متابعات- 

يعد الشحن البحري من وسائل الشحن التجارية الهامة نظراً لإمكانية إرسال حمولات متنوعة الأحجام والأوزان وبتكاليف مناسبة وغير مرتفعة، وهو ركن رئيسي في أعمال الشحن والخدمات اللوجستية تطور عبر الزمن، وأصبحت آلية الاستيراد والتصدير عبره مهيأة بشكل عملي وملائم لمختلف الشحنات والشركات.

ولأهمية ما تقدمه الموانئ، عززت السعودية القطاع البحري واللوجستي والموانئ في البلاد بمشروعات وتوقيع اتفاقيات مختلفة، كان آخرها إضافة شركة "VASI Shipping Pte Ltd" المتخصصة في خدمة الشحن الملاحية الجديدة (IMS) إلى ميناء الملك عبد العزيز بالدمام.

وتتمتع المملكة بموقع جغرافي متميز على البحر الأحمر، وتمتلك عدداً من الموانئ المهمة، يأتي في مقدمتها ميناء جدة الذي يربط بين 3 قارات (أفريقيا، وأوروبا، وآسيا)، ويشارك بجزء كبير في حركة النقل البحري العالمية.

اتفاقية بارزة

في ظل سعيها للمضي نحو تعزيز دورها في الملاحة البحرية وتقديم مزيد من الخدمات، أعلنت السعودية (18 مارس 2024)، إضافة شركة "VASI Shipping Pte Ltd" المتخصصة في خدمة الشحن الملاحية الجديدة (IMS) إلى ميناء الملك عبد العزيز بالدمام.

وفق الهيئة العامة للموانئ "موانئ"، فإن الشركة الجديدة ستربط المملكة بجنوب شرق آسيا والهند؛ مما يعزز الشراكة الاستراتيجية بين المملكة وكبرى خطوط الملاحة العالمية، ويدعم القطاع البحري، والتنمية الاقتصادية الوطنية.

تشير الهيئة في بيانها الذي اطلع عليه موقع "الخليج أونلاين"، إلى أن ذلك يأتي "تأكيداً لدور ميناء الملك عبد العزيز بالدمام في تعزيز قطاع النقل البحري والخدمات اللوجستية".

كما أشارت إلى أنه "سيدعم حركة الصادرات والواردات، اتساقاً مع مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية بترسيخ مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي، ومحور ربط القارات الثلاث".

ما هي IMS؟

لعل الخدمة الجديدة التي أطلقتها السعودية ستعمل على ربط ميناء الملك عبد العزيز بالدمام بـ 5 موانئ إقليمية ودولية، تشمل: كيلانج الماليزي، وسورابايا، وجاكرتا، بإندونيسيا، ونافا شيفا بالهند، وجبل علي بالإمارات، عبر رحلات أسبوعية منتظمة، بطاقة استيعابية تصل إلى 1,800 حاوية قياسية.

وشركة "VASI Shipping Pte Ltd" تأسست في يناير 2012 في سنغافورة، وتقدم خدمات إدارة الشحن البحري، وتتخصص في حركة الأسمدة والمعادن والمواد الكيميائية داخل آسيا وخارجها.    

والخطوة هذه هدفها نقل البضائع من موقع إلى آخر، سواء داخل البلاد أو بين دول مختلفة، بشكل عام، حيث تأتي ضمن عمليات الشحن الدولي الذي يعد وسيلة أساسية للتجارة.

ويتم الشحن الدولي عبر وسائل متعددة، منها الشحن البحري عبر الموانئ باستخدام السفن، والشحن الجوي عبر المطارات باستخدام الطائرات، الشحن البري الذي يعتمد على الشاحنات والقطارات.

عملية الشحن الدولي

وتمر عملية الشحن الدولي بمجموعة من الخطوات قبل إتمامها بشكل مناسب، تبدأ بنقل الصادرات من البضائع من المورد إلى مركز الشحن، حيث تنظم هذه العملية بواسطة شركة النقل، سواء كانت عبر الشاحنات أو القطارات.

تأتي الخطوة الثانية بـ"التصريح الجمركي للبضائع المصدرة، وهي عملية أساسية للتأكد من توافق البضائع مع المتطلبات التنظيمية، ثم التعامل مع البضائع في بلد المنشأ، من خلال استلام الحمولة، وفحصها، وتسجيلها، وتحميلها ضمن حاويات الشحن، بالتعاون بين شركة الشحن والمرسل".

وتتم خطوة النقل عبر تحديد خط الشحن المستخدم لنقل الحاويات بين بلد المنشأ والوجهة، مع إبرام عقد لتنظيم عملية النقل بوساطة شركة الشحن، ثم التخليص الجمركي للبضائع عند وصولها إلى الوجهة، وتنفذها شركة الشحن أو وكيل مفوض، ونقل الحاويات إلى المستودعات المحلية، وتحضيرها للتحميل على وسيلة النقل المحلية للتوصيل إلى المستلم.

ويعد النقل البحري "IMS" الوسيلة الرئيسية للشحن الدولي، حيث يتم بواسطة السفن والبواخر بأحجام متنوعة، ويعتمد هذا النوع على حاويات قياسية يمكن تحميلها على السفن والقطارات والشاحنات.

تطور سعودي

كان ميناء الملك عبد العزيز بالدمام قد حقق رقماً قياسياً كأعلى مناولة شهرية في تاريخه، وذلك بمناولة 235,820 حاوية قياسية، في فبراير الماضي، في وقتٍ تبلغ فيه طاقته الاستيعابية 105 ملايين طن بضائع وحاويات.

وشهد قطاع النقل البحري في السعودية تطوراً مستمراً، خلال السنوات القليلة الماضية، وتواصل الحكومة إيلاءه اهتماماً خاصاً بالنظر إلى خططها المستقبلية الرامية لشغل مكانة متقدمة على المستوى العالمي في هذا المجال.

وتتمتع المملكة بموقع جغرافي متميز على البحر الأحمر، وتمتلك عدداً من الموانئ المهمة، يأتي في مقدمتها ميناء جدة الذي يربط بين 3 قارات (أفريقيا، وأوروبا، وآسيا)، ويشارك بجزء كبير في حركة النقل البحري العالمية، حيث تسعى السعودية إلى تطوير قطاع النقل والبنى التحتية التي تساعدها في أداء دور مهم على مستوى المنطقة والعالم في مجال النقل اللوجستي.

ويهيمن الشحن البحري على سوق النقل في المملكة؛ ليؤدي دوراً رئيساً في استيراد وتصدير البضائع، حيث تعاملت الموانئ السعودية مع أكثر من 8.44 ملايين حاوية في 2023، كما استقبلت أكثر من 12.13 ألف سفينة.

وتمكنت السعودية من الوصول إلى مكانة رائدة في قطاع النقل البحري، وفي الحفاظ على سلامة بيئتها البحرية، فقد سلطت الضوء على دورها في دعم الجهود الدولية للنهوض بمنظومة النقل البحري، والتي تشمل السفن والشحن والموانئ.

وتركز السعودية على التنمية البحرية المستدامة، حيث تنظم مختلف الاتفاقيات والمعاهدات الدولية المنظمة لهذه الصناعة، فضلاً عن موقعها الاستراتيجي الذي يربط بين ثلاث قارات، علاوة على ذلك، يمر من خلال البحار المحيطة بالمملكة 13% من التجارة العالمية.