الخليج الاماراتية-
ترأس سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي ونيرمالا سيثارامان وزيرة التجارة والصناعة الهندية اجتماع فريق العمل الاستثماري المشترك بين دولة الإمارات والهند في نيودلهي أمس بمشاركة كبار المسؤولين وممثلين عن مؤسسات وشركات من كلا البلدين.
يأتي الاجتماع في إطار الجهود المتواصلة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين دولة الإمارات والهند وتحقيق أقصى المصالح المشتركة من الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
ورحبت وزيرة التجارة والصناعة الهندية في بداية اللقاء بزيارة سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان إلى العاصمة الهندية نيودلهي.. متمنية أن يسهم هذا الاجتماع في دعم العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين وفتح آفاق أوسع للتعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية المشتركة.
وتناول الاجتماع الذي عقد في مقر وزارة التجارة والصناعة الهندية علاقات الصداقة والتعاون بين دولة الإمارات والهند وسبل تعزيزها وتطويرها في ظل ما يربط البلدين والشعبين الصديقين من روابط صداقة قديمة ومتميزة ومصالح مشتركة عديدة في مختلف القطاعات.
ويأتي الاجتماع عقب الاجتماع السابق الذي عقد في نوفمبر تشرين الثاني من العام الماضي بين سمو الشيخ حامد بن زايد وآرون جايتلي وزير المالية الهندي.
وتنصب جهود فريق العمل المشترك على بناء منصات وأطر تفضي إلى توسيع التعاون الاقتصادي والاستثماري المشترك بين البلدين.
وخلال الاجتماع اتفق الجانبان على استكشاف المزيد من الطرق لتسهيل الاستثمار في القطاعات ذات الاهتمام المشترك بما يؤدي إلى نمو الاستثمارات.
وتمخضت المناقشات عن تطور مهم في العديد من الجوانب والقضايا حيث ناقش الجانبان بالتفصيل مشاركة مؤسسات استثمارية إماراتية في تطوير البنية التحتية في الهند، كما تبادلا وجهات النظر حول بناء إطار رفيع المستوى للمؤسسات الإماراتية للاستثمار في البنية التحتية الهندية ضمن العديد من المنصات الاستثمارية بما ينسجم مع المعايير والسياسات التي تتبعها المؤسسات الإماراتية وبما يضمن عوائد مالية ذات جدوى اقتصادية.
وقيم كلا الجانبين تطور المناقشات المتواصلة بشأن توقيع مذكرة تفاهم بين شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» وشركة الاحتياطي البترولي الاستراتيجي الهندية المحدودة حيث تهدف هذه المذكرة قيد الدراسة إلى تأسيس احتياطي بترولي استراتيجي في الهند تماشياً مع المصالح الاستراتيجية المشتركة لكلا البلدين واتفق المجتمعون على تسريع تنفيذ مذكرة التفاهم المذكورة.
كما ركز الاجتماع على التعاون المشترك وتحديد الفرص الاستثمارية في قطاعي الصناعات الدفاعية وأشباه الموصلات. ويعد الاستثمار في جوانب البحث والتطوير المؤثرة واحداً من أهم أسس الاستراتيجية الدفاعية لدى دولة الإمارات.
وتم خلال الاجتماع الإشارة إلى نجاح شركة أبوظبي لبناء السفن في تسليم منصات بحرية معقدة إلى عملائها من خلال تعزيز التقنيات المتطورة لديها من خلال التعاون مع شركاء صناعيين عالميين.. وتؤمن دولة الإمارات بأن من الممكن تكرار هذا النموذج مع الهند بهدف فتح السوق الهندي على المنتجات الدفاعية الإماراتية وفتح السوق الإماراتي على المنتجات الدفاعية الهندية.. وفي قطاع أشباه الموصلات حيث تتمتع دولة الإمارات - من خلال شركة «جلوبل فاوندريز» - بمكانة ريادية بما تقدمه من أحدث المنتجات من خلال مختبراتها العشرة التي تتوزع في أنحاء العالم.. وفي الهند تعمل شركة «جلوبل فاوندريز» حالياً مع مؤسسات التصميم الهندية على تطوير قطاع الملكية الفكرية وتعد جوانب التعاون هذه منسجمة مع جهود الحكومة الهندية في استقطاب الاستثمارات الأجنبية في هذه القطاعات.
واتفق الجانبان على ضرورة مواصلة المناقشات حول هذه القضايا خلال الاجتماعات المقبلة بما يفضي إلى إنهاء المحادثات على نحو يعود بالنفع المشترك على كلا البلدين.
وأكد المجتمعون أهمية تعزيز وتوسيع العلاقة الاستثمارية المشتركة بين كلا البلدين من خلال التعاون الوثيق وتجاوز المعوقات التي تقف في وجه التجارة والتعاون وطرق ترويج التجارة واضعين هدفاً لزيادة التجارة بنسبة 60 في المئة في غضون الأعوام الخمسة القادمة.
وقال سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان إن هذا الاجتماع يأتي ليؤكد تنامي الحوار والتواصل بين دولة الإمارات والهند في سبيل تعزيز العلاقات الاستثمارية المشتركة واستكشاف المزيد من الطرق لزيادة النشاط التجاري بين البلدين، مشيراً إلى فريق العمل المشترك نجح في مواءمة الجوانب الأساسية للمصلحة المشتركة في كلا البلدين، معرباً سموه عن تطلعه قدماً إلى مواصلة الحوار مع الشركاء في الهند من أجل تعزيز مكتسبات الشراكات الاقتصادية الوثيقة.