الاقتصادية السعودية-
لم تكن مهنة التسول مقتصرة على بعض الفقراء والمحتاجين، بل تخطت ذلك وأصبحت وسيلة للتستر والتخفي، حيث حذر مختص أمني من تستر إرهابيين ومجرمين تحت عباءة التسول، لرصد المواقع، وتحديدها من أجل الإخلال بالأمن والاستقرار، الذي تنعم به البلاد. وقال لـ"الاقتصادية" اللواء صالح بن فارس الزهراني، الخبير في المجال الأمني، عضو مجلس الشورى سابقاً، إن هذه الظاهرة تعد ظاهرة سيئة بطبيعة الحال، مشيراً إلى أنه من خلال التسول يُمكن لأي مُجرم أو إرهابي أن يتستر تحت هذه الظاهرة، سواءً لرصد المواقع، أو مراقبة الناس، وبالتالي يقوم بأي عمل يخل بالأمن والاستقرار. وأكد أن التسول ظاهرة سيئة، فضلاً عن كونها غير مقبولة حضارياً، لافتاً إلى أنها أيضاً من الجانب الأمني تنطوي على كثير من المحاذير والمخاطر. ووسط هذه التحذيرات التي أطلقها اللواء الزهراني، من تستر الإرهابيين، والمُجرمين، تحت عباءة التسول، خصص البعض من المتسولين في محافظة الطائف، مواقع دائمة للقيام بالتسول، الذي جعلوه مهنة يومية لهم، وسيطروا على مواقع مُعينة، كإشارات المرور.
ورصدت "الاقتصادية" تكرار أشخاص منهم، في مواقع معينة من أرجاء الطائف، بما يوحي إلى ما يشبه الفرق المُنظمة بشكل مُتقن للقيام بالتسول، من خلال اختيار جنس معين سواءً من النساء أو الأطفال، في مواقع معينة، دون أخرى، وبما يشير أيضاً إلى ما يُشبه سيطرتهم لتلك المواقع للقيام بمهامهم في التسول.
ووفقا للمعلومات، فإن مكافحة التسول في محافظة الطائف، تضم لجنة حكومية مكونة من "الشؤون الاجتماعية، والشرطة، وقوة المهمات، والأمانة، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، وهي تحت مظلة الشرطة، وأن هذه اللجنة تخرج بشكل يومي، لتجوب أرجاء المحافظة، من أجل مكافحة التسول، وأكثر المتسولين من العرب. وحاولت "الاقتصادية" التواصل مع المتحدث الرسمي، لوزارة الشؤون الاجتماعية، بيد أنه لم يتجاوب مع الاتصالات المتكررة.