مجتمع » ظواهر اجتماعية

السعودية: فتيات يدخلن عالم المخدرات ... مدمنات ومروجات

في 2016/12/01

حتى سنوات قريبة كان الحديث حول إدمان النساء على المخدرات من «المسكوت عنه»، رسمياً وشعبياً، إلا أن الطرفين تخليا عن تحفظهما، وبات الحديث عن مدمنات ومروجات أمراً اعتيادياً. وفيما أكد مسؤولون صحيون وآخرون من المديرية العامة لمكافحة المخدرات إن الإدمان بين النساء «محدود للغاية»، فإن البلاد شهدت إقامة فاعليات لتوعية النساء حول مخاطر الإدمان، خوفاً من وقوعهن في شباكها، وكذلك لحماية بقية أفراد الأسرة. وأفاد تقرير صادر من وزارة العدل أخيراً، بأن إجمالي قضايا المخدرات المنظورة للعنصر النسائي السعودي في المحاكم بلغ حوالى 28 في المئة. فيما شكلت النساء غير السعوديات نسبة 68.1 في المئة. وأثار التقرير آنذاك جدلاً واسعاً بين أوساط المختصين في معالجة الإدمان. وعلى رغم تظافر الجهود المبذولة، فلا تزال مشكلة الإدمان إحدى أكبر المشكلات التي يعاني منها المجتمع في الوقت الحالي. من جهة أخرى، سعت بعض الفتيات للحد من هذه الآفة التي ينشط ترويجها في الأيام التي تسبق الاختبارات، عبر نشر رسائل تحذيرية من ترويج المخدرات بين الطالبات على مواقع التواصل الاجتماعي. وكانت المديرية العامة لمكافحة المخدرات أوقعت بعدد كبير من مروجيها في أيلول (سبتمبر) الماضي، استخدموا شبكات التواصل الاجتماعي وسيلة لاستقطاب الشبان والفتيات، منهم المروج الملقب بـ«أكشن» الذي كان يستهدف الفتيات. فيما كشفت في آذار (مارس) الماضي عن القبض على شبان وفتيات روجوا المخدرات عبر «تويتر»، إضافة إلى مواقع أخرى. وفي المنطقة الشرقية رصد ركن «مكافحة المخدرات» في ملتقى القافلة النسائي الـ12 التابع إلى «جمعية قافلة الخير»، عن 30 حالة إدمان من النساء، راوحت ما بين طلب علاج وإبلاغ عن أماكن ترويج. فيما أكدت مشرفة الركن ميثاء القحطاني أن «التعامل معهن تم بسرية تامة، إما عبر التعامل المباشر، أو توجيههن إلى القسم النسائي في الإدارة»، مشيرة إلى أن الحشيش مثّل النسبة الأكبر من حالات الإدمان. وتواصل الجهات المعنية في المملكة توحيد الجهود الوطنية لمكافحة المخدرات وتوعية أفراد المجتمع على خطورة المخدرات وما ينتج عن أضرار إدمانها من خلال تنظيم ملتقيات وبرامج تثقيفية، إذ عُقد الإثنين الماضي الملتقى التعريفي النسائي التاسع لـ«نبراس»، والذي نظمته الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بالتعاون مع جامعة طيبة. وانتشرت أخيراً قصص تروي رحلة معاناة النساء مع المخدرات، إذ دفع أب ابنته (14 عاماً) العام الماضي إلى إدمانها، عندما طلب منها إيصالها إلى زميلتها في المدرسة، لتوصله هي الأخيرة بدورها إلى والدها المدمن، إلا أن الفضول دفع الفتاة إلى تجربة ما تحمله، لتقع ضحية في براثن الآفة، ولم يتم اكتشاف ادمانها إلا بعد ملاحظة تدني مستواها الدراسي وعدم قدرتها على التركيز. وتروي قصة أخرى إحدى مدمنات مجمع الأمل للصحة النفسية في الرياض، أنها وقعت في وحل الإدمان على المخدرات بالتدريج انسياقاً إلى مطالب زوجها، وخوفاً من شبح الطلاق وتشتيت الأبناء، وذلك بعد أن انهال زوجها عليها بالضرب وهددها بالطلاق والحرمان من أطفالها. فيما ذكرت إحدى مدمنات «مجمع الأمل» في الدمام، أن رحلتها بدأت مع المخدرات وهي لم تتجاوز الـ19 عاماً بعد عثورها عليها صدفة وهي تقوم بأعمال المنزل، مشيرة إلى أن السبب الرئيس وراء إدمانها كان بدافع الغيرة على زوجها، مشيرة إلى أنها عرضت بنفسها على زوجها فكرة إدمانها على المخدرات، فرحب الزوج على الفور ولم يعارض. وأشارت الدراسات إلى أن خطورة إدمان المرأة على المخدرات تفوق خطورة إدمان الرجل بكثير، فهي العنصر الرئيس في تربية ورعاية الأطفال، موضحة أن من العوامل الأساسية التي تدفع النساء إلى الإدمان، الأمراض النفسية ومن أهمها القلق النفسي والاكتئاب، واضطرابات الطعام، إضافة إلى عوامل أخرى، ومنها التعرض إلى ضغوط نفسية مستمرة والعنف. يذكر أنه في العام 2010 كان عدد النساء المدمنات في المملكة الأقل على مستوى العالم، إذ أكد المشرف العام على مجمع الأمل في الدمام الدكتور محمد الزهراني أنه منذ افتتاح قسم معالجة الإدمان للنساء في العام 1423هـ، لم يتجاوز عدد من تمت معالجتهن من النساء 83 حالة، مشيراً إلى أنه «من الطبيعي وجود مدمنات في المجتمع». وأوضح الزهراني أن معظم حالات الإدمان التي تم علاجها كانت بسبب سوء استخدام بعض العقاقير والأدوية، لافتاً إلى أن بعض المدمنات «وقعن في شر المخدرات بعد إرغام أحد أقاربها، مثل الزوج أو الأخ أو الأب».

الحياة السعودية-