حذر الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، مفتي عام السعودية رئيس هيئة كبار العلماء، الشباب المتزوجين من التسرع في الطلاق، داعياً إلى التمهل وألا يكون الحل الأقرب لديهم عند حدوث المشكلات والاختلاف، حيث إن ذلك تسبب في زيادة نسب الطلاق.
وأضاف: "يأتي لنا في الإفتاء شباب متسرعون في الطلاق، ويشتكون من عدم معرفتهم بأحكام الطلاق، ويطلبون التخليص والرجوع، وذلك بسبب التساهل فيه وإساءة استخدامه، فالطلاق شرعه الله بعد أن يكون كل من الزوجين قد استنفدا جميع وسائل الإصلاح بينهما، وتعذرت الأمور فهنا شرع الطلاق بالمعروف، وأن يعطي الرجل حق زوجته ولا يظلمها ولا يسيء إليها ولا يشهر بها".
وأكد خلال حديثه في برنامج نور على الدرب، أن على الشاب عدم التسرع في الطلاق، معتبراً ذلك خطراً عظيم، وأنه يهدم البيوت ويشتت الأبناء ولا يلجأ إليه إلا عند استحالة العيش، وأن على الرجل الصبر والتحمل وكذلك المرأة.
وأشار آل الشيخ إلى أن الإسلام أوصى الرجل بالمرأة والتعامل الحسن معها، والرفق بها، فهي أمانة في عنق الرجل، مستشهداً بقول النبي ــ صلى الله عليه وسلم: " واستوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، إن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج، استوصوا بالنساء خيراً".
ودعا إلى عدم الاستعجال في الطلاق لمجرد وقوع الخلاف والنزاع، لافتا إلى أن الأفضل حل المشكلات وديا داخل نطاق الأسرة والمصلحين من الأهل، بدراسة المشكلة دراسة متأنية نابعة عن رحمة ورأفة وبإخلاص ودون تحيز لأحد الطرفين، مبينا أن الترافع إلى المحاكم لا ينبغي إلا في الحالة القصوى عندما يتعذر الأمر، فإذا أمكن إنهاء الخصام بين الأهل فهو أولى، لأن الطلاق يؤدي إلى تشتت الأولاد.وقال إن للزواج مكانة رفيعة في الإسلام وهو سنة الحياة واستمرار النوع البشري حتى يرث الله الأرض ومن عليها، مفيدا بأن الزوجين بعضهم سكن لبعض وأنس وتعاون في ما بينهما لبناء بيت تغمره السعادة، وكذلك له أثر عظيم في إرواء الغريزة بالطرق الشرعية، كما أن الشرع لم يأت لكبت تلك الفطرة بل أقرها ونظمها التنظيم العادل، بعيداً عن الرذائل والانحراف ووساوس الشيطان.
وكالات-