الراي الآخر-
حذّر ناشط حقوقي إماراتي من تداعيات وتأثير انخراط ألف إسرائيلي في المجتمع الإماراتي، بعد انتقالهم للعيش في الإمارات العام الماضي، وذلك بعد تفعيل اتفاق التطبيع الذي وقعته الإمارات مع الاحتلال برعاية أمريكية.
وقال الناشط الحقوقي الإماراتي المعارض عبدالله الطويل، إنّ ذلك يزيد من خطر الخلل في التركيبة السكانية؛ لأن نسبة المواطنين الإماراتيين بلغت 12% من مجمل عدد السكان.
وأضاف أن وجود الصهاينة في الأراضي الإماراتية يعطيهم الحق مستقبلاً في الحصول على إقامة دائمة وجنسية. وعليه يستطيعوا بالجواز الإماراتي دخول جميع الأراضي الخليجية والاستثمار فيها.
وأشار الطويل، إلى أن ذلك يحدث في ظل تنامي البطالة بين الشعب الإماراتي والتي انتجتها خلل التركيبة السكانية.
وقال: "إذا كنّا في صدد الحديث عن الخطر الأكبر لتواجد كل هذه الأعداد من الصهاينة في الإمارات فسيكون عندما نجد الإماراتي يعمل لدى الصهيوني ويسيطر الصهاينة على المشاريع في الدولة وصولاً إلى أن نجد من يقول بأن الإماراتي باع أرضه".
كما حذر "الطويل"، من أن وجود الصهاينة في الإمارات يفتح المجال لهجرة موسعة للمزيد من الإماراتيين الرافضين للتطبيع. وبالتالي يتكيف الصهاينة أكثر داخل الدولة ومن ثم يسيطرون على المشاريع الاقتصادية والعقارية والسياحية.
وقال عبدالله الطويل، إن وجود الصهاينة في الإمارات يفتح المجال للموساد الصهيوني في التغلغل أكثر في الإمارات والعبث بأمن المواطن وسلامته وخصوصيته وإن كانت أصلاً مستباحة من النظام الإماراتي، مضيفا: "لكننا نتحدث عن عدو لا يؤتمن".
وشدد على الخطورة المجتمعية لاختلاط الصهاينة بأبناء الإمارات في المدارس واختلاط الشباب في المشاريع والشركات وبالتالي تغريب للمجتمع وكي وعي للجيل الناشئ الذي سينسى أحقية فلسطين في أرضها مقابل تمجيد الحق الصهيوني بالوجود والتعايش، بالإضافة إلى ما سيخلفه ذلك من مخاطر ثقافية عدّة.
وكان موقع "ماكو mako" العبري، أفاد أن حوالي ألف إسرائيلي انتقلوا إلى العيش في الإمارات العام الماضي، وذلك بعد تفعيل اتفاق التطبيع.
ويقيم معظم هؤلاء اليهود في إمارة دبي، وفق تقرير الموقع العبري الذي أفادت بأن العديد منهم يعملون في مطاعم بعضها يديرها طهاة إسرائيليون، كما يعملون في السياحة والعقارات وتجارة الألماس والذهب والفنادق وغيرها.
وتابع الموقع قائلاً أن اتفاقيات "إبراهيم"، الموقعة منذ أكثر من عام بقليل بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، إلى جانب العديد من عمليات الإغلاق في البلاد، جعلت دبي مركزاً للحج بالنسبة للإسرائيليين."
مضيفا:"مكث الكثيرون هنا لفترات طويلة وبعضهم استرخوا ونقلوا حياتهم هنا."
وتشير التقديرات وفق التقرير إلى أن ما يقرب من 1000 إسرائيلي قد انتقلوا إلى الإمارات وخاصة دبي، في مرحلة مختلفة منذ أن فتحت أبواب البلاد أمام الإسرائيليين.
وفي المجموع، يعيش حوالي 4000 يهودي في دبي.
ونقل موقع "ماكو" عن إسرائيلي يعيش في أبو ظبي قوله: "حتى قبل حوالي خمس أو ست سنوات كان هناك بالكاد خمسة يهود هنا قاموا ببناء كنيس صغير مؤقتاً، وقاموا بتهريب مخطوطات التوراة وعملوا تحت الأرض. اليوم إسرائيل هي الأكثر اعتباراً هنا".
فيما قالت "يائيل غرافي" والتي كانت مرشدة سياحية وسافرت حول العالم لسنوات عديدة، إنه مثل كثيرين في مهنتها جاءت كورونا وخسرت جميع أعمالها.
وتابعت: "وصلت الجائحة وانغلق العالم وتعطل كل شيء. اضطررت إلى إعادة تقييم نفسي، عندما وقّعوا اتفاقيات (إبراهام)". قررت أن أقوم بانتقال مهني وأن أصبح مرشدة سياحية في دبي وأحصل على رخصة تدريب".
وتوضح إحصائيات أن الحياة في دبي سهلة نسبياً للإسرائيليين على الرغم من أن مستوى المعيشة هنا مرتفع إلا أن الأجور غالباً ما تكون مرتفعة وفقاً لذلك.
وقالت غرافي:"هناك جالية يهودية كبيرة جدًا هنا، كثير من الإسرائيليين انتقلوا إلى هنا وعملوا في دبي، وهناك جو ممتع وودي للغاية. هنا نلتقي خلال الأسبوع وفي عطلات نهاية الأسبوع في منزل شاباد."
مضيفة:"هناك توق لإسرائيل وللأسرة وللأصدقاء المقربين. لكن المسافة قصيرة نسبياً ويمكنك السفر من وقت لآخر وزيارة العائلة ".
وفي العام الماضي ـ وفق التقرير ـ وصل أيضاً حوالي 100 مجرم إسرائيلي إلى دبي وبعضهم مطلوبون من قبل الشرطة الإسرائيلية حيث فروا من البلاد للعيش هنا.
لقد أنشأوا مجتمعا كبيرا هناك في تجارة المخدرات والماس والذهب والعقارات وحتى أنهم شركاء في أعمال دعارة والتي توفر للسياح الإسرائيليين الذين يأتون إلى هنا.
وكشف مجرم إسرائيلي انتقل إلى دبي، أن الكثير من الأموال السوداء تم تهريبها إلى هنا.