كشفت دراسة حديثة عن تنام كبير في العلاقات التجارية بين إيران والإمارات، خلال السنوات الأخيرة؛ جعلت أبوظبي أهم الدول المصدرة للبضائع إلى إيران.
الدراسة نشرها «المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات»، أمس الإثنين، واستند فيها إلى تصريحات لسفير إيران لدى أبوظبي، «محمد علي فياض»، وتضفى غرابة على اتهامات دول خليجية، وبينها الإمارات، لقطر بتنمية علاقاتها مع إيران، معتبرة ذلك أحد أسباب الأزمة الراهنة.
وحسب «فياض»، فإن الإحصاءات الرسمية تشير إلى أن حجم التبادل التجاري بين إيران والإمارات بلغ 15.7 مليار دولار في عام 2013، و17.8 مليارًا في 2012، و23 مليارًا في 2011، و20 مليارًا في 2010.
وأضاف السفير: «لكن عام 2014 شهد قفزةً كبيرةً في حجم التبادل التجاري بين البلدين وأصبحت الإمارات أكبر الدول المصدّرة لإيران؛ إذ شكلت ما نسبته 27 في المئة من مجموع الواردات الإيرانية، وبلغ حجم التبادلات 41.620 مليار دولار؛ مثلت الصادرات منها 19.639 مليارًا والواردات 21.981 مليارًا».
وفي ذلك العام – وفق السفير - كانت الإمارات أهم الدول المصدرة للبضائع إلى إيران، وتأتي بعدها الصين، فالهند، وكوريا الجنوبية، ثم تركيا.
الدراسة، أيضا، أشارت إلى أن نصيب الإمارات يبلغ ما نسبته 80 في المئة من حجم التبادل التجاري الخليجي مع إيران، وتمثل المنفذ الأهم لتجارة الترانزيت الإيرانية، ومركزًا ماليًا مهمًا للتحويلات الإيرانية.
وتضفى تلك الأرقام غرابة على طبيعة الأزمة الحالية بين قطر وكل من السعودية والإمارات والبحرين.
إذ أنه بينما أخذ الهجوم الإعلامي الخليجي الأخير، وما استتبعه من قطعٍ للعلاقات الدبلوماسية، من سياسة قطر الخارجية ركيزةً أساسيةً لتحقيق أغراضه، وجاء من بينها تنمية قطر لعلاقاتها مع إيران، فإن تلك الأرقام تبين كيف حققت الإمارات أعلى العوائد نتيجة علاقاتها الاقتصادية المتنامية مع إيران.
بينما دفعت قطر دفعت أكبر الأثمان بين كلّ الدول الخليجية نتيجة تدهور علاقتها بإيران بسبب الأزمة السورية، ليس على شكل اختطاف مواطنين لها واحتجازهم وابتزازها سياسيًا وماليًا (كما حصل في أزمة اختطاف المواطنين القطريين في العراق)، بل استمرت أيضًا في دفع أثمانٍ سياسية كبيرة نتيجة لذلك.
وقطعت السعودية ومصر والإمارات والبحرين واليمن العلاقات الدبلوماسية مع قطر، أمس، واتهمتها بـ«دعم الإرهاب»، في أسوأ صدع تشهده المنطقة منذ سنوات، بينما لم تقطع الكويت وسلطنة عمان علاقاتهما مع الدوحة.
ونفت قطر الاتهامات، وقالت إنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب وصلت حد الفبركة الكاملة بهدف فرض الوصاية عليها والضغط عليها لتتنازل عن قرارها الوطني.
وكالات-