إبراهيم محمد باداود- المدينة السعودية-
تعرف الهجرة بأنها الانتقال إلى بلد آخر بقصد المعيشة والإقامة فيه بصفة دائمة ، أما هجرة العمالة أو رأس المال فهي الاتجاه إلى مناطق الرخاء والاستقرار الاقتصادي ، كما تعرف الهجرة بأنها انتقال شخص إلى بلد جديد وهو ليس مواطناً فيه ليعيش هناك بصفة دائمة ، والبعض يعرف الهجرة بأنها الخروج من أرض إلى أخرى سعياً وراء هدف ما ، أو أنها الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام أو الهجرة في طلب العلم أو الهجرة من أرض فيها ظلم بحثاً عن الأمن والأمان .
نشرت جريدة الحياة أول أمس خبراً يتضمن تحذير أحد أعضاء مجلس الشورى من تزايد أعداد السعوديين المقيمين بصورة دائمة في الخارج ، داعياً وزارة الخارجية إلى دراسة أسباب هذه الظاهرة قبل أن تشكل تهديداً أمنياً أو معضلة اجتماعية ، وأشار عضو مجلس الشورى بأن إقامة 5% من السكان والذين يمثلون نحو مليون سعودي في الخارج خلال فترة وجيزة يعد مؤشراً لوجود خلل ما ، مطالباً بدراسة علمية شاملة لهذه الأعداد الكبيرة والذين يقيمون في الخارج إقامة دائمة أو شبه دائمة ومعرفة أحوالهم المعيشية والاجتماعية ورعاية مصالحهم وحفظ حقوقهم وتسهيل تواصلهم مع بلدهم الأصلي .
الأمر يحتاج فعلاً إلى بحث وتقصٍّ، فلماذا يهاجر السعودي من وطنه ؟ لماذا يهاجر من وطن فيه أقدس بقعتين على وجه الأرض مكة المكرمة والمدينة المنورة ؟ ولماذا الهجرة من وطن أساس الحكم فيه هو الإسلام ؟ ولماذا الهجرة من وطن فيه الأمن والأمان والعدل وأوضاعه الاقتصادية ولله الحمد مستقرة وفيه العديد من المميزات التي لا توجد في دول أخرى ؟ هل هو البحث عن مستوى من الحرية أكبر ؟ أم البحث عن فرصة عمل أفضل ؟ أم سعياً نحو مجال فسيح للتجارة وتنمية رأس المال ؟ أم هو هروب الإنسان من كل ماحوله بما فيه وطنه ؟ أم هي ردة فعل لعدم تقدير أبناء وطنه له ولإمكانياته وعلمه ؟
نعم هي قضية تحتاج إلى دراسة وتحليل فمهما كانت الأسباب فلايمكن أن يحرص مواطن على أن يهاجر من وطن يتوافد الملايين إليه حرصاً على العمل فيه والعيش على ترابه الطاهر ولايمكن أن يترك الإنسان وطنه لأن بعض الأنظمة والقوانين والخدمات ليست بالمستوى المطلوب ، فالهجرة لن تساعد في تصحيح الأوضاع بل البقاء والعمل الدؤوب والصبر هو الذي يساهم في تغيير الأحوال ،فهذا وطننا ونحن أبناؤه وهو بيتنا الذي لانقبل بديلاً عنه مهما كانت الظروف .