مجتمع » ظواهر اجتماعية

الأمية في الخليج.. السعودية تتصدر والإمارات في ذيل القائمة

في 2016/09/09

احتلت السعودية المركز الأول بين دول مجلس التعاون الخليجي، في نسبة الأمية، في الوقت الذي جاءت الإمارات في المركز الأخير بين الدول التي تعاني من الأمية.

وتحتفل الأسرة الدولية، باليوم العالمي لمحو الأمية، في 8 سبتمبر/ أيلول من كل عام، بعد أن أقرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلم «يونسكو»، في مؤتمرها الرابع عشر في باريس عام 1966.

ويهدف احتفال «يونسكو»، والدول الأعضاء والمنظمات الدولية والإقليمية والوطنية المعنية الحكومية وغير الحكومية بهذا اليوم سنويا إلى تعبئة الرأي العام، والتذكير ولفت الانتباه، بأهمية مراجعة الجهود وبذل المزيد منها في سبيل القضاء على الأمية، والتخلص من آثارها السلبية والانطلاق باتجاه إرساء نظام متقدم ومتطور لتعليم الكبار.

السعودية

بلغت نسبة الأمية في السعودية، خلال الأعوام الماضية بين الذكور 3.75%، فيما كانت بين الإناث 9.92%، وذلك بحسب آخر احصائية لوزارة التعليم، العام الجاري.

وبحسب صحيفة «الحياة»، الشهر الماضي، كان مجتمع الجزيرة العربية قبل توحيدها في غاية التأخر والتفكك والتناحر، وكان الجهل والأمية منتشرين، وكان تعليم المرأة محدوداً وبشكل ضيق، وكانت الأسر تمنع بناتهن بسبب الأعراف، وحاولت الدولة العثمانية في أواخرها تأسيس مدارس في مكة المكرمة، إذ كانت تستهدف تعليم اللغة التركية والرياضيات والتاريخ، ولغة التعليم كانت التركية، ولأنها كانت كذلك لم يكن هناك إقبال عليها، وتوالت بعدها المدارس الأهلية بجهود فردية، لكنها كانت قليلة وضعيفة.

إلا أنه بعد توحيد المملكة وتأسيسها، حرص الملك الراحل «عبدالعزيز آل سعود»، على توطين البدو وبناء الهجر والقرى، وتزويدها بالعلماء والمشايخ والدعاة لتعليم الناس، واعتبر هذا مشروعاً لمحو الأمية، وأيضاً أسهموا في نشر التعليم من طريق فتح المدارس الأهلية للبنات بدعم من الحكومة التي أسهمت بصرف المساعدات المادية.

وكانت المشكلة تتمثل في انتشار الأمية بين النساء، واهتمت الدولة بمكافحة الأمية وتعليم الكبار، وذلك لأجل رفع مستوى الفرد السعودي وتعميم الثقافة بين أفراد المجتمع، ووضع منهج مكافحة الأمية وتعليم الكبار، إذ كان أول ظهور لنظام يختص بتعليم الكبار في المملكة عام 1957.

ونجحت المملكة في تحويل نسبة الأمية التي كانت عام 1972 أكثر من 60%، لتنخفض إلى 4%، بينما وصلت نسبة الالتحاق في المدارس إلى 98.7%.

قطر

وقبل يومين، أعلنت قطر تحقيقها انجازا لافتا في مجال محو الأمية وتعليم الكبار، بعدما وصلت النسبة للطلبة في سن التمدرس صفر%، وما فوق هذه السن 2.4%.

وقال «السيد علي جاسم الكواري» رئيس قسم تعليم الكبار بوزارة التعليم والتعليم العالي، حينها، إن «دولة قطر التي بدأت مبكرا في مكافحة الأمية وبالتحديد منذ خمسينيات القرن الماضي، لا تزال مستمرة على هذا النهج الذي أدى إلى نتائج ملحوظة ومرموقة».

وأضاف «الكواري» أنه «نسبة لما تحقق من إنجاز على هذا الصعيد وانخفاض أعداد الدارسين، فقد تم تقليص مراكز محو الأمية وتعليم الكبار إلى 8 مراكز فقط (5 للنساء و3 للرجال)، علما بأن أغلب المدارس النهارية بها فصول ونظام لمحو الأمية وتعليم الكبار».

ونوه رئيس قسم تعليم الكبار بوزارة التعليم والتعليم العالي، بوجود مسارين لتعليم الكبار في قطر، أحدهما يعنى بالدراسة عن طريق المنازل، والآخر للفترة المسائية اختياريا لمن يتوفر له الوقت.

يشار إلى أن السلم التعليمي لنظام تعليم الكبار يتكون من ثلاث مراحل، موزعة على عشر سنوات، وتشمل محو الأمية والمرحلة الابتدائية، أربع سنوات، والمرحلة الإعدادية ثلاث سنوات ثم المرحلة الثانوية، ثلاث سنوات أيضا.

وتأسس أول مركز لتعليم الكبار ومحو الأمية في قطر، سنة 1954، فيما افتتح أول صفوف منتظمة للرجال سنة 1956، وللنساء سنة 1976.

الإمارات

في مارس 2014، أكدت «مهرة المطيوعي» مدير المركز الإقليمي للتخطيط التربوي بالشارقة، أن الإمارات حققت قفزة نوعية كبيرة في القضاء على الأمية، والتي بلغت نسبتها بحسب إحصاءات وزارة التربية والتعليم 1% فقط، لافتة إلى أن الدراسات والخطط، التي تنتهجها الوزارة تؤكد أنها في طريقها للقضاء على الأمية في الدولة تماماً.

وأشارت «المطيوعي» إلى أن النسبة القرائية بين الأفراد من سن 15 و25 سنة من بين مواطني الدولة ممن كانوا لا يجيدون القراءة والكتابة، ارتفعت إلى أكثر من 94%، ويقصد بـ«»القرائية«» المواطنين، الذين يقرأون ويحسبون بشكل بسيط.

يشار إلى أن دولة الإمارات، أولت بعد قيامها في 2 ديسمبر/ كانون الاول1971، اهتماماً كبيراً ببناء الوطن والمواطن.

ويتمثل تعليم الكبار، في مراكز التعليم المنتشرة بالإمارات، كفترة صباحية للسيدات، ومسائية للرجال، بالإضافة إلى مراكز الرعاية التربوية لطلاب المدارس الموقوفين في قضايا.

البحرين

في سبتمبر/ أيلول الماضي، قال وزير التربية والتعليم البحريني «ماجد بن علي النعيمي»، أن وزارته قامت بجهود كبيرة للقضاء على الأمية، ونشر التعليم بين جميع الفئات، بما في ذلك كبار السن والمتسربين من التعليم لأسباب مختلفة.

ونجحت البحرين، بحسب الوزير في خفض نسبة الأمية إلى 2.4%، ما جعلها ضمن الدول العربية المتصدرة في هذا المجال.

وأكد وزير التربية، أن الحق في تعليم الكبار ينطلق من الثوابت الدستورية لمملكة البحرين والتي جعلت من التعليم حقاً للجميع.

وتسعى البحرين، إلى تعزيز مبدأ التعلم مدى الحياة، وقامت في هذا الإطار بتكثيف الجهود لمحو الأمية الحضارية المعلوماتية بعد نجاحها في تقليص نسبة الأمية الأبجدية، وذلك عبر تطوير برامج محو الأمية وتعليم الكبار والتعليم المستمر، من خلال إدخال برامج محو الأمية الحاسوبية للدارسين والدارسات بالمراكز التابعة للوزارة.

الكويت

بلغت نسبة الأمية بين الكبار في الكويت إلى أقل من 2%، وأغلبهم من النساء بعد سن الـ60 عاما، بحسب «كونا».

وونجحت الكويت ممثلة في وزارة التربية، بالقضاء تماما على أمية التعليم لدى الأبناء عقب إقرار التعليم الإلزامي في حين تعمل الآن على إدخال مرحلتي رياض الاطفال والثانوية ضمن التعليم الإلزامي.

وقالت وكيلة وزارة التربية للتعليم العام «فاطمة الكندري»، إن كل من ابتعد عن مقاعد الدراسة لظرف ما يمكنه العودة مرة أخرى دون تحديد لأي جنسية أو عمر حيث وفرت الكويت مراكز التعليم في مختلف المناطق التعليمية لأن التعليم حق أساسي للانسان بغض النظر عن النوع أو الجنسية.

وكيل وزارة التربية المساعد للمنشآت التربوية والتخطيط الدكتور «»خالد الرشيد«»، قال إنه في العام الدراسي 2015/2016، بلغ عدد الدارسين ببرامج محو الأمية 19 ألفا و132 دارسا ودارسة منهم 14 ألفا و376 من الكويتيين و4756 من غير الكويتيين.

سلطنة عمان

تبلغ نسبة الأمية بين سكان السلطنة، ما يقرب من 2.1%، بحسب آخر إحصاء في 2015.

وكالة «العمانية»، أشارت إلى أن الأمية بالسلطنة في تناقص مستمر، مشيرة إلى أن البيانات والإحصاءات الواردة من الجهات ذات العلاقة، تكشف أن متوسط عدد المتحررين من الأمية بالسلطنة سنويا 2500 دارس سنويا.

وتشير الإحصاءات إلى أن إجمالي عدد الأميين بالسلطنة في الفئة العمرية (14-45) سنة حوالي 25000 فقط، أمي بما نسبته 2.1% من إجمالي عدد السكان بالسلطنة.

ونشاط محو الأمية في السلطنة، حظي باهتمام كبير من خلال وزارة التربية والتعليم، حيث أولته اهتماما عن طريق إقرار عدد من الخطط والاستراتيجيات والتي تم تفعيلها عبر ما يزيد عن أربعة عقود من الزمن منذ بدء النشاط في العام الدراسي (73-74).

وكالات-