الوطن السعودية-
كسر عدد من الشباب حاجز العيب الاجتماعي، بتأسيسهم مشاريع خاصة ذات أرباح بسيطة دخلوا بها السوق منافسين العمالة الوافدة التي اتخذت من تلك الأعمال مصادر دخل إضافية.
بل إن البعض منهم فكر في المحافظة على البيئة قبل الحصول على المكسب والبعض الآخر وضع مشروعه بطريقته الخاصة ولا زال يفكر في التطوير.
بناء منزل
أوضح عبدالرحمن حنش الغامدي صاحب محل بيع وصيانة جوالات أن سعادته غامرة بخوض تلك التجربة غير المحسوبة، مؤكدا أنه أصبح ينفق على أسرته كاملا بل تعدى ذلك إلى بناء منزل، وتابع "لم أصادف نظرة سلبية تعيق تقدمي" بل مضى يقول "أطمح إلى إنشاء عدة فروع بعد الانتهاء من تشييد منزلي".
المحافظة على البيئة
جعفر علي شعراوي ومحمد علي عقيل شابين جامعيين جهزا سيارة متنقلة صديقة للبيئة لغسل السيارات. ويتحدث جعفر شعراوي - خريج جامعة جازان كلية العلوم الصحية تخصص فني مراقب وبائيات - عن المشروع قائلا "مشروع بسيط يدر أرباحا جيدة بسبب زيادة الطلب على ذلك"، ومضى يقول عن التجهيزات "تم تجهيز سيارة غسيل متنقلة تحتوي على جهاز صديق للبيئة يعتمد على تقنية غسيل السيارات بالبخار مع استخدام مواد عضوية ملمعة دون الحاجة إلى أي مواد صابونية". وبين أن "بداية فكرة المشروع أتت بسبب المعاناة التي يمر بها العديد من أصحاب السيارات، والأضرار التي تلحق بسياراتهم نتيجة، الغسيل العادي إضافة إلى ضعف جودة النظافة وكذلك الإسراف المبالغ فيه لكميات المياه في الغسيل العادي".
بداية بسيطة
أحمد الغامدي أشار إلى أنه طرق أبوابا عدة للبحث عن وظيفة حكومية لما تتمتع به من أمان كما يذكره محيطي الذي أعيش فيه، وعند الملل من ذلك راودتني فكرة التجارة ووجدت نفسي بائعا للخضار، بعد تأييد ذلك من أحد الزملاء، في الوقت الذي رفضت فيه أسرتي الفكرة وعيرتني بالفشل، إلا أن ذلك زادني إصرارا، وتابع "بدأت في بيع الورقيات والخضار البسيط على قارعة الطرق بداخل السوق، والآن أمتلك محلا كبيرا أبيع فيه الفواكه والخضار"، وعن نظرة أسرته قال: "بدأت تقل حدتها عما كان في السابق"، وتمنى أن يكون له شأن كبير بامتلاك أسطول سيارات تبريد للتوزيع والاستيراد من وإلى المحلات داخل وخارج المنطقة.
سعر منافس
فيما أوضح محمد عقيل - خريج جامعة جازان كليّة إدارة الأعمال قسم التسويق بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف - أن فكرة مشروع غسيل السيارات تقوم على أساسين الجودة والسعر وبعض المميزات، وهي أنه متنقّل على حسب رغبة العميل ومكانه، حيث نستخدم تقنية غسيل بالبخار وكميات قليلة جدا من المياه واستخدام مادة عضوية شمعية ملمعة دون استخدام مواد صابونية لذلك يعتبر هذا الجهاز المستخدم في غسيل السيارات صديقا للبيئة.
وكشف الشابان جعفر ومحمد أنهما يمارسان العمل بنفسيهما دون أي حرج أو خجل اجتماعي، ويجدون تفاعلا رائعا من عملائهم وإشادات، وأكدا أن أرباح المشروع في الوقت الحالي تعتبر مرضية جدا وخاصة أنه لا زال في طور التأسيس، ونسعى للتطور والتوسع وتحويل هذا المشروع البسيط إلى شركة متخصصة في العناية بالسيارات.
اجتياز العقبات
ذكر سعيد عبدالله الغامدي - بائع بمحل خضار – أن دخوله سوق الخضار كان بالأمر الصعب في ظل النظرة السلبية للمجتمع بل ونظرة أسرته، وقال "جعلتني نظرة أسرتي في موقع محير إما العمل أو التسكع في الشوارع الذي كان يفضله أهلي عن البيع في محل الخضار"، مبينا أنه استخار الله عدة مرات ثم تقدم دون الالتفات إلى الخلف"، مؤكدا على اجتيازه لكل تلك العقبات التي أعاقت مشروعه، وبعد عدة أشهر أصبح الدخل أفضل، ومضى يقول "فتحت محلا آخر وهو ما لاقى استحسان وإعجاب الأسرة"، واختتم حديثة لـ"الوطن" بقوله لن أترك هذا العمل مهما كانت الظروف فرزقي بعد الله فيه وأصبحت سعيدا بذلك.
بيع السمن والموز
فضل عبدالمجيد حسن – من محافظة أبوعريش - المكوث في سوق أبوعريش 10 سنوات لبيع الموز والسمن، للحصول على مصدر رزق، يؤمن به احتياجاته واحتياجات أسرته.
وعن تجربته قال "إن كل الطرق التي سلكتها سابقا للحصول على وظيفة باءت بالفشل"، مشيرا إلى أنه اتبع طريق والده واقتفى أثره بتخصيص مقر دائم له بالسوق، لبيع الموز والدقيق والسمن، لإعداد وجبة المرسة، التي تعتبر الأكلة الشعبية المفضلة في منطقة جازان، مضيفا أن دخله اليومي والشهري يفوق رواتب بعض الموظفين، وهو ما أدى إلى عدم تفكيره بالبحث والحصول على وظيفة.
وبين عبدالمجيد، أنه لا يكترث لنظرة الناس إليه، مؤكدا أنهم كانوا ينظرون إليه باستغراب سابقا، وأنه في الوقت الحالي يشجعونه على الاستمرار في البيع وعدم التفكير في البحث عن وظيفة، لأن ما قام به يعد فخرا للشباب الذين لم يركنوا للبطالة والكسل.