يشهد مجال التسول تطورا سريعا يتواكب مع تطور الزمن، وأصبح هناك ما يدعى بالتسول الإلكتروني وعبر الإنترنت، فالمتسولون يستغلون أوقاتا ومناسبات معينة كشهر رمضان المبارك ومناسبات الأعياد والمناسبات الوطنية يستدرون الرأفة والعطف بحكايات وقصص كاذبة ويستعرضون ثبوتات طبية مزورة عبر إيميلاتهم.
وهناك مواقع غريبة ومتخصصة لتعليم فن التسول عن طريق دورات إلكترونية لتعلم التسول بالسحر وكيفية سلب الآخرين أموالهم برضاهم، وكيف تجعل الناس يعطونك ما لديهم من مقتنيات ثمينة، وهذه المواقع تخدم المتسولين والذين يسمون بعملاء المهنة ويجد المتسول كل ما يحتاجه في هذه المواقع من أساليب جديدة ومتطورة.
أساليب جديدة للاحتيال
تروي أم طلال موقفا تعرضت له في أحد محلات الماركات العالمية وأثناء وقوفها للمحاسبة وإذا بامرأة واقفة خلفها تشير لها وتطلب منها وهي مترجية أن تحاسب عنها قيمة ما تحمله من بضاعة فاستفهمت عن السبب وكان موسم عيد لكنها عادت تطلب مني ذات الطلب وتشير إلى صبي تحمله على كتفها وهي فقيرة وتشتري لطفلها لبس العيد، فقلت لها إن هذا المحل غال الثمن كونه ماركة ونصحتها أن تشتري من محلات معينة رخيصة الأسعار لكنها لم تتركني وظلت ترجوني حينها أحرجت خاصة أن الناس كانوا يشاهدوننا وهم متعجبون فدفعت عنها مبلغ الشراء على مضض وبعد مراقبتي لها رأيتها تعاود الدخول لذات المحل وأعادت ما اشترته واستلمت قيمته نقدا فعرفت أنها محتالة وتحتال على الناس بهذه الطريقة لأنها دخلت محلا آخر لتعاود الكرة وتحصل على المال لذلك هي تتعمد الدخول إلى محلات غالية الأسعار لتحصل على مال أكثر حين إرجاع البضاعة بهذا الأسلوب الذي تتبعه.
تسول الفتيات
وتقول أم محمد: إنها أثناء خروجها من المجمعات التجارية غير المخصصة للعائلات فقط والتي يسمح للشباب بدخولها ترى دائما عند مقربة البوابات فتيات يلبسن أجمل العبي ومتلثمات ومكتحلات العينين ويوقفن السيارات التي بها شباب مستغربة من هذا التصرف غير اللائق والغريب على مجتمعنا وعاداتنا المحافظة، وقد شدني الفضول لمعرفة ما يحدث فاقتربت أكثر من هؤلاء الفتيات وما اكتشفته شيء يدعو للغرابة لأن كل واحدة من هذه الفتيات متخصصة في تسول شيء معين فواحدة تطلب المال وثانية تطلب جوالات وشرائح اتصال وثالثة تطلب اصطحابها لداخل المجمع لتشتري ما تشاء على حساب الشاب وهؤلاء الفتيات جريئات للغاية إذ لاحظن انتباهي وملاحظتي لهن ولكن هذا لم يمنعهن ولم يرتبكن.
تسول الآيس كريم
ويروي ماجد العبدالعلي موقفا طريفا حدث له أثناء ذهابه إلى أحد مطاعم الوجبات السريعة، إذ فاجأته امرأة سمينة تطلب منه طلبا غريبا وهو أن يشتري لها وجبة من المطعم لأنها ستموت من الجوع وقد لبى طلبها من باب الحسنة ولكنها بعد تناولها للوجبة عاودت تطلب منه آيس كريم، عندها تصور أن هذه المرأة مختلة عقليا وذهب للإدارة والتي أخبرته بأنه مشهد مألوف ويتكرر بشكل شبه يومي في شهر رمضان.
ويقول أحمد الصالح: شاهدت مجموعة من الأطفال متجمعين في أحد المتنزهات العامة وملابسهم بالية لكنهم كانوا جميعا يقومون بحركات بهلوانية غريبة نوعا ما، وكان أحدهم يجمع المال من الناس المتفرجة والبعض كان يدفع بعض الريالات والبعض الآخر تفرج فقط دون أن يدفع.
مكافحة التسول
في المقابل أطلقت مكافحة التسول وشرطة المنطقة الشرقية، منذ بداية شهر رمضان حملات مكثفة على عدد من الأسواق والمحلات وأماكن التجمعات الشبابية، لضبط المتسولين الذين يتوزعون على مختلف المدن والأحياء في المنطقة الشرقية، وأعدوا خططا لتتبع المتسولين والكشف عن هوياتهم.
وأكدت شرطة المنطقة الشرقية، أنه تم الاتفاق والتعاون مع النساء في الجهات الأمنية من أجل متابعة المتسولات ومساعدة مكافحة التسول والشرطة في عملية القبض على المتسولات والكشف عنهن وتفتيشهن، وهناك كثير من المتسولين ممن ينتحلون شخصية المرأة ولبس العباءة من أجل التحايل والتسول.
ودعت الشرطة المواطنين لعدم التعاون مع هذه الفئة إلا من خلال القنوات الموجودة عن طريق الجمعيات الخيرية وجمعية البر وأن يكون للناس دور في توجيه المتسولين وعدم إعطائهم الصدقات لأنهم لا يستحقونها من أجل الحد من هذه الظاهرة.