متابعات-
أعلنت رابطة التجار الإيرانيين في الإمارات أنها تلقت وعودا من نائب رئيس الإمارات رئيس الوزراء حاكم دبي الشيخ "محمد بن راشد" بتقديم تسهيلات للمستثمرين الإيرانيين، تشمل تمديد تأشيرات السفر الملغاة وإعادة فتح الحسابات المصرفية المغلقة بموجب العقوبات الأمريكية.
وقال رئيس الرابطة "عبدالقادر فقيهي"، الأحد، إن "بن راشد" ربط وعده بشرط الموافقة على تجارة السلع التي لا تشملها العقوبات، وفقا لما نقله موقع "رويداد 24" الإيراني.
وأوضح "فقيهي" أن مراكز الصيرفة الإيرانية في الإمارات ستفتح أبوابها مجددا في غضون أيام، بإيعاز من البنك المركزي الإماراتي، مضيفا: "لمست انفتاحا في الإمارات لاستئناف أجواء التجارة مع إيران".
ولفت إلى أن السنوات الأخيرة شهدت "مغادرة الكثير من الإيرانيين دولة الإمارات ونقل أموالهم إلى تركيا ودول أخرى"، وأن حجم التجارة بين إيران والإمارات تراجع من 40 مليار دولار إلى 7 مليارات دولار.
وتابع "فقيهي"، الذي يمثل أيضا شركة إيران للتأمين في الإمارات: "لقد وجهنا رسالة إلى حاكم دبي وشرحنا له الوضع، وقلنا إن الإيرانيين منذ 120 عاما وهم شركاء في التجارة مع الإمارات والكثير منهم لا يتدخلون في السياسة".
وذكر رئيس الرابطة الإيرانية أن الإمارات "قبلت منح التأشيرات للتجار الذين يعتزمون ممارسة (تجارة نظيفة) مع الإمارات، كما أن البنوك الإماراتية ستفتح حسابات للإيرانيين بناء على توصية من سلطات دبي".
وفي معرض رده على سؤال عما إذا كانت الإمارات قد حددت معاييرا لـ"التجارة النظيفة"، قال: "لا، قالوا لنا ينبغي أن تكون التجارة نظيفة ولا تجارة محظورة تخضع لعقوبات، وأن التجارة النظيفة تشمل الصادرات والواردات بين إيران والإمارات"، لافتا إلى وجود اتفاق مع دبي على الاستمرار في "إعادة التصدير" (RE-EXPORT).
وتأتي التسهيلات للمستثمرين الإيرانيين كخطوة تقارب ثانية خلال أيام بين أبو ظبي وطهران رغم التوتر الحالي المتصاعد في الخليج، إذ عقد البلدان اجتماعا في طهران، الثلاثاء الماضي، جمع قائد قوات حرس الحدود الإيراني وقائد قوات خفر السواحل الإماراتي، واختتم بتوقيع مذكرة تفاهم لتعزيز وترسيخ الأمن الحدودي بين البلدين.
وقبل أيام، كشف مصدر مقرب من جهات إماراتية مطلعة (رفض الكشف عن هويته)، أن المؤشرات الحالية على تغيّر السياسات الخارجية للإمارات ورغبة الأخيرة في تحسين علاقاتها مع إيران، تعود إلى "اجتماع سري" عقده أمراء دولة الإمارات عقب إعلان إيران، في 20 يونيو/حزيران الماضي، إسقاطها طائرة أمريكية مسيرة.
وأوضح المصدر أن ولي عهد أبو ظبي "محمد بن زايد"، وحاكم دبي "محمد بن راشد" حضرا الاجتماع، وأن حاكم دبي انتقد خلاله سياسة بلاده الخارجية، وشدد على ضرورة إعادة النظر فيها، خاصة في ظل تهديدات جماعة "أنصار الله" اليمنية (الحوثيين) باستهداف العمق الإماراتي كما هو الحال بالسعودية.
وتصاعد التوتر مؤخرا بين الولايات المتحدة ودول خليجية من جهة، وإيران من جهة أخرى، إثر تخفيض طهران بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي المتعدد الأطراف، المبرم في 2015، ردا على انسحاب واشنطن أحاديا من الاتفاق، وفرض عقوبات مشددة على طهران.
وتتهم دول خليجية، في مقدمتها السعودية، إيران باستهداف سفن ومنشآت نفطية خليجية، وهو ما نفته طهران.