مجتمع » دراسات

في يومهم العالمي.. كيف اهتمت دول الخليج بشريحة الشباب؟

في 2024/08/13

طه العاني - الخليج أونلاين-

تدرك دول الخليج أهمية الشباب ودورهم الحيوي الكبير في النهوض بواقع البلد، باعتبارهم مورداً حيوياً في جميع الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛ وهو ما جعل الحكومات الخليجية تعتمد مبادرات وبرامج وخططاً لاستثمار الطاقات الشبابية.

ولدورهم الهام في تنمية المجتمع، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في ديسمبر 1999، أن يكون 12 أغسطس يوماً دولياً للشباب. وأوصت بدعم هذا اليوم الدولي.

ويقدِّم القرار 2250 الصادر عن مجلس الأمن بشأن الشباب والسلام والأمن اعترافاً غير مسبوق بالحاجة الملحة إلى إشراك الشباب من بناة السلام في تعزيز السلام ومكافحة التطرف، ويحدِّد بوضوح دور الشباب كشركاء مهمين في الجهود العالمية المبذولة. 

ما سبق يؤكد مكانة الشباب الحقيقية في المجتمعات وأهميتهم الكبيرة في تحقيق ما تطمح إليه من إنجازات، وهو ما دعا دول الخليج لدعم الشباب، لا سيما أن نسبتهم داخل بلدان الخليج تبلغ أكثر من الثلث.

يوم الشباب

وفي تأكيد لتزايد الاهتمام الخليجي بالشباب قرر وزراء الشباب في دول مجلس التعاون تحديد يوم 6 يونيو من كل عام للاحتفال بيوم الشباب الخليجي.

وحددت دول مجلس التعاون يوماً للشباب الخليجي؛ بهدف لفت الانتباه وتسليط الضوء على مجموعة من القضايا الثقافية والقانونية والسياسية والاجتماعية الخاصة بشباب الخليج.

وبحسب بيان صدر عن مجلس التعاون، فإن هذه الخطوة تهدف إلى:

الاهتمام بشباب دول المجلس وسبل رعايتهم وصقل مواهبهم وتنمية قدراتهم.

الاستفادة من إبداعاتهم، وتأهيلهم لتحقيق طموحات وتطلعات دول المجلس في التنمية المستدامة.

السعي لتذليل العقبات وتسخير الإمكانات لخدمة فئة الشباب.

إيجاد الحلول اللازمة لتوفير الدعم لهم.

السعودية.. تنمية القدرات

وتؤكد السعودية رهانها المستمر على الشباب باعتبارهم من أهم وأكبر الفئات الأساسية فيها، حيث أطلقت الكثير من البرامج والمشاريع لتمكينهم، بهدف زيادة مشاركتهم اجتماعياً وفي سوق العمل.

من أبرز هذه المشاريع برنامج تنمية القدرات البشرية، الذي أطلقته المملكة في عام 2021، ومن أهم أهدافه:

رفد الشباب بقدرات تمكنهم من المنافسة عالمياً.

تعزيز القيم، وتطوير المهارات الأساسية ومهارات المستقبل، وتنمية المعارف.

غرس القيم منذ سن مبكرة.

تحضير الشباب لسوق العمل المستقبلية المحلية والعالمية.

تعزيز ثقافة العمل لدى الشباب.

دعم ثقافة الابتكار وريادة الأعمال.

قطر.. رؤية شبابية

دولة قطر التي أخذت تحجز مكاناً عالمياً في العديد من القطاعات، بعد أن حققت بروزاً كبيراً خاصة على المستوى السياسي والاقتصادي والرياضي، قطعت مراحل متقدمة في مجال دعم الشباب؛ ويبرز هنا:

- إطلاق "وثيقة قطر الوطنية للشباب" في مايو 2023، التي تحدد بدقة طريقة تحقيق استراتيجيات الدولة في القطاع الشبابي، وتبرز أهميتها من كونها:

رؤية وطنية مشتركة تحدد احتياجات الشباب وأولوياته.

تُشرك الشباب في عمليات صنع القرار.

تعمل على إدماج الشباب في تحقيق التنمية.

وسبق إطلاق الوثيقة، تأسيس وزارة الرياضة والشباب القطرية، في عام 2022، مجلس الشباب القطري، بوصفه هيئة شبابية استشارية تتبع الوزارة، وتهدف إلى:

ترسيخ الهوية الوطنية والمواطنة.

تعزيز ثقافة الحوار والتواصل.

تطوير وتنمية الوعي بين الشباب بقضايا المجتمع والدولة.

المساهمة في تقييم وتطوير استراتيجيات وخطط الدولة للتنمية الشبابية.

الإمارات.. منظومة متكاملة

الإمارات تواصل بذل الجهود لبناء جيل من الشباب المتعلم والملتزم والقادر على تحمل المسؤولية والابتكار.

الدولة الخليجية أطلقت العديد من المبادرات والبرامج التي تضمن مشاركة الشباب وتفعيل دورهم، ومن بينها "وزارة شؤون الشباب" و"الاستراتيجية الوطنية لتمكين الشباب" و"مجلس شورى الشباب"، وغيرها.

وتعد الاستراتيجية الوطنية شديدة الأهمية لبناء الشباب الإماراتي حيث تعمل على:

- الاستثمار في طاقة الشباب من خلال:

بناء شخصيتهم.

تطوير البيئة المثلى لتمكينهم.

تنمية وتطوير مهاراتهم.

تعزيز مشاركتهم.   

- تهدف الاستراتيجية إلى:

صقل شخصية الشباب الإماراتي.

البناء على قيم المجتمع الأساسية مثل الاندماج المجتمعي، والتسامح، والأسرة.

الالتزام بالتميز. 

الكويت.. مشاريع شبابية

تحرص الكويت على مواصلة الاهتمام بالشباب من خلال دعم فعالياتهم وأنشطتهم في جميع مناحي الحياة المختلفة.

وتبنت السلطات الكويتية المختصة أكثر من 400 مبادرة ومشروع شبابي، تحول أكثر من 30 منها إلى مؤسسات وطنية شبابية قام مؤسسوها بتوظيف العشرات من الشباب.

في حديث سابق لـ"الخليج أونلاين" قال الباحث الكويتي هيثم الوزان، إن اهتمام دولة الكويت بالشباب يحاط من 3 نواحٍ، تعليمية واقتصادية ورياضية، موضحاً:

أنشأت الكويت عدة مراكز لاحتواء الشباب المبدعين والمتفوقين.

خصصت مدارس نموذجية بمناهج متطورة لتهيئة الطلبة والطالبات إلى ما بعد الثانوية.

استقطبت الكويت أفرعاً من جامعات مرموقة، وأرسلت بعثات خاصة داخلية وخارجية لطلبة الكويت على حساب الحكومة.

أنشأت جهازاً لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة لفئة الشباب.

دعم الشباب الراغبين في العمل في القطاع الخاص.

إنشاء أندية رياضية، واستقطاب المواهب من المدارس وغيرها.

إنشاء مراكز للشباب، وساحات رياضية وملاعب في كل منطقة.

البحرين.. تنمية الشباب

وتشدد البحرين على اهتمامها البالغ بالشباب والعمل على تحقيق آمالهم وطموحاتهم، بما يعزز من دورهم المحوري في مسيرة التنمية.

نجاح البحرين في تمكين الشباب أكده حلولها في المرتبة الثانية على مستوى الدول العربية بعد الإمارات في مؤشر تنمية الشباب العالمي 2023.

يعد المؤشر مصدراً يعتمده الباحثون وصناع السياسات والمجتمع المدني لتتبع التقدم في أهداف التنمية المستدامة المرتبطة بتنمية الشباب. كما يعكس إنجازات البحرين والتزامها برعاية وتمكين شبابها ومواهبها.

صنف التقرير البحرين على أنها دولة ذات تنمية شبابية عالية جداً، ويمثل هذا الإنجاز أعلى تصنيف من بين 4 فئات، ويعكس ما استثمرته المملكة في خلق قيادات المستقبل.

وبحسب التقرير:

حلت البحرين في المرتبة الأولى على مستوى دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجال المساواة والشمول.

تصدرت البحرين خليجياً في مجال التوظيف والفرص.

حلت البحرين في المرتبة الحادية عشرة عالمياً في كلا المجالين السابقين. 

عمان.. مركز الشباب

تؤكد سلطنة عمان أهمية الدور الحيوي للشباب في مواصلة مسيرة البناء والنهضة، ووضع تطلعاتهم وآمالهم نحو مستقبل أكثر إشراقاً يساهمون فيه لرفعة البلد وازدهاره.

إحدى أهم مبادرات السلطنة في هذا المجال كان إنشاء "مركز الشباب" في نوفمبر  2021، وهو باختصار:

يأتي ضمن مبادرات وزارة الثقافة والرياضة والشباب الرامية إلى تطوير منظومة متكاملة من المنشآت الشبابية الحديثة.

المرتكز الذي يسهم ويفعل الدور المأمول من الشباب في التنمية الشاملة والمستدامة.

يعدّ بيئة إبداعية آمنة حاضنة للشباب تتناسب مع تطلعاتهم وتحتضن إبداعاتهم وتطورها، وتنمي مهاراتهم استعداداً للمستقبل.