مجتمع » ظواهر اجتماعية

مهرجان (الرضاعة).. في الصيف ضيعت اللبن!

في 2016/08/27

خيبت فعاليات الرضاعة ومنشدي «البلاي باك» آمال الحالمين بصيف رطب في الداخل يجنبهم غلاء الأسعار في الخارج وأعبائه المادية والمعنوية.

وعكس ما تم تقديمه من فعاليات في صيف هذا العام استهتارا بالمتلقي وانكفاء على مرحلة مازالت في بدايتها يترجمها مصطلح «الرضاعة»، في وقت كان يعول كثيرون على دور فعال لرئيس هيئة الترفيه السعودية أحمد الخطيب بأن ينقل الفعاليات من مهدها إلى شبابها وعنفوانها لتترجم الترفيه شكلا ومضمونا بدلا من مسابقات رضاعة كالتي حدثت في عرعر والأحساء وحفلات منشدي الشيلات التي داهمت بقية المدن لتذوب في مرارتها حلاوة الحفلة اليتيمة التي أطرب بها فنان العرب محمد عبده رواد سوق عكاظ.

تصدر رضاعة الكبار للعناوين لم يكن جديداً على المجتمع السعودي، إذ لم تمض نحو سبعة أعوام على الجدل الشعبوي الذي لقي رواجاً داخل المجالس السعودية، بعد فتوى أجازت رضاعة المرأة الأجنبية للكبير «بطرق مناسبة»، ليعود جدل إرضاع الكبار مرة أخرى، ولكن هذه المرة بتطبيق عملي وطريقة مختلفة ضمن فعاليات الصيف في مهرجانات عرعر والأحساء،خيبة آمال السعوديين في مهرجاناتهم لم تقف على حدود رضاعة الكبار على المسارح فحسب، بل تجاوزت أبعد من ذلك، بعد أن استبدلت الكثير من لجان المهرجانات الصيفية الحفلات الغنائية والعروض المسرحية باستضافة العديد من منشدي الشيلات السعوديين، الذين علت أصواتهم ومؤثراتها «الجيتارية» ذات الصبغة الإسلامية، حسب وصفهم، فوق مسارح المهرجانات دون أي احتساب للاختلاط أو نشوة الطرب، بعد أن عمد المنشدون على تقديم شبهاتهم على المسرح، بطريقة «البلاي باك»، خوفاً من أن يقلل نشازهم الطبيعي من أفق توسعهم أو أن يقلل من جماهيرهم الذين اعتادوا على سماع أصواتهم مصحوبة بالصدى والتعديل المكساجي، والتي لقيت قبولاً لدى التيار المتدين السعودي، فيما عدا «حادثة السلك» والتي قطعت بها سيدة سعودية محتسبة السلك عن إحدى سماعات متنزه الردف في الطائف، بعد أن علا صوتها بالشيلات داخل المتنزه.

أنشطة جاءت دون المتوقع، وفعاليات لم تستطع أن تشجع المواطن السعودي على الاكتفاء بالسياحة الداخلية، دون السفر إلى الخارج.

ويعول الكثير من السعوديين استبدال خريطة الترفيه والفعاليات الصيفية في العام القادم على رئيس هيئة الترفيه أحمد الخطيب التغيير الجذري في محتوى المنتج الترفيهي المقدم للمواطن السعودي، وسط تساؤلات عديدة عن هوية هيئة السعادة السعودية التي لم يظهر لها أي معلم يحدد خريطة الطريق لعملها بعد أن مضى نحو خمسة أشهر على إنشائها، ولسان حال لوى الاستفهام فيه علامة التعجب من فعاليات صيف هذا العام، بهل سيستطيع الخطيب فطم فعاليات الصيف من رضاعة هذا العام، أم أن حِمل الترفيه الثقيل سيحول دون ذلك؟!

وكالات-