ليلى بنت حمد العامرية- الشبيبة العمانية-
إن المشاريع المتوسطة والصغيرة في السلطنة من المشاريع الناشئة التي يسعى أصحابها -من خلالها- إلى إضافة بصمة جديدة وتنوع في الاقتصاد المحلي حيث إن تلك المشاريع أصبحت كشجرة مثمرة لها نتائج طيبة يجنيها أصحابها، إلا أنه مع الأزمة الحالية التي بدأت تطوق الاقتصاد العالمي ظهرت علامات استفهام لدى بعض من انخرطوا حديثا في سلك المشاريع وبعض من هم في طريقهم لافتتاح مشاريع صغيرة أو متوسطة تتمحور حول مستقبل الاقتصاد.
7 أيام تطرح الموضوع لتستشف آراء أصحاب المشاريع الذين قضوا سنوات عديدة من العمل في المشاريع الخاصة بهم ومدى استعدادهم لمواجهة وإدارة أية أزمة اقتصادية مقبلة من خلال التحقيق التالي.
يلعب الاقتصاد دور السيادة وهو الدور الحيوي في أي بلد في العالم حيث يعتبر المقوم الأول لبناء الحضارات.
إلا أن الاقتصاد في الوقت الحالي يشكل قلقا بالغا بالنسبة للعالم حيث بدأ بالتراجع عن المستوى السابق ليعلن أن الأزمة الاقتصادية العالمية في أولى خطواتها نحو عالمنا، لذلك يرى الكثيرون من خبراء الاقتصاد في العالم ان الوضع الحالي الذي يسير عليه اقتصاد الدول ينم عن أزمة حقيقية مقبلة وأن أي أزمة يواجهها الاقتصاد العالمي الآن لن تجد حلولا سريعة أو سهلة.
وتعتبر السلطنة إحدى حلقات سلسلة العالم في النواحي الاقتصادية ورغم أن اقتصاد السلطنة يعتبر اقتصادا ناشئا إلا أن الأزمة المقبلة من المتوقع أن تؤثر سلبا على جوانب الحياة في شتى المجالات.
وبين ترقبات الجميع دون استثناء لتبعات الأزمة الاقتصادية العالمية يبقى تخوف أصحاب المشاريع الناشئة والصغيرة ينم عن قلق محاط بشيء من التفاؤل والأمل.
وحول مدى تأثر المشاريع المتوسطة والصغيرة في السلطنة بهذه الأزمة استطلعنا آراء بعض أصحاب تلك المشاريع ليعبر كل منهم عن رأيه في الموضوع ويثبت كل منهم مدى استعداده لمواجهة هذه الضائقة.
سنرفع أسعارنا
في هذا السياق تؤكد ريما الساجوانية صاحبة مشاريع "ريما المتكاملة": بالتأكيد سوف تتأثر المشاريع المتوسطة والصغيرة بالأزمة الاقتصادية المقبلة كون أصحاب المشاريع الصغيرة يلجأون إلى استثمار أموالهم في شراء بضائع ومستلزمات تلك المشاريع، لذلك فغلاء الأسعار سيؤثر على تجارتنا.
وأضافت: سنضطر نحن أيضا إلى رفع أسعار منتجاتنا التي نبيعها.. اضف إلى ذلك ان تأثير الأزمة المادية على الجميع -بمن فيهم الزبائن- سينعكس علينا أيضا وعلى دخلنا من هذه المشاريع.
وأكملت ريما قائلة: كما نرى فإن افراد المجتمع يحتاجون إلى وجود أسعار مناسبة للوضع الحالي، فارتفاع الأسعار سيؤثر سلبا على مشاريعنا وحتى على أصحاب المشاريع المنزلية الخاصة.
وحول التخطيط المسبق لتفادي أي أزمة تؤدي بالمشروع إلى الفشل أجابت: يجب الاحتياط في كل الحالات لأننا ليس لدينا علم مسبق بحجم التأثير المقبل الذي سيلحق بالمشاريع المتوسطة والصغيرة على وجه الخصوص.
وعن الإجراءات التي ستتبعها الساجوانية تفاديا لأي أزمة ستضر بمشروعها قالت: هناك بعض الأمور منها أنني سأحاول أن اشتري بعض المستلزمات التي احتاجها في المشروع بشكل أكبر وبكمية كبيرة تجنبا لأي ارتفاع في الأسعار أو أي نقص في المواد أو الخامات المستوردة.
وعن أهم الأمور التي ستحافظ على استمرار نشاط المشاريع المتوسطة والصغيرة من وجهة نظرها قالت: دعم المشاريع لبعضها قبل المطالبة بالدعم الحكومي، أي لا بد من اتحاد المشاريع العمانية معا والتعاون من اجل تخطي أي أزمة اقتصادية داخلية.
يجب إيجاد الحلول
أما نوح بن محمد البلوشي -مصمم وصاحب محل تجهيز عرسان- فيرى: أن مشروعه مشروع محلي بحت يصب في مصلحة المجتمع وخاصة فئة الشباب، لذلك لا توجد اي تأثيرات اقتصادية مباشرة على المشروع.
وعن إمكانية فشل المشروع في الظروف الراهنة يقول: الفشل يأتي عندما يتوقف المرء عن التفكير لإيجاد حلول لتطوير المشروع والتنويع في مصادر الكسب، فطالما هنالك إرادة من قبل المستثمر سيكون النجاح حليفه.
ويؤكد البلوشي على أن إطلاع أصحاب المشاريع على طلبات السوق وأحواله من اهم العناصر التي تساهم في استقرار المشروع، اضف إلى ذلك السرعة في التنفيذ وتلبية متطالب السوق.
كما يرى انه لا بد من وجود خطة للانفاق حتى لا يتسبب التاجر نفسه في خسارة تكسد تجارته.
وحول مدى استمرارية صاحب المشروع في حال الخسارة أو انسحابه يعلق نوح قائلا: لكل مشروع ظروفه التي تتحكم فيه، فقد يتوقف صاحب مشروع ما لفترة زمنية معينة وبعد ذلك يمكن أن يزاول مشروعه مرة أخرى -إن سمحت الظروف-، وهناك آخر عكس ذلك.. ولكن كما اشرت سابقا فبما أن لصاحب المشروع جدولا ماليا للانفاق يتقيد به فلا خوف من آثار الأزمة على المشروع وبالتالي لا خوف من مسألة الاستمرار.
أما محمد بن سليمان المعولي فيؤكد قائلا: أكيد سيكون هناك تأثير ولكن كون مشروعي مُهتم ومرتبط بالزي العماني اتوقع ألا يكون التأثير كارثياً ونتمنى أن يكون المقبل أفضل.
وحول الخطط التي اعتمدها لتفادي الأزمة قال: نعم بالطبع توجد لدينا بعض الخطط لتفادي هذه الأزمة منها عمل تخفيض لبعض السلع وجعلها بأسعار تمكن المستفيد من شرائها بدون تكلف، وكذلك توفير منتجات جديدة بسعر أقل.
ويرى المعولي ان الدعم من الحكومة للاقتصاد الوطني ومحاولة تنويع مصادر الدخل سيؤثر إيجاباً على سير هذه المشاريع وهذا من اهم النقاط التي يجب أن يتم التركيز عليها في الوقت الحالي.
أما عن مدى انسحابه أو استمراره في المشروع في حال تعرضه للخسارة فقال: بالتأكيد سأمضي قدماً وسأحاول بكل الطرق لحل هذه المشكلة فالانسحاب من المشروع سيكون الخيار بعد الأخير.
تجنب عوامل الضعف
أما ماجدة البلوشية -صاحبة صالون تجميل- فهي تؤكد ان هناك إمكانية كبيرة لأن تتأثر المشاريع المحلية بالأزمة الاقتصادية الحالية حيث تقول ماجدة: يجب على أي صاحب مشروع أن يبحث عما يجب عمله والتركيز على عوامل القوة وتجنب عوامل الضعف، وعليه أيضا دراس’ الجدوى الاقتصادية من المشروع قبل البدء فيه لأن ذلك سيخوله لاتخاذ القرار نحو المضي في مشروعه وإقامته أو التخلي عن الأمر والتوقف.
وترى ماجدة البلوشية ان تخفيف وتعديل بعض القوانين والرسوم من الجهات المختصة تشجع على نمو المشروع وتجنب أصحاب المشاريع الأزمة المقبلة.
وتؤكد ماجدة على دعم وتعاون الجهات المختصة لنمو اتجاه جديد وقاعدة جديدة لأصحاب المشاريع المتوسطة والصغيرة قد تزيد من ارباح المشروع. كما تقترح وجود تسهيلات تقدمها الجهات المختصة لأصحاب المشاريع المتوسطة والصغيرة.
من جهة أخرى تؤكد صاحبة صالون التجميل ماجدة البلوشية ان أي خسارة قد يتكبدها مشروعها في ظل الأزمة الحالية لن تكون سببا لانسحابها فتقول: لن انسحب لأن الانسحاب ليس الحل المناسب، وإذا قامت الجهات المختصة بدعم مشروعي سأبدأ بالبحث عما يجب عمله لإنقاذ مشروعي من الفشل.