متابعات-
أثارت تغريدة لمذيع قناة الجزيرة، "أحمد منصور"، صاحب برنامج "شاهد على العصر" جدلا واسعا، حينما تحدث عن منظمة للشواذ في السعودية.
وكتب "منصور": "آخر إنجازات خادم الحرمين (ملك السعودية)؟ منظمة رسمية للشواذ (مثلي الجنس) بموقع رسمي يعلنون أنها قانونية ومسجلة؟ لا أدرى إلى أين يريدون أخذ الشعب السعودي؟ وأين العلماء (رجال الدين) الذين خرست ألسنتهم وعميت قلوبهم؟".
آخر إنجازات خادم الحرمين ؟ منظمة رسمية للشواذ بموقع رسمى يعلنون أنها قانونية ومسجلة ؟ لا أدرى إلى أين يريدون أخذ الشعب السعودى ؟ وأين العلماء الذين خرست ألسنتهم وعميت قلوبهم ؟ pic.twitter.com/2qIZyc3vei
— A Mansour أحمد منصور (@amansouraja) December 3, 2019
وأعلنت منظمة تدعى "مختلف"، الثلاثاء، أنها حصلت على تصريح قانوني لممارسة نشاطها، كأول منظمة للدفاع عن الشواذ والمتحولين جنسيا تعمل في المملكة.
وقالت المنظمة المزعومة في تعريفها عبر حسابها بموقع "تويتر": "منظمة مختلف هي أول منظمة سعودية تمثل وتدعم حقوق الأفراد مثليي ومثليات الجنس، والعابرين والعابرات جنسيا، والكوير، واللاجنسيين، والبايسكشوال، وجميع أفراد مجتمع الميم".
رسمياً : منظمة مختلف منظمة رسمية قانونية مسجلة .
— منظمة مختلف (@mokhtaliforg) November 28, 2019
منظمة مختلف هي أول منظمة سعودية تمثل وتدعم حقوق الأفراد مثليين ومثليات الجنس والعابرين والعابرات جنسيا والكوير واللاجنسيين والبايسكشوال وجميع افراد مجتمع الميم . #LGBTQ #منظمة_مختلف pic.twitter.com/sKsIlPZJoy
ويقصد بـ"مجتمع الميم": مثليي ومثليات الجنس، ومزدوجي الميل الجنسي، والمتحولين والمتحولات جنسياً، والكوير (الأحرار جنسياً).
وقالت مؤسسة ورئيسة منظمة "مختلف"، "روين عطيف"، إن "فكرة إنشاء المنظمة بدأت في 2017 من قبل مجموعة من 5 أفراد من مجتمع الميم الموجودين في السعودية".
وأضافت أن تنفيذ الفكرة كانت تستدعي وجود أفراد قادرين على الحركة والظهور الإعلامي ومن هنا قرر البعض منهم مغادرة المملكة، وفقا لـ"دويتشه فيله".
ويتعرض كل من يفصح عن ميول جنسية مثلية أو أي فرد من "الشواذ" لعقوبات قد تصل إلى الإعدام في السعودية.
وخرجت "روين عطيف" (26 عاماً) من السعودية لاجئة إلى السويد في عام 2018.
واستطاعت "روين" ومجموعة من السعوديين تسجيل المنظمة رسمياً في السويد، وحصلت المنظمة على كتاب الموافقة على طلب التسجيل بتاريخ 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وقالت "روين": "في البداية تعرضنا لحملة تخوين بأننا تابعون لقطر وللإخوان"، مؤكدة أنهم ليسوا معارضة سياسية وبنفس الوقت غير مدعومين من الحكومة في الرياض، ولا يوجد حتى تواصل مع الحكومة السعودية.
وتشدد "روين عطيف" على أن "الأعضاء معتمدون حتى اللحظة على جهودنا الشخصية، ولا يوجد تمويل، لا لوجستي ولا مادي ولا معنوي، لا من أوروبا ولا من غيرها".
وشددت على أن منظمتها "صوت مجتمع الميم" الموجود داخل السعودية وتسعى لدعمه معنوياً ونفسياً ونشر الوعي.
وتلخص "روين عطيف" أهدافهم في: "أولاً: إلغاء تجريم المثلية الجنسية واختلاف الهويات الجندرية. ثانياً: سن قوانين لحماية مثليي الجنس والعابرين جنسياً وجميع أفراد مجتمع الميم في السعودية. ثالثاُ: السماح بالتثقيف في السعودية بالهويات الجندرية والمثلية الجنسية سواء في المدارس أو غيرها من المؤسسات الحكومية. رابعاً: الرعاية الطبية للعابرين جنسياً ومثليي الجنس وفصل الدين عن تلك الرعاية".
وأضافت "روين": "في البداية كان لدينا تفاؤل بأن تصلنا ومضة من إصلاحات ولي العهد، ولكن بعد إقرار قانون الذوق العام الذي مس الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الهوية الجنسية، جعلنا نتراجع في تفاؤلنا".
وأشارت "روين عطيف" إلى أن القانون المذكور يجرم الأشخاص الذين يرتدون ملابس معاكسة للجنس الذي ولدوا فيه، كما ذكّرت بالفيديو الذي نشرته إدارة أمن الدولة مؤخراً اعتبرت فيه الحركة النسوية والمثلية الجنسية والإلحاد كأفكار متطرفة.
والفيديو المذكور نشرته رئاسة أمن الدولة في السعودية في 12 نوفمبر/تشرين الثاني على "تويتر"، وأثار الفيديو انتقادات من قبل منظمات حقوقية بينها منظمة العفو الدولية التي وصفته بأنه "خطير جدا" ما حدا بالسلطات لحذفه والنأي بالنفس عنه ومحاولة التنصل من محتواه.
وقبل أسابيع طلب صحفيان سعوديان مثليا الجنس اللجوء في أستراليا.
وقال أحدهما لشبكة "إيه.بي.سي"، إن "أمن الدولة استدعاني إلى سجن قرب الرياض" مضيفا "لمحوا إلى أنهم يعلمون عن علاقتي بشريكي وأن علي وقف العمل فوراً مع وسائل الإعلام الأجنبية".
وفي أغسطس/آب تلقى أحدهما اتصالا هاتفياً من قريب قال إنه يعرف بأمر علاقتهما المثلية، وإنه في حال عدم إنهائها سيتعرض شريكه للقتل، وأعقب ذلك اتصالات منفصلة من الشرطة التي طلبت منهما الحضور للاستجواب، ما دفعهما لاتخاذ قرار الهرب.
ويتواكب إعلان المنظمة مع تحرك إعلامي غريب على المجتمع السعودي ذي الطبيعة المحافظة، حيث استضاف الإعلامي السعودي "علي العلياني"، في أكتوبر/تشرين الأول، مجموعة من المتحولين جنسيا في المملكة، عبر برنامجه "معالي المواطن"، على قناة "mbc"، وأجرى معهم حوارا مفتوحا أثار غضب السعوديين.