مجتمع » ظواهر اجتماعية

#المشروبات_الغازية_أهلكتنا

في 2016/08/25

باتت المشروبات الغازية جزءاً لا يتجزء من موائد الطعام في العالم، وفي دول الخليج العربي ترافق علب "البيبسي" وغيرها الوجبات الدسمة الممدودة أوقات الغداء والعشاء، رغم علم الجميع بأضرارها الصحية، إلا أن حملة انطلقت مؤخراً على وسائل التواصل الاجتماعي كشفت حجم الوعي المجتمعي بتلك الأضرار، وبيّنت أن إدمانها أصبح سمة عامة.

وأطلق مغردون عرب ومن دول الخليج بشكل أكبر، وسم "#المشروبات_الغازيه_اهلكتنا" على موقع "تويتر"، وانهالوا بنصائح حول أضرارها ومعاناتهم معها، ورصد "الخليج أونلاين" الآلاف من التغريدات المحذرة من تناولها.

ووصفوا المشروبات الغازية بأنها تشكل خطراً مبكراً على الأطفال، مطالبين الآباء بإبعادهم عنها؛ فهي سبب مباشر لأمراض السمنة المفرطة.

واعتبرها مغردون سبباً لأمراض السكر، التي يصاب بها الملايين في العالم، إضافة إلى عدم قدرتهم على تركها بعد الإدمان الذي أصابهم.

وكانت دول الخليج قد اتفقت مطلع العام 2016، على فرض ضريبة انتقائية بشكل موحد تشمل المشروبات الغازية بنسبة 50%، ومشروبات الطاقة بنسبة 100%، والسلع ذات الطبيعة الخاصة بسقف أعلى يصل إلى 100% إضافة إلى التبغ، وينتظر أن تقر الاتفاقية مطلع 2017.

ومنذ أبريل/نيسان الماضي، يتجه المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي، لإصدار تعميم مبادرة وزارة الصحة السعودية بمنع المشروبات الغازية ومكائن الحلويات والوجبات السريعة (fast food)، غير الصحية، في جميع مرافق المستشفيات.

وأعلن المدير العام للمكتب، توفيق بن أحمد خوجة، أن هذا التوجه يسهم في نشر ثقافة درء المرض ومسبباته، والحد من تنامي مؤشرات الخطورة في المجتمع، وتفعيل التوجهات العالمية الصادرة من منظمة الصحة العالمية في ما يخص خفض معدلات الأمراض غير المعدية، مثل السكري والسمنة وضغط الدم وارتفاع الدهون في الدم وأمراض القلب الوعائية.

وتشير عديد من الدراسات إلى مسؤولية المشروبات الغازية في مضاعفة حالات السمنة لدى مجموعات الأعمار وأفراد المجتمع كافة، ولا سيما الأطفال والمراهقين، خلال السنوات العشر الماضية، في وقت تسجل دول الخليج نسباً هائلة من السمنة.

وأكدت دراسة أمريكية حديثة أن تناول مشروبين غازيين في اليوم من شأنه أن يدمر الكلى.

وبينت دراسة أجريت في جامعة أوساكا اليابانية، أن نوع السكر الموجود في المشروبات الغازية يرفع مستوى الأملاح في الدم. في حين بينت دراسة أخرى أن المشروبات الغازية تجعل الكلى تتخلص من كمية كبيرة من البروتين الذي ينبغي ألّاَ يُتخلص منه بكميات كبيرة؛ وهو ما يسبب زيادة الـ"بروتنوريا" في البول.

ويعتقد البعض أن ضرر المشروبات الغازية يتوقف عند حد الإصابة بالسمنة، قبل أن تكشف دراسة حديثة أن تناول المشروبات الغازية المحلاة بالسكر بانتظام، يمكن أن يؤدي إلى إصابة الخلايا المناعية بالشيخوخة المبكرة، وترك الجسم عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة، بطريقة مشابهة لآثار التدخين.

وأشارت صحيفة "ديلي ميل "البريطانية، استناداً إلى نتائج دراسة أجريت عام 2010، إلى أن المشروبات الغازية تقضي سنوياً على حياة 200 ألف شخص، حيث اتضح أن سبب موت 133 ألفاً منهم كان مرض السكري، و44 ألفاً أمراض القلب و6 آلاف بسبب السرطان؛ وذلك نتيجة الإكثار من تناول المشروبات الغازية المحتوية على نسبة مرتفعة من السكر.

ومن الأسباب التي تدفع عشاق المشروبات الغازية إلى تركها، أنها تؤدي إلى خفض مستويات الكالسيوم وارتفاع مستوى الفوسفات في الدم؛ وهو ما يسحب الكالسيوم من العظام ويؤدي إلى تكون عظام فقيرة، خاصة عند الأطفال، ويمكن أن يؤدي هذا لاحقاً إلى هشاشة العظام، أو عظام هشة وضعيفة.

كما تؤدي لجعل الإنسان عرضة أكثر لخطر مشكلات الأوعية الدموية، فبتناوله علبة مشروب غازي واحدة يومياً، يتعرض لخطر الإصابة بأمراض القلب، حيث تزيد الدهون في منطقة البطن ومستوى الكولسترول في الجسم.

وتُغطى علب المشروبات الغازية بمادة تسبب اختلال الغدد الصماء، وهي مادة ثنائي الفينول التي ترتبط بأمراض كثيرة مثل القلب والسمنة فضلاً عن مشكلات الإنجاب.