متابعات-
جمعت معظم المؤسسات القطرية الرسمية منها وغير الرسمية، أن الاحتفالات التقليدية المعروفة باسم “القرنقعوه” التي تنظم ليلة منتصف رمضان، والتي تصادف اليوم الخميس، ستكون هذه السنة داخل البيوت بسب تفشي وباء كورونا.
وأعلنت وزارة الثقافة والرياضة عن تفاصيل مبادرتها للاحتفال بليلة القرنقعوه، وقالت إنها ستقوم بتوزيع القرنقعوه على الأطفال في منازلهم يوم الخميس 7 مايو الجاري بعد صلاة المغرب، مع الحرص التام على اتخاذ كافة سبل السلامة والإجراءات الاحترازية في ظل هذا الظرف الاستثنائي.
كما أطلقت “متاحف قطر” و”مؤسسة حمد الطبية” حملة “ابق بالبيت وكن سالما”، لدعوة العائلات في قطر للاحتفال عن بُعد بالقرنقعوه.
وتستعد العائلات القطرية، التي باتت تقضي وقتها في الحجر المنزلي منذ أكثر من شهرين، بسبب جائحة كورونا، للاحتفال بـ”قرنقعوه” ليلة منتصف شهر رمضان، التي تصادف اليوم الخميس.
لكنّ الاحتفال هذه السنة سيكون بشكل مختلف تماما، حيث اعتاد القطريون على الاستعداد لهذا اليوم مع بداية شهر رمضان، من خلال تجهيز ملابس تقليدية وحياكة أكياس مزركشة من القماش يتم تعبأتها بشتى أنواع الحلويات والمكسرات، وكذا تغليف هدايا وتحضيرها خصيصا للأطفال، حيث أصبحت العديد من الشركات تساهم في إحياء هذه الاحتفالية، وتقدم هدايا تحمل شعاراتها، كما تعمل مؤسسات أخرى على تنظيم مسابقات ومهرجانات ثقافية خاصة في “سوق واقف”.
ويعتبر هذا اليوم التقليدي الرمضاني بمثابة احتفال ترفيهي يتوج جهود الأطفال في الصيام خلال الشهر الفضيل. وتقضي هذه الاحتفالية عادة بأن ينتظر الكبار في البيوت حتى يأتي الأطفال إليهم فيقرعون الأبواب ليحصلوا على الحلوى والمكسرات. ثم يخرجون في مجموعات بعد الإفطار وهم يغنون “قرنقعوه..قرقاعوه..عطونا الله يعطيكم. بيت مكة يوديكم. يا مكة يا المعمورة. يا أم السلاسل والذهب يا نورة”، كما يرددون “يا بنية يا حبابة، أبوچ مشرع بابه، باب الكرم ما صده، ولا حطله بوابة”.
ويتزين الأطفال في ليلة “القرنقعوه” بالملابس التقليدية الشعبية، ذات الطابع الخليجي الخاص، حيث يرتدي الأولاد الثياب البيضاء الجديدة ويعتمرون “القحفية” وهي طاقية مطرزة عادة بخيوط فضية، بالإضافة إلى “الصديري” المطرز وهو رداء شعبي يلبس على الثوب ويتدلى حتى الخصر. أما الفتيات فيرتدين “الثوب الزري” وهو ثوب يشع بالألوان ومطرز بالخيوط الذهبية، ويضعن أيضا “البخنق” لتغطية رؤوسهن، وهو قماش أسود تزينه أيضا خيوط ذهبية في الأطراف، إلى جانب وضع بعض الحلي التقليدية.
لكن “قرنقعوه” هذه السنة سيكون مختلفا تماما عن العادة المعروفة في المنطقة، التي توارثها الخليجيون أبا عن جد، مع اختلاف التسميات. ففي سلطنة عُمان يطلقون عليها اسم “الطَلْبة”، وفي الإمارات يسمونها “حق الليلة”، ويدعونها السعوديون والكويتيون “القرقيعان”، فيما يطلق عليها في قطر والبحرين نفس الاسم “القرنقعوه”.
وسيقتصر الاحتفال هذا العام على بعض البرامج والفعاليات على منصات التواصل الاجتماعي، وسيتم نشر صور على انستغرام وتويتر وفيسبوك، بسبب الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها السلطات الصحية في البلاد، كالتباعد الاجتماعي، والدعوة إلى عدم التجمع والخروج من المنازل، حيث ستختفي المظاهر التقليدية للاحتفال بالقرنقعوه عن شوارع قطر، وستقتصر في بعض المناطق على تزويد حافلات بمكبرات الصوت تصدح بأغنية القرنقعوه متمنين السلامة والصحة والبهجة للجميع، بهدف إرساء التواصل وبث روح المودة والألفة والمحبة في المجتمع، وتشجيع الأطفال على معرفة عادات مجتمعهم.