كامل جميل - الخليج أونلاين-
لم يكن الغضب الشعبي الذي توجه به العُمانيون نحو الزعيم الهندوسي الأشهر سادجورو جاغي، إلا تأكيداً جديداً على قوة تأثير الرفض الشعبي الخليجي لمن يسيء بحق معتقداتهم وقيمهم، ولطالما يؤدي هذا الغضب لاعتذار المسيء.
مؤخراً تصدر وسم "لا_مرحبا_سادجورو" الترند على مواقع التواصل الاجتماعي في سلطنة عُمان، رفضاً لزيارة الراهب الهندي الناشط في الدفاع عن حماية البيئة سادجورو، المقررة في الـ25 من الشهر الجاري.
وقالت تقارير إعلامية إن سادجورو جاغي يزور سلطنة عُمان للمشاركة في ندوة حول التغير المناخي وحماية البيئة؛ في ختام جولة له تحت عنوان "أنقذوا التربة" بدأها في الأردن ثم البحرين.
ويُعرف سادجورو (64 عاماً) أيضاً بكونه صاحب مؤسسة "إيشا" الخيرية، التي تسعى لنشر اليوغا أسلوباً لتهذيب الروح وتقويم الجسد.
وفي الحملة التي شنوها على "تويتر" رفض العُمانيون زيارة سادجورو؛ إذ يعتبرونه يحمل أفكاراً تخالف عادات وثقافة المجتمع العُماني، ويشجع على الإلحاد، إضافة إلى أنه يدعم "إسرائيل" ويدعم الانتهاك التي يرتكبها الهندوس بحق المسلمين في الهند.
بدوره فإن مفتي سلطنة عُمان الشيخ أحمد بن حمد الخليلي كان موقفه مناصراً للعُمانيين، معبراً عن رفضه دخول الزعيم الهندوسي للسلطنة.
وقال "الخليلي" في تغريدة بعنوان "الإلحاد وحقيقة التوحيد": "كانت بلادنا عُمان والحمد لله هي الدولة الأولى التي تصدت للشيوعيين الملحدين قبل نصف قرن تقريباً فهزمتهم".
وتابع: "كان شرفاً عظيماً قلّده الله قطرنا العزيز. كما شرّفه من قبل بهزيمة الحملة الصليبية الحاقدة التي اكتسحت سواحل بلاد الشرق ما بين شرقي آسيا وأفريقيا وبلاد الخليج".
من جانبها فإن الجمعية الزراعية العُمانية أكدت، الجمعة (20 مايو 2022)، عدم استقبال الزعيم الهندوسي سادجورو.
وقالت الجمعية في بيان رسمي لها: إن "المعنيين بالجمعية لم يكن لديهم علم بخلفيته الشخصية إلا بعد انتشار سيرته على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ما يختص به الرحالة ليس له علاقة بالعلوم الزراعية".
اعتذار سفير
الموقف الشعبي العُماني الغاضب جاء ضمن سلسلة وقفات اشتهر بها الخليجيون في مناسبات عدة، يبرز من بينها الهبة الشعبية الكويتية التي نتج عنها اعتذار سفير تشيكيا بالكويت مارتن دوفراك عن نشره علم "إسرائيل" على حسابه الرسمي في "إنستغرام".
ونشرت سفارة تشيكيا بالكويت، في مايو 2022، على حسابها الرسمي في "تويتر" رسالة اعتذار من السفير قال فيها: إنه "نادم على نشر صورة العلم الإسرائيلي على صفحته الشخصية ما أدى لغضب مفهوم وسخط بين العديد من الناس بسبب الأحداث المأساوية في قطاع غزة".
وأثار نشر دوفراك لعلم الاحتلال الإسرائيلي على "إنستغرام" استياءً شعبياً في الكويت وحملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تطالب بطرده.
وأكد دوفراك أن تصرفه كان "يفتقر للإحساس" تجاه أصدقائه المسلمين والكويتيين.
وأضاف: "أتقدم باعتذاري لهم ولجميع الكويتيين والفلسطينيين، ولكل من شعر بالظلم نتيجة هذا التصرف".
وشدد على أنه "لم يقصد التقليل من احترام الفلسطينيين الأبرياء" بالصورة التي نشرها، وعبر عن "ألمه لمشاهدة معاناتهم".
كان ذلك في وقت كان يشهد استمرار وقوع ضحايا في غزة نتيجة العدوان العسكري الإسرائيلي المتواصل.
استقالة وزير
الخليجيون أيضاً عبر تغريدات غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، في مايو 2021، أعربوا عن رفضهم التصريحات "المُسيئة" لوزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية شربل وهبة، انتهت باستقالته من منصبه.
ففي مقابلة مع برنامج "المشهد اللبناني" على قناة "الحرة" الأمريكية، اتهم الوزير وهبة دول الخليج -دون تسميتها- بـ"إرسال الدواعش إلى البلدان العربية"، وذلك في معرض دفاعه عن سلاح حزب الله وتبرير وجوده خارج إطار الدولة ومؤسساتها.
ومع احتدام الحوار خرج وهبة عن سياق النقاش الموضوعي، ووصف الضيف السعودي المُشارك في الحلقة، رئيس لجنة العلاقات الأمريكية السعودية، سلمان الأنصاري، بأنه "من أهل البدو".
فور انتهاء الحلقة اجتاحت ردود الفعل الخليجية الغاضبة مواقع تواصل الاجتماعي، وتصدّر وسم "#شربل_وهبة" تويتر.
نتيجة ما جرى من غضب خليجي حاول الوزير اللبناني تبرير تصريحاته في بيان بعد المقابلة جاء فيه: "فوجئت بتفسيرات وتأويلات غير صحيحة لكلامي في مقابلة تلفزيونية مع قناة الحرّة، فما قلته لم يتناول الأشقاء في دول الخليج العربي، ولم أتطرق إلى تسمية أي دولة".
وأضاف: "نجدّد تأكيدنا الحرص على أفضل العلاقات مع جميع الدول الشقيقة والصديقة للبنان، وأدعو المصطادين في المياه الراكدة إلى التوقف عن الاستثمار في الفتنة بين لبنان وأشقائه وأصدقائه".
وفي محاولة لاحتواء الأزمة وجه سعد الحريري، رئيس الحكومة اللبنانية المكلف حينها، انتقادات لاذعة إلى وزير الخارجية اللبناني والجهة التي يمثلها، مُعتبراً أن تصريحاته تُخرب العلاقات اللبنانية العربية.
وأكد في بيان صدر عن مكتبه أن كلام وهبة "لا يمثل معظم اللبنانيين"، و"لا يمت للعمل الدبلوماسي بأي صلة، وإنما يشكل جولة من جولات العبث والتهور بالسياسات الخارجية التي اعتمدها وزراء العهد، وتسببت بعواقب وخيمة على لبنان".
كما تبرأت الرئاسة اللبنانية من تصريحات وهبة، مؤكدة أنها "تعبر عن رأيه الشخصي ولا تعكس موقف الدولة والرئيس عون"، ليجبر لاحقاً على تقديم استقالته من منصبه.
اعتذار شركة عالمية
الدفاع عن المقدسات والمعتقدات أبرز ما يظهره الخليجيون حين تتعرض للإهانة، وهو ما تبين في مواقف عدة، من بينها اجتياح مواقع التواصل الاجتماعي موجة غضب، خاصة بين أوساط محبي الألعاب الإلكترونية.
جاء ذلك في نوفمبر الماضي، بعدما وجدوا صفحات يبدو أنها مقتطعة من القرآن على أرضية إحدى خرائط اللعبة القتالية الشهيرة "كول أوف ديوتي". واستخدم المغردون وسم #No_Call_of_Duty للتعبير عن غضبهم ودعوتهم لمقاطعة اللعبة.
وسرعان ما اعتذرت شركة "أكتيفيجن" الأمريكية لألعاب الفيديو عن الأمر، عقب استياء واسع وحملات مقاطعة من قبل لاعبين عرب ومسلمين.
وقالت الشركة، عبر صفحة اللعبة المخصصة لمنطقة الشرق الأوسط، إنها أزالت "المحتوى المسيء" الذي أُضيف في آخر تحديث للعبة.
وأضافت: "لعبة Call of Duty صنعت للجميع. كان هناك محتوى وضع بصورة مسيئة للمسلمين بشكل خاطئ الأسبوع الماضي، وتمت إزالته من اللعبة. نحن نعتذر بشدة. كما أننا نتخذ كل الإجراءات اللازمة لتفادي مثل هذه الأخطاء في المستقبل".