مجتمع » ظواهر اجتماعية

«نريد بارتيات مختلطة بالسعودية» يتصدر «تويتر» وسط جدل محتدم

في 2017/12/18

الخليج الجديد-

حالة من الجدل شهدها موقع التواصل الاجتماعي بالسعودية، إثر مطالبة بعض المغردين، بتنظيم حفلات مختلطة بالمملكة، في إطار التغيير الذي تشهده المملكة، خلال الأشهر الماضية، على يد ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان».

وتحت وسم «نريد بارتيات مختلطة بالسعودية» (نريد حفلات مختلطة في السعودية)، دعا المغردون هيئة الترفيه السعودية، إلى تنظيم حفلات مختلطة بين الرجال والنساء في المملكة، التي تمنع حتى الآن الاختلاط بين الجنسين، مؤكدين أن «الاختلاط لا يعني الخلوة».

في المقابل، رفض مغردون آخرون الفكرة، معتبرين هذه المطالبات نوعا من التغريب الذي يخالف تعاليم الدين، فضلا عن العادات والتقاليد السعودية.

وقال «وديد العلوي»: «نعم مؤيد للخطوة وداعم.. واللي يبغي يجي واللي ما يبغي يهاجر.. نبغي ديسكو وراقصات استعراض. ما قلت سعوديات نبغي مغربيات أو لبنانيات».

وأضاف «عادل»: «الصور كانت حرام وأصبحت حلال.. والأغاني كانت حرام وأصبحت حلال.. والاختلاط كان حرام، وسيصبح حلال».

وتابع «إبراهيم المنيف»، بالقول: «فئة كبيرة من السعوديين يفهمون أن التطور والترفيه والانفتاح وقيادة المرأة والسينما وعمل المرأة (فساد وجنس)، أفقهم ضيق، ما يلتفتون إلى أي اعتبارات أخرى، لو تناقشه بأي موضوع يقول (فساد وجنس)!».

 

 

فيما استنكر «عمر الشمري» المطالبة بالقول: «المشكله إن اللي يغردون ويطالبون بها الشيء حتى لو عن طريق الضحك سعوديين للأسف.. ومن باب الاستهزاء يقولون: نريدها بالضوابط الشرعية».

وتعجب «طارق» بالقول: «فعلاً زمن مخيف. من يطالب بالموسيقى متفتح. ومن يطالب بالأختلاط واعي. ومن يطالب بفتح المحلات أثناء الصلاة متفهم. ومن يرفض بداعي الدين يتهم بالتشدد!».

وغرد «يزيد العمري» قائلا: «ليش مستعجلين بتختلطون بجنهم!».

فيما قالت «مريم»: «فيه ناس فاهمين التطور غلط. يحسبون التطور في بارتيات واختلاط بالمدارس ونزع الحجاب. التطور مو كذا يا خراء».

 

 

وهذه ليست المرة الأولى، التي يتحدث فيها مغردون عن الاختلاط في المملكة، ففي وقت سابق من الشهر الجاري، أثار مقطع فيديو لعرض أزياء نسائي مختلط، قال مغردون إنه في العاصمة السعودية الرياض، ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي.

كما سبق أن سمحت المملكة في الحفلات الغنائية المصاحبة للاحتفالات باليوم الوطني، التي جرت مؤخرا.

وشهدت احتفالات اليوم الوطني في السعودية، في 23 سبتمبر/أيلول الماضي، اختلاطا في مهرجانات الغناء، وسط تمايل النساء على الأنغام الصاخبة.

ونقلت تقرير إعلامية صورا وفيديوهات لهذا الاختلاط، قبل أن تتحدث عن العروض والحفلات الموسيقية التي لم تكن بهذا الحجم في السابق، والتركيز على مسألة الوطنية بدلا من الدين، كما انتقدوا الحفلات التي تم تنظيمها في شوارع المملكة، حيث قام فيها الشباب بالرقص والغناء على أنغام موسيقى عربية وغربية.

وتداول مغردون أيضا، في وقت سابق من العام الجاري، أثارت مقاطع فيديو مصورة، أظهرت شبانًا وفتيات في ساحات «تفحيط» بالمملكة، في مشاهد اعتبرها النشطاء «مخلّة ومنافية للآداب»، خاصة في هذا البلد المحافظ.

وأثارت عدة فعاليات لهيئة الترفيه ردود فعل غاضبة أيضًا، فيما وصلت الانتقادات للهيئة إلى أوجها بعد انتشار مقاطع الفيديو لحفل فرقة «ميامي»، الذي اعتبره كثير من السعوديين خروجًا عن المألوف في بلد محافظ كالسعودية التي ظلت حتى قبل أشهر بعيدة عن مثل تلك الحفلات.

يشار إلى أن فاعليات «الهيئة العامة للترفيه»، تشهد صراعا محتدم بين التيارين المحافظ والليبرالي على الساحة السعودية.

ويعكس هذا الصراع جانبا مهما من التحديات التي تواجه ما تطلق عليه الدولة خطط الإصلاح؛ والتي - حسب مراقبين - ستصطدم بأنماط الثقافة والاجتماع السائدة في المملكة منذ عقود، خاصة أنها لا تقتصر على إصلاح الاقتصاد، بل تمس بصورة مباشرة دور رجال الدين الرسميين والمستقلين في المجال العام.