ودٌ ورفقٌ ورقةٌ شغل بها الكويتيون الدنيا مشعلين فتيل التصريحات في الانحاء بعد تقرير عالمي أوضح أن الكويت «الأخيرة» في الأفضلية عند عينة من الوافدين.
وعقب ما ملأ «عيال الديرة» الناس استغراباً واستنكاراً إذ «كيف نزلت إحدى عواصم الاغتراب في العالم إلى ذيل القائمة» برز مؤشر «سهولة الاندماج» سبباً أبرز، مبيناً أن الكويتيين «أقل وداً» من الجميع في الدراسة ! ليضع مواطنون هذه المرة القضية في نقاش على جانبين، الأول يرى الكويتي ودوداً والثاني يراه غير ودود... في دراسة!
الكويت أُعلنت «الأخيرة» خليجياً وعالمياً ضمن تصنيف مؤسسة «إنترنيشنز» الدولية (internations) لأفضل وأسوأ الوجهات في العالم لإقامة الوافدين. وفي تقرير حديث أعقبه «تبرير علمي» أشارت المؤسسة العاملة في مجال شؤون المغتربين وتوجههم، إلى أن الكويت احتلت ذيل القائمة التي تشمل 69 دولة، وذلك للعام الثالث على التوالي.
الدراسة التي تضمنت مؤشرات خمسة أساسية، هي جودة الحياة، وسهولة الاندماج في المجتمع، والوضع المالي، والحياة العائلية، بالإضافة إلى مؤشر العمل أو الوضع الوظيفي، وضع المستطلعة آراؤهم فيها إصبعاً على الجرح، حين علقوا على صعوبة تكوين صداقات مع الكويتيين، لكن الكويتيين رفعوا إصبع الاحتجاج والشجب لافتين تالياً إلى «الإجحاف» لينتهي دوّي الدراسة «الصادمة» على نسبة 35 في المئة فقط من الوافدين يصفون الكويتيين بـ «الودودين».
صحيفة الاندبندنت البريطانية بدورها وبناءً على الدراسة ذاتها، وضعت الكويت في المركز الأول من بين عشر دول واصفةً إياها بالدولة الأسوأ «لتكوين الصداقات» ليتفاعل الجدل على أكثر من موقع... كويتيون، ووافدون، «مع» و«ضد» !.
«حقوقيون» من باب «إحقاق الحق» لفتوا إلى «النظرة الفوقية» للوافدين والتي جعلت الكويتيين متعجرفين في نظر البعض، وجاءت حالات كما الدعوة إلى تخصيص مستشفى جابر مثالاً لفريق يقف بالمرصاد «لمنع اندماج الكويتيين بالوافدين»، في حين صد آخرون هذه الحجة بحجة أن التخصيص ميزة مستحقة للمواطنين في ظل الضغط الكبير من الوافدين على المرافق الصحية حتى غدا الحصول على موعد الطبيب يستغرق أشهراً طويلة! خصوصاً أن تعداد الوافدين في البلاد يتجاوز الثلاثة ملايين نسمة اليوم. آخرون، منهم برلمانيون، ونشطاء اجتماعيون ذكروا أن الكويتي لا يعامل بالمثل حين السفر إلى بلاد المغتربين ربطاً بقضية الخدمات الصحية التي تمنحها الكويت، وبالتالي لا يمكن اعتبار الدعوة إلى تخصيص الخدمات الصحية للكويتيين على أنها شكل من العنصرية في رأي هؤلاء.
«الوافدون هم السبب» شعارٌ يلوّح به وافدون تهكماً من تفكير «شعبي» في البلاد يجعل الوافد الضحية الأولى عند كل قضية، لكن مواطنين يستنكرون الاتهام، مؤكدين أن حقائق التركيبة السكانية تثبت عكس ذلك نافين تهمة العنصرية بدليل روابط المصاهرة في الكثير من الحالات بين الكويتيين وغيرهم.
المعاملة الفوقية من الكويتيين للوافدين غير معهودة خليجياً كما يقول وافدون، وتدعم ذلك دراسة مؤسسة «إنترنيشنز» بعدما اعتمدت الكويت الأخيرة خليجياً على هذا الصعيد رغم بلوغ سلطنة عمان نسبة 87 في المئة، وهي أعلى من المعدل العالمي الذي يقف عند 69 في المئة. لكن البعض رفض التوصيف معتبراً الكويتي من أكثر الأفراد تحضراً في منطقة الخليج.
ورغم أن الكويت تراجعت في التصنيفات كلها التي شملها التقرير الدولي لمؤسسة «إنترنيشنز»، ومنها الوضع على الصعيدين المالي والوظيفي بالنسبة للوافدين. لكن بقيت دعوة «عدم الودية» تشغل حديث كويتيين، وفكاهات متندرين، وقصاصات «السالفة» هنا وهناك... يتداولها فريقان ليختتم النقاش وداً... على عكس عنوان «التقرير»!
وكالات-