ابراهيم الامين- الاخبار اللبنانية-
هل يستوي نظام آل سعود مع النظام الصهيوني في فلسطين؟
السؤال لا يحتاج الى صعوبة لتوفير إجابة أكيدة عليه. لا حاجة هنا الى معونة أو مساعدة معرفية. في كل فترة، يقدم لنا هؤلاء المجانين الدلائل تلو الدلائل على أنهم أكثر خطراً وأشد لؤماً من بني صهيون. ومع ما قاموا به في العقد الاخير، وتعاظم غلوّهم في السنوات الاخيرة، صار من الضروري، لمن يرغب ولمن لا يرغب، أن يعيش حقيقة أنهم مصدر الشرور في عالمنا العربي والاسلامي، وأنهم عملاء صغار للمستعمر الغربي، بريطانياً كان أو أميركياً لا فرق.
هم عملاء مستعدون لتقديم كل العون للصليبيين الجدد، مقابل حفظ حقهم في فرض سلطتهم بالحديد والنار.
في بلادنا العربية والاسلامية من يعتقد بأنهم أهل خير. ليقرأ من يشاء، ما يشاء، في الكتاب الاسود لهذه العائلة المجنونة. لكن حقيقة الامر لن يحجبها غبار حروب طاحنة، ولا رايات سود تطبق على الآفاق، ولا صراخ المنافقين من حولهم. لذلك، وبمعزل عن تأخر إعلان المواجهة المفتوحة مع هؤلاء، فإن خلاص أمتنا، وشعوبنا، وتحرير بيوتنا وعقولنا وثرواتنا، باتا يستوجبان اجتثاث هؤلاء، دونما أي تأخير، أو مداراة، أو محاباة، أو رهانات.
ما يفعلونه في بلاد المشرق العربي، من فلسطين خلال ستة عقود وأكثر من الاحتلال الصهيوني، الى لبنان خلال خمسة عقود من الهيمنة والنفوذ، الى سوريا خلال سنوات التآمر والدس والحرائق والقتل، الى العراق خلال عقود الخراب المستمر منذ أربعة عقود، الى شعوب الجزيرة الرهينة في سجنهم الصحراوي الكبير، الى اليمن الخاضع لأكبر عملية تدمير لكل ما فيه من بشر وحجر، الى مصر والسودان والمغرب العربي، حيث إدامة التخلف والديكتاتوريات وأنظمة البؤس، الى مطاردة العرب والمسلمين أينما هاجروا وحطّت بهم الرحال... كل ما يقومون به، ليس له سوى عنوان واحد: خدمة الشيطان!
قرار الرعناء بإعدام المناضل العربي الشهيد الشيخ نمر النمر ليس سوى عنوان إضافي لفصل جديد من موجة الجنون الدموية، التي بات واضحاً أن آل سعود، بكبارهم وصغارهم، بأجنحتهم المتنفذة أو الصامتة، يريدون لها أن تتوسع لتشمل كل الأمكنة، وهم يتوسلون كل قادر على القتل ليعمل معهم، في اليمن وسوريا والعراق ولبنان. وهم يستعدون لإحراق كل مخرون النفط كرمى لبقاء عرشهم المهتز يوماً بعد يوم.
الوهابيون الإلغائيون لا يهمهم يد من تصافحهم. همّهم من يسير معهم، وتحت إمرتهم، ولخدمة غاياتهم، وليس مهماً اسمه أو لونه أو عرقه أو معتقده، ما دام هو في خدمتهم. ومن يجرؤ على قول لا، له القتل بالسيف أو النار أو الحديد، مهما كان دينه أو لونه أو معتقده. إنهم يجسدون اليوم القاعدة الرئيسية التي يقوم عليها الفكر التكفيري الذي تترجمه المجموعات الارهابية حولنا كل ساعة، وهي القاعدة التي تقول إنه لا وجود لآخر، وإن البشر مجرد بهائم، وجب عليها السير خلفهم دون اعتراض.
وبالتالي، هل صارت الإجابة صعبة عن سؤال أولوية قتالهم على الكيان الصهيوني؟ ألم تصبح الحقيقة قائمة، رغم كل قساوتها، بأن من يهدم حجراً في بناء هؤلاء، إنما يهدم مبنى في بناء الصهاينة؟ ومن قال إنهم ليسوا قاب قوسين أو أدنى من إعلان تحالف عملاني، مع الصهاينة، ومع أحفاد السلاطين في تركيا، والسير بعالمنا نحو الفصل الجنوني الذي يليه الطوفان؟ ومن قال إنهم لا يسارعون، بكل ما يفعلونه، الى تسريع المواجهة الشاملة التي لا يمكن الفصل فيها بينهم وبين الصهاينة والصليبيين الجدد؟
مع ذلك، سيظلّ العقل دليل المقهورين. عقول تحرك السواعد، وتستدل بالقلوب. عقول تجيد معرفة تفاصيل هذا العدو القبيح، ومعرفة نقاط قوته ومكامن ضعفه. عقول تجيد إعداد كل ما يلزم لمعركة باتت قائمة كمثل الفتنة الصاحية. معركة، عنوانها الاقرب التخلص من عبدة الشيطان، والأبعد منها طرد روح الاستعمار من أرضنا وشعوبنا. معركة ليس فيها لولا ولكن وكان ويجب وربما، وكل أدوات التدوير، التي تحاول كسر رأس شوكة لا بد من غرزها في صدور هؤلاء!