الحياة السعودية-
كثفت الفرق الأمنية الموكلة من وزارة الداخلية ووزارة الشؤون الإسلامية بحماية المساجد رقابتها لدور العبادة في المنطقة الشرقية، وحرصت على إيضاح بعض بنود رقابتها مع التحفظ على أخرى، إذ طلبت من إدارات المساجد منع المركبات الصغيرة من الوصول إلى ساحات المساجد، ووقوفها على بعد مسافة واسعة من ساحة المسجد، إضافة إلى تفتيش كل من يشتبه به.
وأكدت إدارات مساجد في المنطقة الشرقية لـ«الحياة» «منع المركبات الصغيرة من الدخول، وتشديد الرقابة على الأطفال المرافقين لذويهم في الصلاة، مع إجراءات أمنية إضافية»، مشددة على أن حادثة مسجد الرضا لن تكون بداية انطلاقة جديدة لاستهداف دور العبادة. وقال عبدالرحمن مشعل (أمام وخطيب مسجد في الدمام): «إن منع دخول المركبات الصغيرة يأتي تجنباً لتأخر المصلين أثناء التفتيش، وبغية ضمانة مرونة وسلاسة أداء المصلين لفريضتهم مع ضمان أمنهم وسلامتهم جميعاً، وعدم استغلال أي منفذ لتحقيق الأهداف الإرهابية، وجاء التشديد على الأطفال تجنباً لاستغلالهم». فيما اعتبر سلطان الفواز (خطيب مسجد في الخبر) أن «التقيد بالتعليمات الصادرة عن وزارتي الداخلية والشؤون الإسلامية، إلزامي على المساجد كافة، التي أصبحت تشهد رقابة مكثفة، ولا تقتصر على المناطق التي يوجد بها الشيعة، فهناك تحسب لوقوع هجمات إرهابية بمساجد سنية من مثيري الفتنة، لذا فإن الخطة موحدة لا تقتصر على مسجد دون آخر، فلا تمييز في توفير الإمكانات الأمنية والحماية للجميع، ونسعى في خطبنا إلى تفكيك فكرة باتت تتغلغل في أدمغة الناس تربط صلاة الجمعة بالموت والإرهاب والتنكيل والدمار، فهذا لم يكن من سمات ذلك اليوم العظيم، فلما أصر الإرهابيون على ذلك؟ الإجابة تؤكد أنهم خارجون على شرع الله».
وفي البحرين، كشف رئيس الأمن العام البحريني اللواء طارق الحسن في تصريح لـ«الحياة»: «لدينا الاستعداد الكامل للتعامل مع أي هجمات مقبلة، رفعنا مستوى التأهب، ضمن خطة أمنية كاملة، لمنع استهداف دور العبادة وبعد حادثة الأحساء في مسجد الرضا شعرنا أن موجة أعمال إرهابية ربما تبرز على الساحة من جديد، فتم إعداد خطط حديثة لمواجهة ذلك كما أنه تم التنسيق مع عدد من الدول الخليجية حول آلية الحماية».
وكان الحسن أكد في وقت ماضٍ لـ«الحياة» أن أول بنود الخطة الأمنية تتمثل في «تجنيد أفراد شرطة خدمة المجتمع لأجل حماية المساجد السنية والشيعية إضافة إلى وضع حواجز تتضمن اصطفاف السيارات بعيداً عن المسجد بمسافة كبيرة، وفي حال وقوع انفجار لا قدر الله لا يصاب المسجد بأذى». وأضاف اللواء الحسن آنذاك «تتضمن الخطة تحديد أعداد الشرطة والدوريات الموجودة حول المسجد بحسب حجمه وعدد المتوافدين عليه»، مردفاً: «إن عدداً من المواطنين البحرينيين بادروا للعمل مع مراكز الشرطة بشكل تطوعي، وهذا الأمر يتطلب خطوات عدة تقوم بها وزارة الداخلية، تتعلق بالمتطوعين»، وأضاف «أعتقد أن ما حدث في السعودية يتطلب أخذ الحيطة والحذر، ونحن عملنا على تقويم ما حدث واتخذنا الاحتياطات اللازمة».