اقتصاد » علاقات واستثمارات

بفضل التمويل الإسلامي.. قطر أكبر المستثمرين بفنادق أوروبا

في 2016/07/28

تتوسع الاستثمارات القطرية في أوروبا بصورة متواصلة، بحسب ما تؤكده تقارير اقتصادية عالمية، وتمتد هذه الاستثمارات نحو مختلف القطاعات الاقتصادية، فضلاً عن أنها تمتد نحو أسواق جديدة خارج أسواقها التقليدية المتمثلة في لندن وباريس، حيث تتركز حالياً معظم الاستثمارات.

ومن بين أهم القطاعات التي توجهت الشركات القطرية للاستثمار فيها، قطاع الفنادق، حيث أصبحت الفنادق المملوكة للشركات القطرية تنتشر في دول أوروبية مختلفة.

وتعتبر الفنادق من أهم القطاعات المربحة، لا سيما مع تولي إدارتها شركات متخصصة، تملك خبرة واسعة في إدارة هذه القطاعات التي هي بحاجة إلى مواكبة التطورات في مجال السياحة، وهو ما نجحت به الشركات القطرية، التي تحاول باستمرار الاستحواذ على الفنادق في القارة العجوز.

في هذا الصدد، أشار تقرير صادر عن مؤسسة "جونز لانج" البريطانية للاستثمار العقاري، التي تعد أكبر مستشار عقاري في المملكة المتحدة، إلى أن الرؤية القطرية المختلفة للتمويل الإسلامي، متلازمة مع الاحتياطي النقدي القطري الكبير، يجعلان من قطر أكبر مستثمر في قطاع الفنادق في أوروبا، مقارنة بدول خليجية أخرى مثل السعودية والكويت.

ويعدد التقرير الاستثمارات القطرية الناجحة في بريطانيا، التي تمت بتمويل إسلامي، فيذكر من بينها مشروع برج "شارد"، وهو أعلى مبنى في أوروبا، ويضم داخله فندق "شانجريلا" الفاخر.

ويرى التقرير أن الرؤية القطرية المختلفة للتمويل الإسلامي مكنتها من الاستحواذ على الجانب الأكبر من الاستثمارات في قطاع الفنادق في أوروبا، كما أن توافر الاحتياطي النقدي الكبير لدى قطر مكن أيضاً من نجاح تلك الاستثمارات دون الاقتراض.

ويشير التقرير إلى أن التمويل الإسلامي المستند للشريعة بات أمراً شائعاً في أوروبا، في وقت يتزايد فيه تدفق الأموال من الصناديق الاستثمارية في الدول الخليجية الغنية على أوروبا الغربية، وتشير الأرقام إلى أن شركات استثمارية مقرها الشرق الأوسط سجلت أرقاماً قياسية في مجال الاستحواذ على الفنادق في أوروبا العام الماضي.

ووفقاً لمجموعة HVS الاستشارية، المختصة بالضيافة والفنادق، فإن قيمة الاستحواذات في الاستثمارات في قطاع الفنادق بأوروبا بلغت 26 مليار دولار خلال العام الماضي، وهو ما يمثل زيادة نسبتها 66% عن المسجل في العام السابق له، ووفقاً للمجموعة نفسها فإن خمس تلك الاستحواذات تم لمصلحة مستثمرين من منطقة الشرق الأوسط.

وخلال العام الماضي فإن العقود الموقعة في مجال شراء الفنادق زادت بما يزيد على الضعفين في كل من ألمانيا وإسبانيا، في حين حظيت المملكة المتحدة بقرابة نصف تلك الصفقات.

وخلال العام الماضي، أيضاً، استحوذت هيئة قطر للاستثمار على مجموعة "مايبورن" الفندقية في لندن، التي تضم ثلاثة فنادق هي: "كلاريدج" و"كونوت" و"بيركيلي"، في صفقة بلغت قيمتها 3.05 مليارات دولار، كما باعت أيضاً مجموعة "ستاروود" للفنادق والمنتجعات العام الماضي فندق "ويستن إكسلسيور روما "مقابل 250 مليون دولار، و"جريتي بالاس" مقابل 117 مليون دولار، لمجموعة "كاتارا للضيافة"، ومجموعة "قطر للنزل والفنادق".

وفي باريس أيضاً استحوذت مجموعة "كونستيلشن" القطرية على فندق "إنتركونتيننتال باريس لي جراند" في صفقة قيمتها 440 مليون دولار، أما في عام 2013 فقد استحوذت "كونستيليشن" أيضاً على أربعة فنادق من مجموعة "ستاروود كابيتال"، كان بينها فندق "حياة ريجنسي باريس إيتوال"، المعروف سابقا بـ"كونكورد لافاييت"، و"أوتيل دو لوفر"، مقابل 1.1 مليار دولار.

ويقف جهاز قطر للاستثمار وراء العديد من المشاريع الاستثمارية في أوروبا.

ويشار إلى أن جهاز قطر للاستثمار هو صندوق ثروة سيادي تابع لقطر، وهو مختص بالاستثمار المحلي والخارجي، أسسته حكومة قطر في عام 2005 لإدارة فوائض النفط والغاز الطبيعي؛ كنتيجة لاستراتيجية الصندوق في التقليل من أخطار اعتماد قطر على أسعار الطاقة، لذلك فالجهاز يستثمر في الغالب بأسواق عالمية (الولايات المتحدة وأوروبا ودول آسيا والمحيط الهادئ)، إضافة إلى الاستثمار في قطر خارج قطاع الطاقة.

الخليج اونلاين-