تتصدر دول الخليج في كثير من الدراسات والإحصاءات الطبية والاجتماعية في نسبة البدانة، وتختلف النسبة بحسب الجهة المُعدة للدراسة، إلا أن تقريراً أخيراً نشرته مجلة "ذا لانسيت" الطبية البريطانية، وضع السعودية ثالثة في ترتيب أكثر الدول كسلاً، ما أثار اهتمام المجتمع الخليجي، الذي غرّد على وسائل التواصل الاجتماعي بمنشورات تهكمية وفكاهية، لم يغب عنها النقد.

التقرير الذي أعادت نشره صحيفة الوطن السعودية، وتابعه المواطنون باهتمام، أكد أن نسبة الخمول البدني في السعودية بلغت نحو 68%، فيما تضمنت القائمة 20 دولة، منها صربيا، والأرجنتين، والكويت، وبريطانيا، والإمارات، وماليزيا، واليابان، والعراق، وتركيا، وإيطاليا، وإيرلندا، وجنوب إفريقيا.

ويؤثر الكسل بطبيعة الحال في ارتفاع معدلات السمنة في المملكة، حتى باتت تنافس أو تتجاوز نظيرتها في الولايات المتحدة، (التي كانت تتصدر دول العالم في معدلات السمنة حتى منتصف العام 2014).

وبدأ المغردون السعوديون بنشر نصائح وتوصيات للمساهمة بتخفيف الوزن؛ عبر اتباع حميات غذائية، مع الالتزام بالرياضة والحركة، وذلك باستخدام وسم "#السعودية_الثالثة_في_السمنة".

أما قسم كبير من المغردين فقد اتخذ من التهكم والسخرية باباً للفت نظر المتابعين إلى ما وصل إليه الحال في المملكة، وأن الوضع لم يعد قابلاً للتغيير.

ووفقاً لمؤسسة (YouGov) فإن معظم السكان في دول مجلس التعاون الخليجي على بينة من التداعيات الخطيرة التي تسببها السمنة، وعلى وعي كبير بها، فإن نمط الحياة، وعادات الأكل التي يمارسونها، لا تعكس ذلك.

الكسل يتسبب بخسائر باهظة

يصف تقرير مجلة "ذا لانسيت" تكلفة الكسل في عدد من الدول بأنها ضخمة، وقدر التكلفة في الولايات المتحدة فقط بنحو 27.8 مليار دولار، في حين أن التكلفة العالمية تصل إلى 67.5 مليار دولار، لدول الخليج نصيب منها.

وأخذت الدراسة بعين الاعتبار الخسائر الإنتاجية، وتكاليف الرعاية الصحية، ومعدل السنة الحياتية للإعاقة لمُختلف الحالات المُتعلقة بالخمول.

ويحذر مختصون من الآثار المستقبلية للسمنة الناتجة عن الكسل وترك الرياضة، في أن 70% من الأطفال ذوي السمنة معرضون إلى عامل مخاطرة من عوامل الإصابة بأمراض القلب والشرايين، و39% معرضون لعاملي مخاطرة أو أكثر، ومعرضون أيضاً إلى زيادة خطر الإصابة بضعف تحمل الغلوكوز، والأنسولين، وسكري النمط الثاني (T2DM)، ومواجهة مشاكل في التنفس، كتوقف التنفس أثناء النوم، والربو، والإصابة بمشاكل في المفاصل، واضطرابات عضلية، وأمراض الكبد الدهني، والمرارة، وأخيراً فالأطفال والمراهقون الذين يعانون من السمنة هم أكثر تعرضاً للمشاكل الاجتماعية والنفسية، مثل فقدان الثقة بالنفس.

تويتر_