أقصد ايفانكا الصغيرة لا الكبيرة، المولودة الجديدة لأسرة في شمال السعودية اختار لها والدها اسم ايفانكا على اسم إحدى بنات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهو اسم غريب على العرب والسعوديين، وظهرت صورة شهادة ميلاد «موقتة» للمولودة بذاك الاسم ثم انتشر الخبر سريعاً في صحف محلية وغربية إضافة لوسائل التواصل.
وللأنظمة في السعودية شروط للأسماء، وصدور شهادة ميلاد موقتة لا يعني قبول الأحوال المدنية، وهي الجهة المعنية بقبول وإصدار الوثائق الرسمية. ونشر لاحقاً أن الأحوال المدنية رفضت قبول الاسم وهو أمر كان متوقعاً.
إنما السؤال للآباء والأمهات الذين يختارون أسماء غريبة لمواليدهم من أبناء أو بنات، ألا يفكرون بأثر الاسم مستقبلاً على حياة فلذات أكبادهم؟ كيف يمكن لهم أن يستخدموا هذا المولود أو المولودة أداة في لحظة فوران تأثر أو عاطفة!
وبحسب ما نشر، قال الأب إنه اختار الاسم بسبب تحسن العلاقات السعودية- الأميركية!، وربما يكون صادقاً. لا ندخل في النوايا، لكن أناساً في تويتر علقوا «مستظرفين»، إنه ينتظر «السماوة»، وهي هدية يقدمها من سمي على اسمه مولود جديد. وترامب تاجر ورئيس، لكنه رأسمالي، فربما يطالب برسوم باهظة على استخدام اسم ابنته التي أصبحت أكثر شهرة بعد سكنه البيت الأبيض، وربما تكون رسوماً شهرية ترتفع بارتفاع «بورصة» ظهور وحضور إيفانكا الأصلية المتوقع.
في جانب آخر، فإن نطق الأسماء غالباً يصغر لدينا وكلما كان غريباً يتم الاجتهاد فيه، وإيفانكا لا أتوقع له مستقبلاً طيباً في النطق بالعربية، خصوصاً عند النساء والرجال الكبار في السن، فهو يبدأ بـ «الإف». وهذا كاف وحده.
وعند العرب التسمية غالباً تذهب إلى استحضار أسماء الآباء والأجداد رجالاً ونساء، وهو ما يحث على ذكرهم والدعاء لهم وعدم نسيان أياديهم البيضاء، أو تبحث عن الجديد المختصر، على قولة حسينوه «لمى وسهى، و...في ومي»، إلا أن لكل منها معنى باللغة العربية. والتسمية موضات وتتأثر بالأحداث المحيطة والمشاهير. وأحياناً يكون الاسم غير مقبول لمعناه أو نطقه، لكن شهرة صاحبه تسوق له ليتلاشى عدم القبول.
ويلجأ كثير من المواليد الذين وقعوا في لحظة مثل تلك، بعد بلوغهم سن الرشد إلى تغيير أسمائهم إلى أسماء معتاد عليها، وهذا كان موضوعاً أثيراً في الصحافة المحلية، والسبب في تغيير الاسم تغير الأوضاع والنظرة لصاحب الاسم الأصلي، أو تحوله إلى «عيارة»، لذلك فإن من العدل في حق الأبناء والبنات من المواليد النظر إلى مستقبلهم هم وبيئتهم المحيطة حينما نختار لهم أسماءهم.
عبدالعزيز السويد- الحياة السعودية-