طه العاني - الخليج أونلاين-
تتسابق دول مجلس التعاون الخليجي لتعزيز قطاع السياحة وتطوير بنيته، بالإضافة إلى اتخاذ جملة قرارات ومبادرات وفعاليات هدفها تنمية السياحة.
وتعمل دول الخليج على التوسع في تنظيم الأحداث الكبرى، وتدشين المشاريع السياحية، وتقديم تسهيلات واسعة للسياح القادمين إلى دول الخليج.
كما تمتلك شبكة طيران واسعة تربطها بالعالم، وتستحوذ السعودية والإمارات على 73% من حجم أسطول الطيران الخليجي، وسط تنافس البلدين على جذب مزيد من السياح.
تنافس سياحي
وحقق قطاع السياحة والسفر في دول الخليج معدلات نمو قوية قبل جائحة كورونا، وساهم بنسبة وصلت في المتوسط إلى 9.7% من الناتج المحلي للاقتصادات الخليجية في عام 2019.
وتشير بيانات مجلس السياحة والسفر العالمي إلى أن تداعيات الجائحة أدت إلى خفض هذه النسبة إلى 6.5% في عام 2021، وفي المُجمل ساهمت دول الخليج بنسبة 3% من إجمالي حركة السياحة العالمية في عام 2019.
وبحسب صحيفة سبق السعودية، وصلت مساهمة قطاع السفر والسياحة في الإمارات إلى 11.7% من الناتج المحلي في عام 2019، بينما بلغت 9.7% في السعودية خلال العام نفسه، لكن مؤشرات الأداء السياحي اضطربت بمختلف الدول السياحية حول العالم بعد جائحة كورونا، ومن ثم لا يمكن الاعتداد بأرقام 2020 و2021 كمؤشر يعكس الأداء التاريخي للقطاع.
ودفع التنافس السياحي بين السعودية والإمارات إلى تسريع خططهما لتطوير المرافق السياحية وابتكار الأفكار لجذب السائحين.
وتعقيباً على ذلك قالت نائبة وزير السياحة السعودية، الأميرة هيفاء آل سعود، بتصريحات لقناة "سي إن إن" الأمريكية، في 16 يناير الجاري، إن المنافسة مع دول المنطقة في المجال السياحي، وخاصة دبي، حالة "جيدة وصحية".
وحول ما إذا كان على المملكة أن تتصرف بشكل مختلف لتتميز، قالت الأميرة: "علينا أن نتصرف بتلك الطريقة، لأننا كمنطقة نشكل نقطة جذب للعالم، ونحن أقوى معاً".
ونوّهت المسؤولة السعودية بأن بلادها تهدف لرفع نسبة مساهمة القطاع بالناتج المحلي إلى 10%، وأشارت إلى أن مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي كانت تشكل 3%.
وأوضحت أن المملكة عندما وضعت رؤيتها لعام 2030 كانت تهدف إلى تنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط.
تعاون مشترك
وتتعاون السعودية والإمارات في مجال تطوير السياحة وسبل دعمها، والتغلب على التحديات التي تواجه هذا القطاع الحيوي.
وفي لقاء ثنائي جمع أحمد الخطيب؛ وزير السياحة السعودي، مع أحمد الفلاسي؛ وزير دولة الإماراتي لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، في فبراير 2022 على هامش فعاليات الجناح السعودي في معرض إكسبو 2020 دبي، ناقش الوزيران خطوات عملية جديدة لتعزيز التعاون وإيجاد فرص متنوعة للمستثمرين في مجتمعي الأعمال في قطاع السياحة، وخاصة من خلال التركيز على مبادئ الاستدامة والتطور التكنولوجي الذي يشهده قطاع السياحة.
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية "وام" عن الفلاسي أن البلدين قطعا، خلال الأعوام الماضية، خطوات كبيرة في توحيد الطاقات وتعزيز التكامل، وفق رؤية واضحة تشمل مظلة واسعة من القطاعات، من أبرزها السياحة، التي تمثل أحد المحاور الحيوية للتعاون بين البلدين.
وبين أن البلدين يعملان اليوم بصورة وثيقة ومتكاملة من خلال عضويتهما في المجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية، بهدف إحداث دفع عجلة التعاون السياحي وإحداث نقلة في التنمية السياحية على المستوى الإقليمي، وبما يعود بالفائدة على القطاع السياحي في جميع دول المنطقة.
وأشار إلى أن خطط التعافي السياحي التي يقودها البلدان اليوم تفتح آفاقاً أوسع للشراكة والنمو خلال المرحلة المقبلة، وبما يخدم التبادل السياحي بين السوقين السياحيتين السعودية والإماراتية.
تكامل سياحي
وينفرد كل من السعودية والإمارات بمميزات خاصة بها في المجال السياحي، مما يقلل التنافس الندّي ويعزز التكامل البنّاء بينهما.
فدبي مثلاً دخلت عالم السياحة منذ 30 عاماً، حتى باتت الوجهة السياحية الأولى في الشرق الأوسط، أما السعودية فقد انطلقت ضمن رؤية 2030 الاستراتيجية لتعزيز القطاع السياحي لرفد الاقتصاد غير النفطي للمملكة.
يرى المرشد السياحي السعودي باسم عبد الرحيم أنه "لا يوجد هناك تنافس سياحي بين السعودية والإمارات بمعناه المعروف، بل هو تكامل سياحي، حيث يمثل البلدان وجهتين من أكبر الوجهات السياحية في المنطقة".
وأضاف في حديثه مع "الخليج أونلاين" أن "القيادة في السعودية والإمارات تهتم بشكل كبير بتفعيل القطاع السياحي ودوره؛ وذلك لما فيه من أهمية بالغة بدعم الناتج الوطني المحلي للبلدين".
ويلفت عبد الرحيم إلى أن "دولة الإمارات تعتبر من أكبر الوجهات السياحية للسعوديين، والعكس صحيح، حيث توجه عدد كبير من مواطني الإمارات لزيارة المملكة في الفترات القليلة الماضية".
وحول أهمية التعاون والتكامل السياحي بين البلدين الخليجيين يقول المرشد السياحي: "عندما نتحدث عن السعودية والإمارات فالبلدان عضوان في المجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية، إذ أصبحت السعودية ضمن أكبر المشاركين في معرض إكسبو دبي، كما شاركت الإمارات في سباق القدرة والتحمل في العلا بالمملكة".
ويتابع القول: "كذلك توجد عمليات استثمارية بين البلدين، فكلاهما يملكان التاريخ والثقافة والبنية التحتية العملاقة، وكل ذلك يساعد على دفع عجلة التنمية السياحية بالمنطقة إلى الإمام لتحتل مراكز متقدمة في الوجهات السياحية العالمية".