مجتمع » ظواهر اجتماعية

غزو فكري وثقافي.. هكذا يهدِّد محمد بن زايد المجتمع الإماراتي

في 2018/09/29

الخليج أونلاين-

أخذت المظاهر التي تهدّد بنية المجتمع الإماراتي تزداد خلال السنوات الـ10 الماضية، وظهرت أخرى بشكل علني على لسان مسؤولين رسميين يبتعدون تدريجياً عن الثقافة العربية الأصيلة، والخليجية خصوصاً، في وقت تُسخِّر دول العالم أموالاً طائلة ضمن ميزانيتها لنشر ثقافتها حول العالم.

وتواجه دولة الإمارات منذ وفاة الشيخ زايد آل نهيان، عام 2004، غزواً فكرياً سريعاً للغاية، يلتهم ثقافة الدولة الخليجية التي تُعتبر امتداداً لجيرانها ثقافياً وفكرياً وقبلياً بشكل سريع يسير نحو المجهول.

ويرى المتابع للصحافة المحلية أحياناً لوعات هذا التغيير وسط سطور يكتبها صحفيون وكُتاب مثقفون وأدباء محترفون تُمجّد الدولة ومسؤوليها وبعض شيوخ البلاد، لكن حيلهم تتقلّص في مواجهة هذه الحرب الجارفة خوفاً من أن تطولهم يد القانون، الذي هو الآخر يلفّ قيوده يوماً بعد يوم على الأقلام الحرة.

الانفتاح الذي يسير عليه حُكام ومسؤولو أبوظبي، واستئثارهم بالسلطة، وعلى رأسهم محمد بن زايد آل نهيان، منذ أكثر من 10 سنوات، بدأت بوادره تهدّد بنية المجتمع الإماراتي، الأمر الذي دعا حاكم الشارقة، الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، إلى التحذير منه ومواجهته سريعاً.

وقال القاسمي أثناء لقاء مع رئيس وأعضاء مجلس إدارة اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، في 18 سبتمبر 2018: "إننا نواجه خطراً ثقافياً يهدّد هويتنا وثقافتنا"، مشيراً إلى "ضرورة تسارع جهود الكُتاب والأدباء للمساهمة في تماسك المجتمع".

وأكّد حاكم الشارقة، حسبما ذكرت صحيفة "الخليج" الإماراتية، أهمية دور مجلس إدارة وأعضاء اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات؛ من خلال إصداراته الثقافية والأدبية في ترسيخ قيم الإنسان وروح المجتمع وتقاليده الأصيلة.

وطالب القاسمي الكُتّاب والأدباء الإماراتيين بـ"التزام الحيادية والموضوعية، وعدم التعصّب، واحترام الثقافات والحضارات الأخرى"، داعياً إياهم إلى إبراز شخصياتهم وبصماتهم في إنتاجهم وإصداراتهم الأدبية والعلمية.

"أعبد رام" وشهية الانفتاح

دعوة حاكم الشاركة إلى مواجهة "الغزو الثقافي والفكري" جاءت بعد تراكمات فعلية ونقاشات شغلت الرأي العام الخليجي والعربي حول آخر ما وصل إليه الانفتاح في الإمارات، وانتهاجها سياسة "تغريب" تختلف كلياً عن باقي دول مجلس التعاون الخليجي، التي لا تزال تحافظ على موروثها الثقافي والاجتماعي والقبلي.

ففي فبراير عام 2018، اشتعلت مواقع التواصل بنقاشات ساخنة حول أفق الانفتاح الذي تُقدم عليه دولة الإمارات، وما هو مقدار المصلحة المرجوّة منه، والحدود التي ينبغي أن يتأطّر بها، والاتجاهات المطلوب أن يسلكها؟

وفتح سلطان سعود القاسمي، ممثّل حكومة أبوظبي، شهيّة المغرّدين لتناول أخطر ما يواجه الدولة، في ظل سيرها نحو "الانفلات" كما يسميه البعض، وذلك في كلمته خلال افتتاح أكبر معبد هندوسي في البلاد؛ بقوله: "أعبد رام" (أعبد إله الهندوس) بدلاً من بسم الله الرحمن الرحيم.

ويبدو أن ممثل حكومة أبوظبي قد تجاهل اختناق السجون الإماراتية بالمعتقلين المخالفين لسياسة ولي عهد أبوظبي عندما أشار إلى أن بلاده تمثّل "نموذجاً في الاختلاف والتنوّع والمحبة".

وهذا المصطلح الذي استخدمه القاسمي أثار موجة استنكار واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اتّهمته صحيفة "الإمارات اليوم" بالرّدة، مستنكرة عدم استخدامه للبسملة.

وكانت الحكومة الإماراتية خصّصت أرضاً مساحتها 20 ألف متر مربع في أبوظبي لبناء المعبد الحالي؛ تلبية لرغبة آلاف الهندوس المقيمين في البلاد، والذين كانوا يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى أقرب معبد لهم في دبي، وهو ما أثار حينها موجة استنكار في البلاد.

واستنكر ناشطون خليجيون وإماراتيون عبر وسم "أعبد رام" و"لا لبناء المعبد الهندوسي" افتتاحه، مشيرين إلى حجم التخلّف الذي جعل حكّام الإمارات والمسؤولين "يتنصّلون من دينهم لكسب رضا الهندوس".

وساهم انتشار "الدعارة" في طمس التاريخ الثقافي ومبادئ وقيم إمارة دبي الاجتماعية، بحجّة الانفتاح على غرار دول الغرب وأمريكا، رغم الملاحقات القانونية للسلطات في البلاد.

"إسرائيل" والانفتاح الإماراتي

مع دخول الربيع العربي تصدّرت دولة الإمارات محور الثورات المضادّة، وبالغت في صرف الأموال وتشكيل التحالفات وزرع الشخصيات الموالية لها في بعض الدول العربية؛ بهدف طمس ما يُعرف بتيارات "الإسلام السياسي"، معتبرة أنها "تشكّل أكبر خطر على شيوخ البلاد".

الكاتب الإسرائيلي ألداد باك، تحدّث عن التغييرات التي طرأت على سلوك حكام الإمارات بعد أن زار متحف "اللوفر" في أبوظبي، وذلك في مقال له نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم".

وثورة الانفتاح الإماراتي تتجسّد وفق نظرة الكاتب الإسرائيلي بوجود "تماثيل لرجال ونساء عراة من الغرب ينظر إليها الزوار باهتمام كبير، دون أن يخطر ببال أحدهم المسّ بهذه المعروضات؛ بسبب انتهاك حرمة الإسلام".

ويبدو أن ممثل حكومة أبوظبي قد تجاهل اختناق السجون الإماراتية بالمعتقلين المخالفين لسياسة ولي عهد أبوظبي عندما أشار إلى أن بلاده تمثّل "نموذجاً في الاختلاف والتنوّع والمحبة".

وهذا المصطلح الذي استخدمه القاسمي أثار موجة استنكار واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اتّهمته صحيفة "الإمارات اليوم" بالرّدة، مستنكرة عدم استخدامه للبسملة.

وكانت الحكومة الإماراتية خصّصت أرضاً مساحتها 20 ألف متر مربع في أبوظبي لبناء المعبد الحالي؛ تلبية لرغبة آلاف الهندوس المقيمين في البلاد، والذين كانوا يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى أقرب معبد لهم في دبي، وهو ما أثار حينها موجة استنكار في البلاد.

واستنكر ناشطون خليجيون وإماراتيون عبر وسم "أعبد رام" و"لا لبناء المعبد الهندوسي" افتتاحه، مشيرين إلى حجم التخلّف الذي جعل حكّام الإمارات والمسؤولين "يتنصّلون من دينهم لكسب رضا الهندوس".

وساهم انتشار "الدعارة" في طمس التاريخ الثقافي ومبادئ وقيم إمارة دبي الاجتماعية، بحجّة الانفتاح على غرار دول الغرب وأمريكا، رغم الملاحقات القانونية للسلطات في البلاد.

"إسرائيل" والانفتاح الإماراتي

مع دخول الربيع العربي تصدّرت دولة الإمارات محور الثورات المضادّة، وبالغت في صرف الأموال وتشكيل التحالفات وزرع الشخصيات الموالية لها في بعض الدول العربية؛ بهدف طمس ما يُعرف بتيارات "الإسلام السياسي"، معتبرة أنها "تشكّل أكبر خطر على شيوخ البلاد".

الكاتب الإسرائيلي ألداد باك، تحدّث عن التغييرات التي طرأت على سلوك حكام الإمارات بعد أن زار متحف "اللوفر" في أبوظبي، وذلك في مقال له نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم".

وثورة الانفتاح الإماراتي تتجسّد وفق نظرة الكاتب الإسرائيلي بوجود "تماثيل لرجال ونساء عراة من الغرب ينظر إليها الزوار باهتمام كبير، دون أن يخطر ببال أحدهم المسّ بهذه المعروضات؛ بسبب انتهاك حرمة الإسلام".