مجتمع » ظواهر اجتماعية

لجنة الخلافات الفكرية!

في 2016/12/31

لجنة الظواهر السلبية التي أقرها المجلس قبل أيام عدة غير مفهوم ما الذي تريده بالحقيقة، ومعظم الظن أنها ستكون عبئا ثقيلاً على المجلس ومعيقة لحركته.

الظواهر السلبية وظيفتها كما هو واضح من العنوان مواجهة الأمور السيئة والمخالفة للمجتمع. هذا المقدار أظنه مفهوماً لدى الناس، لكن أكثر من ذلك فلا شيء! اعتقد الاستغراب من وجود لجنة كهذه هو أين موقعها من الإعراب في مؤسسة مجلس الأمة الذي وظيفته من البداية إلى النهاية هو هذا الشيء، مواجهة الظواهر السلبية بشكل عام، ولهذا الأساس قسمت أعمال المجلس وتوزعت على لجانه المتنوعة بحيث أسند لكل لجنة المواضيع المتعلقة بها والتي تندرج تحت مسماها، لذلك يبدو أن لجنة الظواهر السلبية تحصيل حاصل وزائدة على الحاجة.

هذا المقدار هو أقل شيء يمكن أن يُقال بالنسبة لهذه اللجنة. أما الأسوأ فنقول بأن وجودها لن يكون فقط ذا جدوى، بل سيكون عبئاً ثقيلاً على أعمال المجلس، بالنتيجة فإن مفهوم التعاون بين أعضاء اللجنة ساقط ابتداءً وأعتقد أن مصيرها سيكون نحو الفشل حتى لو خلصت النوايا.

فالعلاقات الشخصية بين الأعضاء تلعب دوراً رئيسياً وتتحكم بمصير ونجاح اللجنة من دون شك، مضافاً لذلك اهتمامات اللجنة ومواضيعها لا أظنها ستسير للأمام بأي حال، فالشخصيات المتباينة في اللجنة تؤكد على نواياهم وأولوياتهم التشريعية، فمعظم الظن أن وجود هذه الوجوه جاءت بدافع التحدي والتصدي على أن تكون بدافع القناعة لأهميتها التشريعية.

وعلى العكس من ذلك، وجود هايف والحربش والطبطبائي في اللجنة جاء متوافقاً مع قناعاتهم. وقد عبّر هايف المطيري في أول تصريح له عن اللجنة بأن الظواهر السلبية التي يعنيها ويريد القضاء عليها هي من قبيل الجنس الثالث وعبدة الشيطان.

عموماً لو قارنا الآثار السلبية للجنوس وعبدة الشيطان لوجدناها أقل بكثير من المخاطر المترتبة على الاحتقان الطائفي ومخاطر «داعش» وسرقات المال العام، وأرجح الظن أن اللجنة ستفشل للأسباب التي استعرضتها هنا: غموض أهدافها، نظرة الخوف والشك بين الأعضاء لأنفسهم، تعارض الاهتمامات وتضاربها.
د. حسن عبدالله عباس- الراي الكويتية-