سطام الثقيل- الاقتصادية السعودية-
لو أن "المهايطي" رجل راشد عاقل في كامل قواه العقلية لما رأينا تفاخره بالولائم والبذخ الفاحش، الذي نراه عبر مقاطع مصورة في مواقع التواصل الاجتماعي، ومن هنا يجب أن نستبعد وسيلة النصح والإرشاد والتوجيه معه، فلو كان يملك ذرة عقل يمكن أن تجعله يميز بين الفعل الخطأ والصح لوجدناه يقدم قيمة تلك الوليمة الباذخة في سداد دين قريب أو صديق أو إطعام جياع من أقرباء أو جيران أو تقديمها في عمل خيري ينفعه في دنياه وآخرته.
كل عاقل على وجه البسيطة لا يمكن أن يرى تلك المقاطع المنتشرة للمهايطية وما صاحبها من بذخ في الموائد، ثم غسل اليدين بنعم الله كـ "العسل" أو دهون العود الفاخر، أو الزج بالأطفال في تلك الأعمال "المنكرة" إلا وشعر بالتقزز والألم والاحتقان والقهر أيضا.
وقبل أن نلوم هؤلاء المرضى وناقصي العقل والدين أيضا، علينا أن نلوم أنفسنا، فلولا ترويجنا لمثل تلك المقاطع التي يرفضها العرف والدين لما وجدنا تلك الأفعال تتوسع، فنحن مَن منحهم الفرصة في إبراز أفعالهم السيئة ونحن من منحها الانتشار والتوسع .. نحن مذنبون لا شك ويجب أن نتوقف عن نشرها قبل الشروع في علاج المشكلة التي أضرت بالجميع وشوهت صورة مجتمعنا.
صحيح أن هؤلاء "المهايطية" قلة، ولا يمثلون المجتمع الذي ينتمون إليه، ولكن انتشار هياطهم أسرع وألحق ضررا بالمجتمع وصوره بصور هو منها براء، ومن هنا يجب الضرب على أيديهم ومعاقبتهم، فلا يمكن أن يعفيهم شعورهم بالنقص ومرضهم النفسي من العقاب.
علينا أولا وقبل الخوف من نظرة الشعوب الأخرى لنا وللقهر الذي يحدثه أفعال المهايطية في نفوس الجياع من الشعوب المجاورة وما يحدثه من نظرة سيئة تجاهنا واحتقان أن نخشى الله ـــ سبحانه تعالى ـــ وأن نحذر من إيقاع العقوبة بنا بسبب أفعال هؤلاء، ولنا في الأمم السابقة وعلى مدى التاريخ عبرة وعظة.
هؤلاء المهايطية يحتاجون إلى قانون رادع يقف بصرامة أمام أفعالهم "البغيضة" ويردعهم، ولا بأس لو وصل الأمر إلى السجن و"الحجر" على المال، فالمال يصبح خطرا عندما يكون في يد جاهل ومريض، ويجب علينا البدء بتوعية النشء الذي يمكن أن يتأثر بتلك المظاهر المهايطية فربما تجذبه وتجعل من هؤلاء المرضى قدوة له والقدوة منهم براء.