سالم بن أحمد سحاب- المدينة السعودية-
حسب هذه الصحيفة الغراء (20 مارس) فقد ذكر الدكتور الاستشاري/ محمد بسام قاره مدير إدارة الطب الشرعي في صحة المدينة المنورة أن مركزه الموقر قد استقبل خلال 16 شهرًا فقط 144 حالة اعتداء جنسي على الذكور والإناث، وقد تم الكشف عليها! إنها جرائم فظيعة تتم بمعدل 9 حالات شهرية! طبعا ذلكم ما استقبله المركز! فكم يا ترى لم يستقبل؟ كم من أضعاف هذه الحالات تعيش حالات اعتداء دورية أو ربما يومية، ولا يعلم أحد عنها إلاّ الله والمجرمون والضحايا!!
أولًا لنعلم أننا لسنا مجتمعًا ملائكيًا بالضرورة، حتى لو كان الجوار هو القبر النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم. لكن من المسلم به أن كثيرًا من التغيرات التي يمر بها المجتمع هي سلبية في عمومها! ومن أشدها تأثيرًا الانفتاح الإعلامي الهائل الذي ينقل إلينا كثيرًا من مساوئ الآخرين وقليلًا من حسناتهم.
هذا الإغراق الفضائي العفن عبر التلفزة وعبر الشبكة العنكبوتية لن يزيد الطين إلاّ بلة، والله نسأل ألاّ يزيد هذه الاعتداءات الفظيعة عددًا. أما كيف السبيل إلى تقليصها والحد منها سواء ما عُلم منها وما لم يُعلم، فذاك مشوار قصير لمن أراد الله به خيرًا.
البداية داخل الأسرة التي يعيش فيها الطفل حيث يؤكد الخبراء والعلماء على أهمية تثقيف الطفل بما يكفي لمنع اعتداء من هذا النوع، فلا يستسلم ولا يتردد في إبلاغ والديه عند أول حادثة، مهما كان شأن المعتدي! وعلى الوالدين تصديق الطفل وعدم السخرية منه، وألاّ يقل رد الفعل عن السعي إلى التثبت من صدق الطفل واعتباره صادقًا، ولعلّ تربية الطفل على فضيلة الصدق دائمًا هي أولى خطوات النجاة.
والحذر واجب كذلك من الأقرباء البالغين الأباعد الذين يكررون زياراتهم للأسرة ويتوددون على غير عادة إلى هذا الطفل أو ذاك.
وأما الشارع والبقالة المجاورة والسائق صاحب النظرات الزائغة، فمظان السوء بها أولى، والحذر منها أوجب، والخوف منها على الطفل أولى.
وأخيرًا فلا بد من عقوبة مغلظة مشددة تردع وتمنع وتعظ.
والله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين.