خالد السليمان-عكاظ
أصبحت أخبار ومشاهد الشجار والضرب والطعن بالسكاكين والسواطير وحتى إطلاق النار في مجتمعنا متكررة، بل إن الجرأة على الشروع في القتل باتت لأسباب تافهة لا يردعها وازع ديني أو اجتماعي !
وفي المجتمعات التي يتوحش بعض أفرادها ويتحولون إلى قنابل متفجرة وأدوات مؤذية للآخرين يكون حزم القانون الرادع الوحيد الذي يكبح جماح العنف والفوضى ويحمي المجتمع من التحول إلى غابة يأكل فيها القوي الضعيف !
ورغم أن القانون عندنا لا يتسامح مع مثل هذه الأحداث، وينال مرتكبو جرائم الاعتداء بالضرب أو القتل غالبا جزاءهم، إلا أن بروز هذه الظاهرة في مجتمع تحكمه عادات وتقاليد وأعراف دينية واجتماعية متجذرة يدعو للتوقف والتامل !
فليس من الطبيعي أن يطلق أحدهم النار على شخص أو يطعنه بسكين أو يهوي على رأسه بساطور مهما كان سبب الخلاف كبيرا في دولة يحكمها القانون، فكيف عندما تكون الأسباب تافهة في مجتمع تحكمه أيضا أعراف دينية واجتماعية حميدة، وتؤدي النتيجة بالجاني إلى خسارة حياته في ساحة القصاص أو فقدان حريته خلف قضبان السجن؟!
ظاهرة «التوحش» التي يفترض أن تنحسر مع ارتفاع مستوى وعي المجتمع بفضل ازدهار التعليم وتطور وسائل الإعلام الجديد وانفتاح التواصل الاجتماعي، نجدها للأسف على العكس تتزايد بشكل يستعصي علي فهمه أو تفسيره، فهل من إجابات عند أهل الاختصاص قبل أن يجد المرء نفسه يوما في طريق رصاصة طائشة أو سكين عابرة أو ساطور منفلت!