الرياض السعودية-
شدد الشيخ حسن الصفار على أن الأعمال الإرهابية التي تستهدف المصلين في المساجد تعود إلى حالة من "استلاب العقول" يمارسها منتسبون للدين، إذ يشحنون شباب الأمة بالتشدد وبما يخالف ويدمر قيم ومبادئ الدين الاسلامي.
وقال في مسجد الرسالة بمدينة القطيف "إن هناك جهات محسوبة على الاسلام عمدت إلى تحويل الدين الذي يدعو إلى العدل والإحسان إلى مادة للعنف والإرهاب والاحتراب، وانتهاك الشعائر والحرمات الدينية عبر تفجير المساجد واستهداف الأبرياء".
ودان الصفار الاعتداء على مسجد الرضا بحي محاسن في الاحساء، واصفاً إياه بالعمل الإرهابي الذي راح ضحيته أربعة شهداء، كما دان في الوقت نفسه حادثة مقتل رجلي أمن في مدينة سيهات، إذ كان الشهيدان يقومان بواجبهما في حماية سيارة نقل الاموال في سيهات مطلع الاسبوع الماضي.
وقال إن الأمة الاسلامية ابتليت بجهات تنتسب إلى الدين عملت ولا تزال على تزريق كل ما يخالف ويدمر قيم ومبادئ الدين في عقول شباب الأمة، مضيفاً "إن الانسان المتدين ينبغي أن يلتزم مبادئ وقيم الدين الانسانية، ولا يصح أبدا ان يتنازل عن شيء من تلك القيم؛ لأن فلانا أمره، أو قال له أو أفتاه"، مشدداً بأن طاعة أي شخص بخلاف قيم الدين إنما هي عبادة لذلك الشخص من دون الله.
وأضاف يقول "إن الانسان المسلم ينبغي أن تكون المبادئ الدينية واضحة في ذهنه حتى لا يُستلب عقله من هذا أو ذاك، وأن المتدين العادي مدعو للحذر الشديد من حالة استلاب العقل التي قد يمارسها بحقه الآخرون في مواضيع عديدة".
وذكر الشيخ الصفار بأن استلاب العقل قد يدفع المتدين العادي إلى الطعن في أعراض الناس والنيل منهم وتسقيطهم باسم الدين، تماما كما يدفع الإرهابي لقتل المصلين في المساجد، مضيفا "إن هذا حرام وذاك حرام، وهذا ظلم وذاك ظلم أيضا".
داعيا إلى ثقافة دينية واعية تثير للناس دفائن العقول، وتؤكد على محورية العقل والضمير في نفس الإنسان.
وأكد على الاهتمام باستحضار العقل في التوجيه الديني وتقييم مختلف الدعوات والآراء والمواقف الدينية على ضوء المبادئ والقيم من العدل والاحسان ورفض الظلم والعدوان خاصة على صعيد الشأن العام والعلاقات الاجتماعية.