مجتمع » ظواهر اجتماعية

مهرجانات للتهريج

في 2016/08/30

اكتسح المشهد ومواقع التواصل الاجتماعي أحد المهرجانات الصيفية بفعاليته المسكونة بالدهشة «اللي يرضع أكثر يفوز»! وتسابق المواطنون مشكورين بتحميل تلك الفعالية عبر الفيديو وإنشاء وسم خاص يليق بها في تويتر لمساندة هيئة الترفيه المسافرة في جلب السعادة وغرس الضحكة على الوجوه. وإلى من لم يشاهدوا تلك الفعالية المبهرة الصادمة بعد أقول: «فاتك نصف عمرك» فاللحظات المدهشة لا يجب أن تمر مرور الكرام.

هكذا تكتمل فداحة الحكاية، رجال «طول بعرض» ينبطحون على المسرح يتسابقون لشرب الحليب! وقد ألتمس لهم العذر إذا كانت تلك الفعالية دعما لجهود وزارة الصحة في الحث على شرب الحليب نصرة لنداءات الكالسيوم! لكن ما جرى ببساطة «حتة وسطانية» في بحر تهريج المهرجانات الصيفية المتناثرة في أرجاء المدن والمحافظات.

أية خطيئة ارتكبناها ليكون قدرنا الترفيهي إما بعروض الثعابين والعقارب الخطيرة أو شرح عذابات القبر وتكفين الأموات أو التسابق لشرب الحليب أو شد الحبل، ألا يوجد حل وسط! غاب التخصص وغادرت المهنية فأنتجت تهريجا وإسفافا جعلنا أهدافا لفوضى الاجتهادات الفردية! يبدو بأن هيئة الترفيه تحتاج لإعادة تعريف شاملة لكل من سيعملون بأذرع الهيئة والمهرجانات بالمعنى اللغوي والاصطلاحي لمفردة «ترفيه» لكي تتوازن الأفعال مع الكلمات.

خجلت كحال الآخرين وثرت لذائقتي وكرامة لعقلي من رؤية تلك المناظر التي تتكرر باستمرار بحجة زراعة البسمة وأطالب بإيقافها حتى تجد هيئة الترفيه مقرا لها وتباشر أعمالها لكي ترفه عنا وتضحكنا لأن الضحك «الانبساطي» لما يعرض حاليا في المهرجانات المقامة في الصيف يحتاج من وجهة نظري المتواضعة لواسطة وحبة خشم لكي أرشي عضلات وجهي لابتسامة خاطفة وسريعة، أما الضحك «الانقباضي البكائي» فهو أمام مهرجان أقيم بعيد الفطر المبارك الجوائز المحفزة للزوار تذكرة سفر لدولة خليجية مجاورة يعني «حط رجلك» يا عزيزي!

فهد المرسال- مكة السعودية-