة لسلوكيات متهورة، ويمكن أن يتسبب نقصه في إفراز مادة الدوبامين، وهو ناقل عصبي آخر، وبذلك تتولد المشاعر الممتعة الزائفة عند ارتكاب السرقة، وغيرها من الظواهر السلوكية السيئة" .
الوطن السعودية-