بيزنس ليند - ترجمة الخليج الجديد-
لماذا يبدو المصرفيون الأمريكيون متحمسون للمشاركة في مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" بالسعودية رغم توتر العلاقات بين الرياض وواشنطن على خلفية دعم المملكة لقرار تكتل الدول المصدرة للبترول وحلفائها "أوبك+" خفضا كبيرا لإنتاج النفط؟
سلط موقع "بيزنس ليند" الضوء على إجابة هذا السؤال، مشيرا إلى أن العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية انزلقت إلى مستوى منخفض، لكن دون صدى لذلك على قرار مسؤولي البنوك الأمريكية بشأن المشاركة، هذا الأسبوع، في المؤتمر المعروف بـ"دافوس في الصحراء".
وذكر الموقع، في تقرير له، أن "جيمي ديمون" الرئيس التنفيذي لبنك "جي بي مورجان"، و"ستيفن شوارزمان" الرئيس التنفيذي لشركة الأسهم العالمية "بلاكستون"، و"ديفيد سولومون" الرئيس التنفيذي لبنك "جولدمان ساكس"، من بين عدد من مسؤولي البنوك الأمريكية، قرروا المشاركة في المؤتمر.
وأضاف أن افتتاح المؤتمر، يوم الثلاثاء المقبل، سيكون بعد أسبوعين فقط من تحذير الرئيس الأمريكي "جو بايدن" الرياض من "العواقب" بعد قرار "أوبك+" واتهام الإدارة الأمريكية للسعودية بالانحياز إلى روسيا؛ ما دفع عديد النواب الديمقراطيين بالكونجرس إلى حث الإدارة على تجميد بيع الأسلحة للرياض وإنهاء التعاون معها.
لكن وجهة النظر بالنسبة للبنوك الأمريكية تبدو مختلفة؛ إذ يعد جذب "الاستفادة من الثروة النفطية" المتوقعة من ارتفاع أسعار الذهب الأسود بعد قرار "أوبك+" هدفا أساسيا لها، وبالتالي فهي ليست معنية بأي مخاوف من المشاركة في المؤتمر الذي دعا إليه ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان".
ويعزز وجهة النظر تلك التوقعات بأن تكون السعودية واحدة من أسرع الاقتصادات نموا في العالم خلال 12 شهرا، مع توقع زيادة إنتاجها النفطي بأكثر من 7%.
وهنا يشير "بيزنس ليند" إلى أن شركة النفط السعودية العملاقة "أرامكو" وظفت مصرفيين أمريكيين لتنظيم طرح عام أولي، ونقلت عن أحدهم قوله: "حسنا، إنهم (السعوديين) يضيقون خط أنابيب النفط نسبيًا، لكن محفظتهم المالية تنمو وستستمر في النمو".
وبينما ذكر مسؤول أمريكي أن اختيار إدارة "بايدن" عدم إرسال وفد رسمي إلى "دافوس في الصحراء" يرجع إلى "مشكلات في الجدول الزمني" للمؤتمر، وتم اتخاذه قبل قرار "أوبك+" بشأن مستوى إنتاج النفط، نفى متحدث باسم البيت الأبيض تقريرًا بثته محطة "إن بي سي" الأمريكية، أورد أن الإدارة سعت لثني المصرفيين الأمريكيين عن حضور المؤتمر.
ومن بين حضور المؤتمر "جاريد كوشنر" صهر الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب"، ووزير الخزانة الأمريكي السابق "ستيفن منوتشين"؛ إذ طالما فضل "بن سلمان" علاقات أكثر حميمية مع مسؤولي إدارة "ترامب" وقت توليه الحكم بالولايات المتحدة.
وكانت تقارير أمريكية قد أوردت أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي خصص ما يزيد على ملياري دولار للاستثمار بإحدى الشركات المملوكة لـ"كوشنر".
وهذه ليست المرة الأولى التي تلقي فيها التوترات بين الولايات المتحدة والسعودية بظلالها على "دافوس في الصحراء؛ إذ انسحب العديد من المديرين التنفيذيين الأمريكيين من المؤتمر عام 2018 على خلفية اتهامات لـ"بن سلمان" بالتورط في جريمة اغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" على يد عملاء حكوميين داخل القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية.
لكن المصرفيين الأمريكيين سارعوا لاحقا إلى إعادة التعامل مع السعودية، وشاركوا في نسخة المؤتمر عام 2019، دون اعتبار للخلاف السياسي بين الرياض وواشنطن أو الغضب الأخلاقي الناجم عن مقتل "خاشقجي".
وإزاء ذلك، يشير "بيزنس ليند" إلى أن غرفة التجارة الأمريكية في الرياض "متفائلة بأن العلاقة التجارية الدائمة بين الشركات الأمريكية والسعودية ستستمر".
ونقل الموقع عن كبيرة الاقتصاديين في بنك أبو ظبي التجاري "مونيكا مالك"، بعد زيارة أجرتها لواشنطن مؤخرًا، أنه "بينما كان المسؤولون غاضبين، كانت الرسالة من القطاع الخاص مفادها: نريد القيام بمزيد من الأعمال في المنطقة".
وخلص التقرير إلى أن "شيء واحد واضح لدى المصرفيين ومدراء الشركات الأمريكيين في ظل وضع الاقتصاد العالمي الصعب، وهو أن "السعودية تبرز كبلد يتميز بالنمو القوي وفرص الاستثمار السانحة".