تعيش المملكة نهضة حضارية على كافة الأصعدة مما جعلها تتبوأ مكانة مرموقة في المجتمع الدولي، تلك المكانة لم تأت من فراغ بل جاءت نتاج عمل ممنهج تم بناؤه على أسس صلبة صعدت بنا إلى مصاف الدول المتقدمة.
من المنغصات التي شوهت الشكل الجمالي والحضاري لمدننا العشوائيات التي تم بناؤها دون امتلاك الأراضي التي أقيمت المباني عليها دون الحصول على التراخيص والإجراءات المتبعة في حالات البناء والتشييد العمراني، العشوائيات لا تشوه الشكل الحضاري والعمراني للمدن فقط بل مساوئها تتعدى ذلك بكثير وتشمل حيث أنها لا تستطيع التفاعل مع متطلبات الحياة العصرية، وتعجز عن تقديم الخدمات الأساسية، ولا تواكب الازدياد في الطلب (كماً ونوعاً).
كما أنها تولد مشاكل مزمنة في المواصلات، الصحة العامة، البيئة والأمن، فهي إذا مشكلة كان يجب حلها واستئصالها من جذورها لمنع ما ينتج عنها من مشكلات اجتماعية وصحية وبالتأكيد أمنية، فتلك الأحياء العشوائية تشكل بؤراً أمنية تكمن خطورتها في عدم تخطيطها التخطيط العمراني المعروف وتداخل مبانيها وانغلاق بيئتها الاجتماعية مما يؤدي إلى إعاقة أي عمل أمني فيها، كما أن عدم ايصالها بقنوات الصرف الصحي يولد مشاكل صحية حيث ينخفض معدل الولادة ويرتفع معدل الوفيات حيث تكون بيئتها ملائمة لانتشار الأمراض والمعدية منها على وجه الخصوص.
التخلص من العشوائيات أمر غاية في الأهمية ولابد أن يكون، فليس من المنطق أن قطار التقدم والحضارة الذي انطلق، أن تشوهه العشوائيات التي يجب إزالتها حتى تكتمل الصورة الجميلة التي نسعى إلى أن تكون كل مدن بلادنا عليها.
كلمة الرياض السعودية-