مجتمع » ظواهر اجتماعية

التعصب للرأي والتطرف الفكري خطر عظيم

في 2016/08/26

هناك خلل ما يعاني منه بعض أفراد مجتمعنا؛ عندما صوَّر له تفكيره المتطرف بأنه من حقه تغيير الواقع بالقوة الجبرية، مدّعيًّا أنه يُغيِّر منكرًا، ويُعيد حقًا، ويقيم معروفًا تم التعدي عليه من الطرف الآخر المخالف له.

عن أي منكر يتحدَّث، رجل يقتل شخصًا بسبب شيلة أو أغنية في مناسبة فرح؛ تتحوَّل بفعل متطرف إلى مأتم وعزاء وحزن، فُقد فيه إنسان بدون وجه حق، واعتدي عليه أمام الناس في محفل كبير.

هذا خطر عظيم يتهدد مجتمعنا من قبل فئة لا تقبل التعايش مع الآخرين، إلا إذا أجبرتهم بالقوة والتسلط الذي يصل إلى حد القتل، وقامت بفرض رأيها؛ ليس من حق هؤلاء أن يُغيِّروا واقعنا المعتدل المتسامح، فإن لم يرقَ لهم ما يُمارسه السواد الأعظم من المجتمع في أفراحهم ومناسباتهم، وأعيادهم ومهرجاناتهم، التي لا يقترف فيها حرامًا يُذكر إلا في خيالاتهم المريضة نقول لهم بصوتٍ مرتفع: ابقوا بعيدًا، وعيشوا حياتكم التي ارتضيتم، ودعونا نحيا حياتنا، وأنا كذلك وغيري ممن ينادون بصوتِ العقل والحكمة، إن لم تعجبني مناسبة اتركها، وأعود إلى بيتي وأهلي، وادع أصحاب الشأن يُمارسون حقهم في حياتهم الخاصة بعيدًا عن الوصاية على الآخرين، فتلك حريات شخصية قد انتهكت، ووصل الحد إلى دماء سُفكت، أم أن هؤلاء المتطرفين لم يعوا حقًا حرمة الدم المسفك بدون وجه حق، حتى تضاهي حرمة المسلم حرمة البيت العتيق.

ما تراه أنت منكرًا، يراه غيرك من المباحات، والتي اختلفت فيه الآراء، كفانا حقدًا على الحياة، وعلى من يريد أن يعيشها ببساطة وبسلام وأمان وسعادة. فالتشدد مآله وخيمة، حيث يُنفِّر من الدين، وقصص التطرف والإلحاد لا تخفى على أحد، فالحذر من تسلط هؤلاء، لأني أريد لأبناء وبنات الوطن حياة سوية بعيدًا عن الغلو والتشدد.

دعاة الكراهية والحقد والبغضاء والموت وكراهية الحياة: اتقوا الله في أنفسكم ومجتمعكم، وللتذكير ونحن في شهر من الأشهر الحرم، وأنا أُحرِّر كلماتي هذه، تذكَّرت قول نبي الرحمة المهداة رسول السلام والمحبة والاعتدال والوسطية في خطبة حجة الوداع يقول عليه الصلاة وأتم السلام: (إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد).

فهل من متعظ واع مُدرك لخطورة هذا التطرف الفكري؛ الذي لا يرتضيه عاقل مؤمن؟!.

منى يوسف حمدان- المدينة السعودية-