وكالات-
لم يعد التخلص من الطعام الفائض عن المطاعم والولائم في الكويت يسبب أزمة حقيقية، بعد أن أطلقت الباحثة مريم العيسى مبادرة "ريفوود" لإعادة تدوير الطعام المهدور.
وبدأت العيسى تطبيق مبادرتها من خلال التواصل مع المطاعم الكبرى في الكويت، للحصول على بقايا الطعام الفائض عندهم وتوزيعه على العائلات ذات الدخل المحدود.
وجاءت فكرة العيسى، التي تخرجت عام 2014 بشهادة ماجستير في إدارة الأعمال لحل مشكلة نفايات الطعام، بعد الحلول التي تم تطبيقها في دول أخرى لحل المشكلة كما في السعودية والولايات المتحدة الأمريكية.
ويعرف أن الكويت ذات الأربعة ملايين نسمة، تهدر سنوياً نحو مليون طن من الطعام.
ونجحت العيسى، برفقة مجموعة من المتطوعين، منذ عام 2015، بتحويل هذا الطعام المهدر إلى وجبات طعام للعائلات الأقل دخلاً.
نرحب بانضمام شركة الثاقب التجارية الى عائلة موردين ريفود ، نثمن لكم اهتمامكم بأهداف مبادرتنا للحد من هدر الطعام والحفاظ على البيئة . pic.twitter.com/hb7ydWqgec
— refood (@refoodkw) July 17, 2018
واتفقت مع عدد من المطاعم على إرسال كميات من الطعام الذي سيرمى في القمامة إلى أصحاب مبادرة "ري-فوود".
ويشمل النظام الذي اتبعه الفريق التحقق من أن الطعام غير منتهي الصلاحية، وأنه صالح للاستهلاك، قبل توزيعه للعائلات المحتاجة.
وتعتبر أمراض القلب والسكري من المسببات الرئيسية للوفاة في الكويت، لذا وضعت المبادرة هدفاً أن يصل الطعام للعائلات بشكل صحي.
تقول العيسى- بحسب ما نقلت عنها شبكة "بي بي سي" الأربعاء-: "كثير من المستفيدين من هذه الخدمة لا يملكون رفاهية اختيار طعام صحي، فهم يعملون لساعات طويلة جداً ولديهم أطفال يعيلونهم. أحياناً من الصعب اختيار الطعام الصحي، لذا نحرص على تزويدهم به".
- ثقافة التطوع
ولم يكن من السهل إقناع الناس بالتطوع في المشروع، لذا كان على مريم بذل جهد أكبر لدفع أصدقائها وأفراد عائلتها للتطوع في مشروعها.
وحسب العيسى فقد ازداد عدد المتحمسين للفكرة، وبدأ عدد أكبر بالتطوع للمساعدة، وكان من ضمن المتطوعين أمهات أحضرن أبناءهن للمساعدة أيضاً.
وتقول الباحثة إن تغيير مفهوم التطوع لا يزال واحداً من التحديات التي تواجهها حتى اليوم في الكويت.
ويرى الكويتيون- حسب العيسى- أنك "إن كنت متطوعاً فهذا يشير إلى أن حياتك الشخصية غير ممتعة، أو أنك لا تعمل على نحو كاف، لكن مفهوم التطوع غير ذلك".
وتعرف العيسى التطوع بأنه "تكريس وقت من برنامج الإنسان، والذي كان من الممكن أن تستخدمه للقيام بأمور أخرى مهمة لك، لكن بدلاً عن ذلك قررت خدمة المجتمع".
ووصل عدد المتطوعين في المبادرة إلى نحو 350 يعملون على تحضير رزم تصل إلى 1200 عائلة معظمها من أسر المغتربين العاملين في الكويت، وكذلك البدون (أي المحرومين من الجنسية الكويتية).
ووصل تأثير "ريفوود" إلى حد لم تتصوره مريم عندما بدأت محاولة إيجاد طرق للحد من الطعام المهدور الذي تنتجه الكويت، وقالت: "إن كثيراً من العائلات المستفيدة أخبرتها أنهم تمكنوا من ادخار المال- الذي لم يعد ينفق على الطعام - من أجل تعليم الأطفال".
وتأمل العيسى أن يحفز مشروعها الآخرين ليعملوا على إيجاد حلول للمشاكل التي يلاحظونها حولهم.