صحيفة "فايننشال تايمز"-
قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن قرار عدد من أعضاء تحالف "أوبك+" خفض إنتاجهم طوعاً بأكثر من 1.6 مليون برميل يومياً يعكس تبني المملكة العربية السعودية استراتيجية اقتصادية مستقلة بعيداً عن الولايات المتحدة.
ووصفت الصحيفة، اليوم الاثنين، الخطوة التي اتخذتها السعودية وروسيا والإمارات والكويت وسلطنة عمان وحلفاء آخرون، أمس الأحد، بالمفاجئة، وقالت إنها تضع الرياض في صدام مع واشنطن.
وأوضحت الدول التي أعلنت خفض الإنتاج أن الخطوة تهدف لضبط السوق -بعدما نزل سعر البرميل إلى ما دون 80 دولاراً، بنهاية مارس- وفي ظل سيطرة المخاوف على الاقتصاد العالمي بعد الانهيارات المصرفية التي شهدتها الولايات المتحدة وأوروبا مؤخراً.
فقد جاء القرار بعد أيام من انهيار بنك "سيليكون فالي" الأمريكي والاستحواذ الإجباري على "كريديت سويس" من قبل "يو بي إس"، وهو ما أثار مخاوف من انتشار عدوى "تهاوي المصارف" في الأسواق المالية العالمية وحدوث انخفاض كبير في الطلب على النفط الخام.
لكن الصحيفة البريطانية ترى أن إعلان القرار دون اجتماع رسمي لـ"أوبك+" يعكس استعجال هذه الدول في إعلانها، وهو ما قد يعيد إشعال الخلافات بين الرياض وواشنطن التي دفعت المملكة العام الماضي لضخ مزيد من الخام لكبح جماح التضخم.
وقالت مديرة الأبحاث في "إنرجي أسبكتس"، أمريتا سين، إن قرار الخفض الجديد يمثل خطوة استباقية لمواجهة أي تراجع محتمل على الطلب جراء أزمة البنوك التي ظهرت مؤخراً.
ونقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين على سياسية المملكة أن "الرياض كانت غاضبة الأسبوع الماضي؛ لأن إدارة بايدن استبعدت علناً مشتريات جديدة من النفط الخام لتجديد المخزون الاستراتيجي الذي استنزف العام الماضي عندما كان البيت الأبيض يكافح لترويض التضخم في الولايات المتحدة.
وأضافت العضوة المنتدبة والرئيسة العالمية لاستراتيجية السلع في "آر بي سي كابيتال": إن "المملكة تضع استراتيجية اقتصادية مستقلة عن الولايات المتحدة بعد تدهور العلاقات بينهما خلال إدارة بايدن".
وأشارت الخبيرة إلى أن المملكة أرسلت إلى الولايات المتحدة رسالة بأن العالم "لم يعد أحادي القطب" بعد الصفقة الدبلوماسية الأخيرة التي تمت بين الرياض وطهران بوساطة بكين.
وقفزت أسعار النفط اليوم بنحو 5%، بعد الإعلان المفاجئ عن قرار الخفض الطوعي للإنتاج.