الخليج أونلاين-
لم يعد إجراء عمليات التجميل حكراً على النساء، فقد بدأت مراكز التجميل في دول مجلس التعاون الخليجي تشهد إقبالاً ملحوظاً من قبل الرجال أيضاً، خاصة الباحثين منهم عن كمال الجسم والوجه، وتقويم الأسنان، وتحسين بعض مظاهر الجسم الخارجية.
وينفق الخليجيون بشكل عام على عمليات التجميل ملايين الدولارات، حيث تتصدر السعودية الدول الخليجية والعربية في ذلك، خاصة بين الرجال، وتأتي من ضمن أكثر 25 دولة في العالم تنتشر فيها عمليات التجميل، وفقاً لدراسات مراكز طبية مختصة.
وأصبح توجه الرجال في دول الخليج نحو إجراء عمليات التجميل أمراً شائعاً رغم العادات والتقاليد التي تحكم تلك الدول، خاصة أن غالبيتها يكون مشتركاً بين تحسين المظهر، والحفاظ على صحة الجسد.
عمليات مكلفة
استشاري جراحة التجميل، الدكتور صلاح الزعانين، يؤكد أن إجراء الرجال في دول الخليج لعمليات تجميل لا يشكل أي تجاوز أخلاقي أو مخالفة للعادات والتقاليد الموجودة في تلك الدول.
وفي حديثه لـ"الخليج أونلاين" يقول الزعانين: "هناك بالفعل إقبال على عمليات التجميل بين الرجال في دول الخليج والعالم العربي، وتتنوع تلك العمليات بين إزالة ندب في الوجه أو الجسم، أو زراعة شعر، أو تحسين في بعض مظاهر الجسم".
ويعود توجه الرجال إلى إجراء عمليات تجميل، وفق الزعانين، إلى التغير الذي شهده العالم، خاصة مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، واستخدام الشبان لفيديوهات يعرضون من خلالها محتويات خاصة بهم.
ويتأثر الرجال أيضاً، كما يوضح الزعانين، بالمشاهير، خاصة من الفنانين ولاعبي كرة القدم، وهو ما يعد سبباً في إجرائهم عمليات تجميل، سواء للتخلص من "الكرش" بشفط الدهون، أو تقويم الأسنان.
كما يرى الزعانين أن إقبال الخليجيين على إجراء عمليات تجميل يعود إلى تحسن الوضع المادي في بلادهم مقارنة ببعض الدول العربية، حيث يجري منهم عمليات خارج بلادهم خاصة في تركيا في مجال زرع الشعر.
وتعد عمليات التجميل الخاصة بالرجال، حسب استشاري جراحة التجميل، مكلفة، حيث تصل أسعار العملية الواحدة والبسيطة إلى أكثر من 5 آلاف دولار، ولكن في دول الخليج يرتفع المبلغ.
وحول المخاطر الصحية لإجراء عمليات التجميل، يؤكد الزعانين أن تلك العمليات لا تترك أي آثار جانبية لمن يجريها ما دام أن صحته جيدة ولا يعاني أي مشاكل صحية، ولذا تجرى بعض الفحوصات للأشخاص الراغبين في إجراء عمليات تجميل قبل البدء بالعملية.
السعوديون يتصدرون
يزداد إقبال الرجال في السعودية على إجراء عمليات التجميل عبر المئات من مراكز وعيادات التجميل المنتشرة في داخلها أو في الدول التي تحترف هذه المهنة، خاصة عمليات زراعة الشعر.
وبشكل عام، بلغ عدد العمليات التجميلية الجراحية نحو 134 ألف عملية تجميل خلال أعوام 2017، و2018، و2019 الماضية، بمعدل 122 عملية يومياً، حيث استحوذت المراكز والمستشفيات الصحية للقطاع الخاص على 43% من إجمالي العمليات، وفق إحصائية لوزارة الصحة السعودية نشرت في مايو (2019).
وتنوعت مقار إجراء العمليات التجميلية في السعودية بين القطاع الخاص الذي حظي بالنصيب الأكبر، والمستشفيات الجامعية والعسكرية، إضافة إلى مستشفيات وزارة الصحة.
كما تكشف إحصائية لمركز "يورمونيتور إنترناشينول" المتخصص في عمليات التجميل، عن أن 58% من الرجال السعوديين يفكرون في إجراء عمليات تجميل متنوعة؛ من الليزر إلى زراعـة الـشعـر إلى الجراحات التجميلية.
وخضع بالفعل 48% من الرجال الذين شملتهم دراسة المركز، المنشورة في صحيفة الوطن السعودية (الخميس 19 أغسطس الجاري)، لعمليات التجميل، وتتراوح أعمارهم بين 18 و55 عاماً.
ويركز السعوديون، وفق الدراسة، على عمليات التجميل التي تتعلق بعضلات البطن وحقن البوتكس، وتغيير في منطقتي البطن والصدر، وفق دراسة أجرتها هيئة الإذاعة البريطانية "BBC".
إقبال في الإمارات
وفي الإمارات، تصدرت عملية "تصغير الثديين" قائمة العمليات التي يخضع لها الرجل، تليها عملية زراعة الشعر، ثم "شفط الدهون"، والتخلص من الجلد المترهل ثالثاً، كما بدأت عمليات شد الجفون وتجميل الأنف والأذن تلقى رواجاً كبيراً بين الإماراتيين، حسب مركز" يورمونيتور إنترناشينول".
ويركز الرجال في الإمارات، وفق الدكتور زهير الفردان، رئيس جمعية التجميل في الإمارات، على عملية شد ونحت الجسم، التي تأتي نتيجة الترهلات بعد عمليات قص المعدة.
ويبحث الرجال في الإمارات، وفق ما نقلته صحيفة "الاتحاد" المحلية عن الفردان، في يوليو الماضي، عن الشكل المثالي للعضلات وتقويتها، بعد التخلص من الدهون وتهيئة أكتاف عريضة، وإبراز لملامح العضلات.
بدوره، أكد رئيس جمعية الإمارات لطب التجميل، الدكتور مروان الزرعوني، أن الإقبال على إجراء جراحات التجميل في الدولة كبير، ووصلت نسبة الرجال إلى نحو 50% من إجمالي الراغبين في إجراء عمليات التجميل، بعد أن كانت سابقاً 70% للنساء مقابل 30% للرجال.
أما الكويت، فإن 70% من الرجال يخضعون للعمليات دون الحاجة إليها، ووفق دراسة نشرت في مجلة تجميل الأنف "JAMA"، تبين أن تجميل الأنف من العمليات الأكثر شيوعاً، يليها حقن البوتوكس، وشفط الدهون، وشد الجلد والتخلص من السيليولي.
ومن العمليات المفضلة التي تشهد إقبالاً كبيراً عمليات زراعة الشعر وإزالته، وتبييض البشرة والتخلص من البثور وشد الجفون.
كذلك، تشهد دولة قطر إقبالاً من الرجال على إجراء عمليات التجميل، حيث نقلت صحيفة "الشرق" المحلية، في فبراير الماضي، عن أطباء أن أكثر العمليات شيوعاً في البلاد عملية تجميل الأنف وشد الأجفان العلوية والسفلية.
وتؤكد الصحيفة أن هناك إقبالاً كبيراً من القطريين والمقيمين على إجراء تلك العمليات، رغم تكلفتها المالية العالية والتي تصل إلى 30 ألف ريال (8 آلاف دولار).
البحرين أيضاً تشهد إقبالاً على عمليات التجميل بين الرجال، حيث أكدت صحيفة "الوطن" المحلية أن هناك عمليات لتجميل الوجه في البلاد.