كامل جميل - الخليج أونلاين-
ظاهرة تربية النساء للحيوانات الأليفة، تأخذ بالانتشار كثيراً في المملكة العربية السعودية، البلد الخليجي الذي يشهد منذ سنوات قليلة انفتاحاً واسعاً، نالت فيه المرأة المزيد من الحرية.
لم يعد غريباً أن تظهر امرأة وهي تسير في الشارع برفقة حيوان أليف، كلب أو قطة على سبيل المثال، فبين الاستمتاع بحيوان أليف، وتفضيلها كهواية، وجعلها مورداً للمال، تختلف أسباب الرغبة في تربية الحيوانات الأليفة من قبل السعوديات.
أكثر ما يستهوي السعوديات من بين الحيوانات الأليفة هي القطط، حيث أجمع أطباء بيطريون ومهتمون بالثروة الحيوانية على أن الاهتمام بتبني واقتناء وتربية القطط، وعلى الأخص ذات الفصائل المميزة، يتحول إلى ما يشبه الموضة، على الأخص لدى الفتيات السعوديات بين 15 و30 عاماً، وفق تقرير نشرته صحيفة "الوطن" المحلية مؤخراً.
هؤلاء الأطباء أرجعوا ذلك الاهتمام المتنامي بالقطط إلى جملة من الأسباب، منها سهولة تربية القطط داخل المنزل مقارنة بالحيوانات الأخرى، علاوة على نظافتها، وسهولة رعايتها والاهتمام بها، وصغر حجمها، وكونها أليفة ومحببة لمختلف أفراد الأسرة في البيت ولا سيما الأطفال.
وكان فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة في الأحساء نظم فعالية "يوم القط العالمي" لاختيار أجمل قط، وتنافس على جوائزها نحو 24 قطاً من فصائل نادرة ومتنوعة، يتبناها 18 فتاة، و6 شباب، بمتوسط أسعار وصلت إلى 5 آلاف ريال (1330 دولاراً) للقط الواحد.
وشهدت الفعالية، التي أقيمت في 28 أغسطس 2022، مشاركة وحضوراً نسائياً كبيراً، وشارك متابعو الفعالية في التصويت لأجمل القطط.
هواية وحب
تتحدث رهام فلمبان لصحيفة "البلاد" السعودية عن تجربتها في تربية الحيوانات الأليفة داخل المنزل، مشيرة إلى أن تربية الحيوانات استهوتها تدريجياً حيث بدأت بتربية الببغاوات ومن ثم القطط. وبعد ذلك أدمنت تربية الكلاب.
تروي تجربتها مع تربية الحيوانات بقولها إنها اعتنت بأحد الكلاب حينما كان عمره 25 يوماً، وبمرور السنوات أصبح جزءاً من العائلة، له شخصيته المستقلة وخصص لنفسه مكانه المفضل بالبيت، وله أغراضه وألعابه مثل الأطفال.
ترى رهام أن تربية الحيوانات الأليفة بجميع أنواعها واختلافها أصبحت منتشرة في الآونة الأخيرة.
وقالت إن هناك من يهوى تربيتها، وهناك من يربي من أجل التقليد الدارج، وفئة أخرى تربي كلاباً للحراسة وتتعدد الأهداف والأغراض.
بالنسبة لها، فإن رهام هاوية منذ سنوات، وتفضل تربية الببغاء وطيور الزينة والأسماك والقطط والكلاب، التي تراها الأنسب والأفضل خاصة إذا تم تربيتها بالمنازل.
فندق للحيوانات الأليفة
الحديث عن تربية الحيوانات الأليفة من قبل النساء في السعودية يجر الحديث إلى ظهور أول فندق من نوعه في المملكة، كان ذلك في يونيو 2020 بمدينة الخبر شرقي المملكة، وهو فندق للحيوانات الأليفة.
الفندق يستقبل الحيوانات الأليفة ويتيح لأصحابها فرصة لقضاء وقت ممتع مع حيواناتهم خارج المنزل وبعيداً عن ضوضاء الشارع.
ويتجمع شبان وفتيات في المقهى للّعب مع كلاب بأحجام مختلفة، فيما تجلس كلاب أخرى بالقرب من أصحابها للعب، وهناك قسم آخر في المقهى تقدم فيه خدمات مختلفة للحيوانات بينها الغسل والعناية بمظهرها.
ووفق وكالة "فرانس برس" تشير الشابة السعودية جوهرة إلى أن "فكرة المقهى جديدة للغاية. لا يوجد لدينا أماكن كثيرة من هذا النوع. تأتي الكلاب هنا للتعارف".
تقول مالكة المقهى، وهي شابة كويتية تدعى دلال أحمد، إن فكرة المقهى راودتها عندما زارت السعودية قبل سنوات مع كلبها ولم تتمكن من المشي معه.
وأضافت: "أحزنني هذا الموقف. وقررت المساعدة عبر فتح مقهى جميل للناس سواء كانوا من أصحاب الكلاب أم لا، للاستمتاع في هذا المكان".
تبني الحيوانات
الرأفة بالحيوانات الأليفة تبرز كثيراً في المملكة العربية السعودية، وهو ما يؤكده بدر الطريف، المشرف العام لجمعية "رحمة" للرفق بالحيوان في السعودية، الذي يوضح أن جمعيتهم تتولى توفير العلاج والمأوى للحيوانات الأليفة التي تتعرض لأمراض أو جروح أو إعاقات، حيث تتوالى عليهم الاتصالات من المواطنين لإنقاذ حيوانات تعاني من حالة مرضية أو حادث ما.
الطريف يقول في حديث لـ"العربية نت": "من خلال عملنا في الجمعية، وجدنا أن أكثر فئة تتبنى الحيوانات الأليفة، من القطط أو الكلاب أو الببغاوات، هم فئة النساء".
والسبب وراء ذلك وفق قوله: "لأنهن أكثر حنية وعطفاً على الحيوانات من الرجال، فضلاً عن امتلاكهن حس المسؤولية العالي تجاهها، من ناحية الأكل والشرب وإجراء التطعيمات الدورية التي تكفل سلامته دون أمراض معدية، وهو الأمر الذي يسعدنا ويطمئننا أن الحيوان الذي تم تبنيه يعيش في مأمن".
رأي الطريف تؤكده الطبيبة البيطرية نور عزت فطايرجي، التي تقول في حديث لصحيفة "عكاظ" إن النساء أكثر ميلاً لتربية الحيوانات من الرجال.
وفطايرجي تعتبر أول طبيبة بيطرية سعودية، وتقول إن متابعتها البرامج الوثائقية عن الحيوانات البرية والمفترسة منذ الصغر، عزز لديها حب المغامرات والاستكشاف؛ وقررت دراسة الطب البيطري الذي يعتبر أصعب من الطب البشري، لكونه يتعامل مع كائنات لا تتكلم.
فندق 5 نجوم للقطط
يؤكد افتتاح فندق من فئة "5" نجوم للقطط في العاصمة الرياض أن تربية الحيوانات الأليفة أخذت حيزاً كبيراً بين العوائل السعودية.
الفندق، الذي يحمل اسم "بيتويا"، يوفر للعملاء مكاناً لترك قططهم بضع ساعات أو حتى لأيام قليلة، مع إمكانية متابعة وضعها وصحتها بعد المغادرة عبر تطبيق مجاني، وفق رويترز.
و"بيتويا" أول فندق 5 نجوم مرخص في السعودية للحيوانات الأليفة، لكنه لن يكون الأخير في ظل سعي القائمين عليه لافتتاح فروع أخرى في عدد من مناطق المملكة بسبب زيادة الإقبال عليه بوصفه متنفساً للقطط ومربيها في الوقت نفسه، إذ يتيح لهم فرصة للسفر أو العمل وهم مطمئنون، وفق "رويترز".
قالت صاحبة الفندق هدى العتيبي إن فكرة إقامته راودتها منذ فترة طويلة، مما دفعها إلى الاطلاع على تجارب مماثلة في المملكة، ولكنها كانت فردية ولم تحصل على التراخيص.
تقدمت هدى إلى وزارة الزراعة والبيئة السعودية بطلب للحصول على ترخيص للفندق، وبعد عامين حصلت عليها وأسست فندقاً بمواصفات خاصة وبمتابعة كاملة من وزارة البيئة.
أكدت "العتيبي" أن جزءاً من الفندق خُصص للرعاية الكاملة للقطط التي يبحث لها مربوها عن مأمن مؤقت لظروف السفر، أو لظروف طارئة، أو لعدم التفرغ، أو غير ذلك، كما أن هناك قسماً لرعاية القطط بيطرياً ونفسياً وصحياً.