الخليج الجديد-
كشف مبعوث العاهل الأردني الخاص إلى السعودية، «باسم عوض الله»، أمس الخميس، أن استثمارات سعودية بمليارت الدولارات ستصب في اقتصاد بلاده من خلال «المجلس التنسيقي الأردني السعودي»، الذي تم الاتفاق على تأسيسه، أمس الأول الأربعاء.
وقال «عوض الله»، إن استثمارات «صندوق الاستثمار السعودي» ستكون الأكبر في الأردن منذ عقود، مؤكداً أن هناك اتفاقيات سيتم التوقيع عليها بين المملكتين للتعاون في مجالي الطاقة النووية، واستخراج اليورانيوم.
وأضاف في تصريح عبر الهاتف مع وكالة «بلومبيرغ» الأمريكية المتخصصة في مجال المال والأعمال: «نحن في الأردن لم نعهد أي صندوق استثماري عربي يبادر لتقديم مليارات الدولارات في قطاعات مختلفة من الاقتصاد الأردني».
ولفت إلى أنه «مجلس التنسيق المشترك» هو من سيختار القطاعات التي سيتم الاستثمار فيها، وكذلك كمية المبالغ المالية التي ستضخ في تلك المشاريع، وأكد أن البلدين سيتعاونان في الاستثمار في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة.
صحيفة «القدس العربي» اللندنية اعتبرت، من جانبها، أن «الكشف عن الاستثمار في مجال استخرج اليورانيوم، وتحديدا في مدينة العقبة (حيث يريد الأردن بناء محطة نووية لإنتاج الكهرباء) بمحاذاة المشاريع الجديدة بين مصر والسعودية، هو المفاجأة الأبرز التي انتهت إليها عملية التواصل الأخيرة المباشرة بين عمان والرياض».
وقالت في تقرير لها، أمس: «الاستثمار حصريا في مجال اليورانيوم الأردني هو عليه سر الأسرار الذي كان غامضا حول زيارة (ولي ولي العهد السعودي)، الأمير محمد بن سلمان، الشهيرة للعقبة (في 11 أبريل/نيسان الجاري)، وهو الآلية التي ستضمن المصالح الأردنية وتحديدا في العقبة بعد الاتفاق مع نظام (عبدالفتاح) السيسي المصري على توسيع نشاط قناة السويس باستثمارات قيمتها 25 مليار دولار».
ورأت الصحيفة أن «ما لم يقله عوض الله، الحريص على التحدث بلغة الخبراء والاقتصاد والأرقام فقط، هو الجانب السياسي؛ ليس فقط في استعداد السعودية لمنح الأردن ما يبحث عنه من سنوات طويلة من مبالغ تخصص لاستخراج اليورانيوم، وهو ملف إستراتيجي في قطاع الطاقة، ولكن أيضا في الدلالات الأعمق والصورة التي اكتملت في برامج السيطرة على إيقاعات البحر الأحمر عشية الانبعاث الجديد للدولة السعودية العصرية، وولادة مشروع إحياء النظام الرسمي العربي، ولكن بأدوات مختلفة هذه المرة».
وأضافت الصحيفة في تقريرها: «اليورانيوم يبحث الأردن عن من يضخ مليارات في الاستثمار فيه منذ 15 عاما دون فائدة، ويمكن من باب التحليل القول بأن المال السعودي المتدفق هنا حصريا سيكون مهمة مؤسسة التنسيق الجديدة التي منحت مصر مثيلا لها».
وكانت تقارير صحفية نقلت، قبل أيام، عن مصادر أردنية مطلعة، إن هناك حالة من القلق تسود الحكومة الأردنية، بسبب الاتفاق المصري السعودية عل إنشاء «جسر الملك سلمان» الذي سيربط السعودية ومنطقة سيناء المصري؛ حيث ترى أن إقامة هذا الجسر سيلحق ضررا كبيرًا جدًا بمنطقة العقبة التي أقام فيها الأردن منطقة حرة، واستشمر فيها مئات الملايين من الدولارات.
وبخصوص احتياطات الأردن المقدرة من اليورانيوم، قال «خالد طوقان»، رئيس «هيئة الطاقة الذرية» الأردنية، في تصريحات صحفية في مايو/آب 2014، إن اليورانيوم موجود بكثافة في الأراضي الأردنية، وبكميات ضخمة قد تصل في منطقة سواقة وخان زبيب فقط إلى 38 ألف طن، ويتوقع أن تصل في شرق الأردن إلى 500 ألف طن.
ولفت إلى أن هذه الكمية تكفي لسداد حاجة الأردن من الكهرباء عبر الطاقة النووية، وقال آنذاك: «أبشر الاردنيين أن في أرضهم كميات ضخمة من اليورانيوم، وأتوقع خلال عشر سنوات على الأقل إلى 15 عاما، أن تأتي دول العالم، ومن بينها دول النفط الشقيقة لطرق أبواب الأردن لاستيراد اليورانيوم».
وكان بيان مشترك صدر في ختام قمة جمعت العاهل السعودي، الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، والعاهل الأردني، الملك «عبدالله الثاني»، في الرياض، أمس الأول الأريعاء، تضمن الإعلان عن عن تأسيس مجلس تنسيق مشترك بين البلدين تحت مسمى «المجلس التنسيقي الأردني السعودي»، ويهدف إلى تنمية وتعميق العلاقات الاستراتيجية بين المملكتين.
وسيعقد المجلس اجتماعاته بشكل دوري بالتناوب بين البلدين برئاسة الأمير «محمد بن سلمان»، ورئيس الحكومة الأردنية، «عبدالله النسور».
وقال «باسم عوض الله» في حديثه مع وكالة «بلومبيرغ»: «سيجتمع المجلس على الأقل مرة واحدة في شهر الأشهر الخمسة المقبلة للتوصل إلى اتفاق على اجندة الاستثمارات».